الصويرة.. امكانيات كبيرة ذات بعد دولي في رياضة التزحلق على الماء

0
Jorgesys Html test

 بفضل موقعها الاستراتيجي على ضفة المحيط الأطلسي، وطول شاطئها الممتد على مسافة تزيد عن 150 كلم، تشكل الصويرة وجهة مفضلة لممارسة مختلف أنواع الرياضات الخاصة بالتزحلق على الماء، لاسيما وأنها تتوفر كذلك على مؤهلات تستجيب للمعايير الدولية الواجب توفرها من أجل ممارسة هذا الصنف من الرياضات المائية.

وقد شكلت الصويرة منذ فترة زمنية فضاء للنهوض بهذه االرياضات وتطورها ، وذلك بفضل مناخها المعتدل وشواطئها ( مولاي بوزرقطون ، وسيدي الكاوكي) التي تتميز بأمواجها المحفزة على  ممارسة الرياضات المائية ، وأيضا بفضل مناخها الجميل، وقربها الجغرافي من عدد من الوجهات السياحية الرائدة على مستوى المملكة.

وتتيح هذه المؤهلات  لممارسي الرياضات المائية الفرصة للاستمتاع بأوقات ممتازة أملا في الرقي بمستوى عطائهم، كما تتيح الفرصة في الوقت نفسه للرياضيين المتمرسين والمحترفين لركوب الأمواج القوية ، للوقوف على مدى قوة تحملهم ، وتفوقهم في مداعبة الأمواج بطرق وتقنيات فنية جد صعبة.

وبالنظر إلى كون الظروف تظل مواتية طيلة السنة لممارسة رياضات التزحلق على الماء بمختلف أنواعها ( ركوب الأمواج الشراعي، ركوب الأمواج، التجذيف…)، بالاضافة  إلى الإقبال الكبير لعدد من الشباب عل ممارستها، فقد عرفت هذه الرياضات تطورا ملموسا على مستوى شواطئ الصويرة، والذي ساهمت فيه عدد من الأندية المحلية الحريصة على إشاعة المبادئ الأولية المعتمدة في ممارسة هذه الرياضات ، وتلقين تقنياتها لشباب المدينة وأيضا لهواة هذه الرياضة من الاشخاص الأجانب، مع توفير التجهيزات التي يحتاجونها لمزاولة هوايتهم وقضاء أوقات ممتعة بمدينة الصويرة التي تعرف في بعض الأوساط ب” مدينة الرياح”.

وفي هذا الصدد، اصبحت مدينة الصويرة الوجهة المفضلة لعدة رياضيين مختصين في ركوب الأمواج الشراعي ، وركوب الأمواج، من ضمنهم أسماء رائدة على المستوى العالمي، حيث غدت أمواج الصويرة بالنسبة إليهم ملاذا للاستعداد الجيد للمشاركة في  المنافسات الرياضية ، وذلك لما توفره المدينة من بنيات تحتية مناسبة للرقي بهذه الرياضة.

وكنتيجة منطقية لهذا الاهتمام المتزايد بالرياضات المائية في شواطئ الصويرة، خاصة من طرف نخبة من الرياضيين من ذوي الصيت العالمي ، فقد أصبح ركوب الموج وغيرها من الرياضات المائية الأخرى من بين المؤهلات التي تساهم بشكل كبير في الاقلاع السياحي لهذه الوجهة ، لتضاف بذلك إلى ما تتوفر عليه من مؤهلات أخرى ثقافية وحضارية وتاريخية .

وعلاوة عن ذلك، فإن توجه العديد من أفراد الساكنة المحلية لممارسة هذه الرياضات أفضى إلى ميلاد عدة أبطال، من ضمنهم رياضيون اعتلوا منصات التتويج ومكنوا العلم الوطني من أن يرفرف عاليا في عدة تظاهرة دولية، من بينهم بوجمعة غيلول، الحاصل على الرقم العالمي لأعلى قفزة ب 20 متر منذ 2012، وذلك إلى جانب تحقيقه لإنجازات أخرى مهمة.

وللنهوض بهذه الرياضة وتوسيع قاعدة ممارسيها، توجه الاهتمام نحو تنظيم مجموعة من التظاهرات الرياضية الدولية من مستوى عال ، وكان آخرها مهرجان ” المحيطات” الذي خصص لترسيخ وإشاعة ثقافة ركوب الأمواج، حيث نظمت نسخته الثانية مابين 11 و18 أبريل الماضي.

ويروم هذا المهرجان النهوض بالتربية في مجال رياضة التزحلق على الماء، مع تسليط الضوء على التنوع الفني والثقافي الذي تتميز به مدينة الرياح، فضلا عن تقوية الوعي بالقضايا المتعلقة بأهمية حماية البيئة.

وإلى جانب مهرجان “المحيطات” فقد احتضنت الصويرة في الفترة مابين 27 مارس و7 أبريل من السنة الجارية، منافسات كأس العالم في رياضة ركوب الموج ” ويندسورف” ( جمعية محترفي رياضة ركوب الموج)، وهو الحدث الأول من نوعه بإفريقيا، والذي شارك فيه أزيد من مائة ممارس من مختلف القارات.

وتضمن برنامج هذه التظاهرة الرياضية الدولية، التي نظمت تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، كأس العالم في “ويندسورف” للإناث في صنف الموج، والمرحلة التأهيلية لفئة الذكور بالنسبة لكأس العالم صنف الموج، ثم المرحلة الأولى من بطولة العالم في رياضة “ويندسورف”.

وأكد رئيس مركز الصويرة سبيريت والتر سبورتس، السيد طارق عثماني ، أن توفر البنيات التحتية الملائمة ساهم في تشجيع الممارسين لرياضات التزحلق على الماء ، ومن بينهم ثلة من المحترفين الدوليين ، على اختيار الصويرة ، سنة تلو أخرى ، كوجهة للتحضير والاستعداد الجيد للمنافسات العالمية.

وأوضح السيد عثماني أن تاريخ هذه الرياضات بالصويرة ليس وليد اليوم، حيث أن أقدم رياضة للتزحلق بمدينة الرياح كانت لوحة التزحلق على الماء، التي ساهمت في تعزيز اشعاع هذه المدينة منذ عقود، مذكرا باحتضان المدينة على الخصوص لبطولة ركوب الموج سنة 1997 بشاطئ مولاي بوزرقطون، بمشاركة رياضيين رائدين في هذه اللعبة.

 وتابع بالقول أن الصويرة احتضنت، أيضا، المرحلة الأولى لكأس العالم للتزحلق الشراعي سنة 1998، وبعدها تنظيم كل سنة مرحلة من هذا الدوري العالمي لهذه الرياضة بشاطئ بورزقطون من 2006 الى غاية 2010 .

ومن جهته، أكد بوجمعة غيلول أنه إذا كان عدد الممارسين لهذه الرياضة محدودا في ما مضى على مستوى الصويرة بسبب صعوبة الولوج الى التجهيزات الخاصة بهذا المجال، فإنه سجل إقبال كبير على هذه الرياضة في الظرف الراهن من قبل الشباب الصويري المتحمس ، والذي يطمح ليصبح من أبطال العالم في المستقبل، مشيرا الى المؤهلات التي تجعل من الصويرة وجهة مميزة للتلقين والرفع من مستوى ممارسة رياضات التزحلق على الماء.

وشدد على ضرورة إيلاء اهتمام خاص بتطوير البنيات التحتية على مستوى شاطئ مولاي بوزرقطون وسيدي الكاوكي للنهوض بهذه الرياضات، خاصة الجانب المتعلق بالسلامة ، وكذا بتربص الرياضيين ( فضاءات خضراء، المطعم …)، مسجلا أهمية الاستفادة من التجارب الناجحة في هذا الميدان، خاصة وأن الصويرة تتميز بمناخ مواتي لمزاولة هذه الرياضة.

واعتبر السيد غيلول أن السياحة الرياضية تشكل فرصة كبيرة للمساهمة في المسار التنموي الذي يعرفه إقليم الصويرة، مبرزا أنه من الأهم تبني أفكار مبدعة كفيلة باستقطاب المزيد من الاستثمارات وتوجيهها على الخصوص للرقي بهذه الرياضات التي توفر فرصا كبيرة للشغل ، إلى جانب خلق مشاريع تنموية على طول الشريط الساحلي لاستقبال السياح من هواة الرياضة في ظروف أفضل.

أما مدير النادي الملكي للألواح الشراعية ، كريم الوافي ، فأكد، من جانبه، على الدور الذي تلعبه المدرسة التابعة لهذا النادي، الذي تربطه شراكة بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية منذ 2008، والرامية الى النهوض برياضات التزحلق على الماء بالصويرة، وتوسيع قاعدة الممارسين لتشمل مختلف شرائح المجتمع، خاصة الشباب الصويري المنحدر من أسر معوزة، مشيرا الى أن هذه المدرسة فتحت آفاقا جديدة للرياضيين.

وبعد أن استعرض مجموعة من الخدمات التي توفرها مدرسة الألواح الشراعية بالصويرة للمنخرطين، الذين ارتفع عددهم الى حوالي 60 ممارسا من مختلف الأعمار( من 6 الى 35 سنة)، خاصة في مجال التلقين والتأطير، أشار السيد الوافي الى أنه في اطار نهجها وتماشيا مع فلسفتها، وروح وأهداف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، أبرم النادي، يوم 12 ماي الماضي، ثلاث اتفاقيات للشراكة مع جمعيات ” الصويرة – دارنا”، و” ابتسامة” و” دار الطالب” من أجل تلقين الأطفال في وضعية هشاشة تقنيات رياضات التزحلق على الماء.

وتجدر الإشارة الى أن رياضات التزحلق أصبح لها مستقبل واعد بالنسبة لمدينة الرياح، مما يستدعي العمل على تطويرها بشكل أكبر في اطار مقاربة مندمجة كفيلة بتعزيز مكانة مدينة الصويرة على مستوى الشواطئ العالمية الرائدة في مجال رياضات التزحلق.

البحرنيوز : و.م.ع/ سمير لطفي

Jorgesys Html test Jorgesys Html test

أضف تعليقا

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا