“الرابوز” يخلق الجدل بالمصيدة الجنوبية ويثير شكوكا مهنية بخصوص وضعية الأسماك السطحية

0
Jorgesys Html test

إضطرت مراكب السردين بمصيدة التناوب إلى توقيف نشاطها بشكل إضطراري منذ منتصف الشهر الجاري، في ظل محدودية المصطادات،  ما يكبدها خسائر مادية مهمة نتيجة الاستثمارات التي تطلبها رحلة الصيد، ومعها الاعتناء بالعنصر البشري.

وكشفت المصادر أنه منذ إنطلاق الموسم الحالي فإن عدد الرحلات التي قد توصف بالناجحة لأغلب المراكب التي تنشط بالمصيدة،  لا تتعدى في عمومها رؤوس الأصابع ، حيث وصفت  الموسم الحالي بالاستثنائي من حيث ندرة المصطادات.  حتى أنه وفي الكثير من رحلات الصيد، تضطر المراكب إلى العودة كما خرجت، رغم المجهودات الكبيرة في تقليب المياه شمالا وغربا، بحثا عن مصطادات.

وربط مهنيون شح المصطادات بالمصيدة الجنوبية،  بمجموعة من الظواهر الغريبة من قبيل إنتشار “أغلال” الذي يهدد شباك الصيادين،  إلى جانب ما يعرف بإشكالية  “الرابوز ” ، وهو معطى خلف إنطباعا بكون تواجد هذا النوع من الأحياء البحرية بمصيدة معينة يغيّب السردين، حتى أن  تصريحات مهنية جزمت بما يشبه القناعة بخصوص هذا الترابط . وهو ما جعل كثيرين يرون أن هذه التغيرات، أصبحت تطرح الكثير من المخاوف بخصوص مستقبل الأسماك السطحية الصغيرة بالمنطقة.  

ونبه  المهنيون بكون “الرابوز”  أصبح يتجه نحو المصايد القريبة من الساحل،  بعد أن كان يتواجد في إحداثيات معينة على بعد نحو 50و 60 ميلا بحريا ، مؤكدة في ذات السياق أن هذا النوع من الأسماك  يتميز بخصائص من قبيل عيشه في مجموعات كبيرة ، كما يمكنه العيش على عمق قريب من السطح.  وهي كلها معطيات تجعل منه مهددا مباشرا لمصايد السردين، الذي عادة ما يفر بحثا عن أماكن أكثر هدوءا وتوفرا على الغذاء.

وإلى ذلك أكدت مصادر عليمة بأن هناك  مجهودات تبدل لمحاصرة الظاهرة ، مسجلة في سياق متصل أن هناك توجيهات لمراكب الصيد بواسطة المياه المبردة “RSW” من أجل تخصيص بعض رحلاتها خصيصا،  لصيد هذا النوع من الأحياء البحرية “الرابوز”، غيرا أن تطبيق هذه التوجيهات قد إصطدمت بمعطيات لوجستيكية على مستوى رفع الأسماك من الشباك أو تفريغها بالموانئ.  فكما هو معلوم فهذه المراكب تعتمد على اسلوب الشفط في رفع الأسماك وتفريغها،  غير أن طبيعة هذا النوع الأحيائي لا يتماشى مع الأنظمة التي تعتمدها سفن “RSW”. الشيء الذي صعب من مأمورية القيام بهذه العملية.  

واكدت المصادر،  أن هناك مجهودات تبذل من طرف إحدى الشركات لتطوير نظام للرفع والتفريغ، حتى يتماشى وخصوصية هذا النوع السمكي، الذي يتسم بمجموعة من الخصوصيات. إذ هناك رهان على توجيه “الرابوز”، نحو معامل الدقيق والزيت،  لإجراء تجارب على إمكانية الإعتماد عليه في هذا النوع من الصناعات. وهو الموضوع الذي سنعود إليه في مقالات قادمة .

وبالعودة إلى المصيدة الجنوبية فقد وصفت جهات مهنية تعثر نشاط مراكب السردين بالعادي مقارنة مع السنوات الماضية، مبرزة أن التغيرات المناخية وعدم إستقرار درجة حرارة البحر، هي أسباب تجعل من الأسماك السطحية الصغيرة،   تتجه نحو المناطق التي تتماشى مع خصوصيتها. كما أشارت أن مجموعة من المجهزين لازالت مراكبهم تخضع للصيانة والإصلاح بالأوراش المتواجدة بالمدن الوسطى ، لكون أغلبهم، أصبح أكثر وعيا، بكون المصيدة تصبح سخية، إنطلاقا من أواخر شهر مارس وبداية شهر أبريل .

وأفادت  ذات المصادر إلى أن هناك مطالب مهنية بإعتماد الأشهر الثلاثة الأولى من السنة،  كراحة بيولوجية بالمصيدتين الوسطى والجنوبية ، خصوصا وأن العرف المهني كان مند القدم ، يراهن على هذه الراحة الطبيعية،  التي ترعاها الظروف المناخية. فالكل يعرف تؤكد المصادر المهنية، أن الفترة الصالحة لصيد الأسماك السطحية الصغيرة في السنة، قد لا تتجاوز في المنطق ستة أشهر ، إذا استحضرنا الصعوبات المناخية التي تعرفها هذه السواحل في فترات متقطعة من السنة. وهو ما يجعل من مطلب إعتماد راحة بيولوجية توجها مهما، لاسيما وأن المراكب قد أصبحت تحظى بكوطا فردية،  قد يتم صيدها في أي وقت من السنة .

Jorgesys Html test Jorgesys Html test

أضف تعليقا

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا