افادت مصادر إعلامية متطابقة ان البحرية الملكية المغربية تقدمت بطلبية لشراء سفينة هجوم برمائي من طراز “لاندينغ كرافت تانك” يبلغ طولها 50 مترا، سيتم استغلالها في المياه الإقليمية المغربية، وذلك حسب ما كشفت عنه مجموعة “بيريو” الفرنسية.
وأضاف المصدر ذاته أن هذه الوحدة الجديدة التي تقدمت البحرية الملكية المغربية بطلبية لشرائها، سيتم تصنيعها بفرنسا من أجل تسليمها للمغرب في منتصف سنة 2016، مشيرا إلى أن الصفقة تشمل أيضا تدريبا للطاقم، الذي سيشتغل على متنها وستسند له مهمة صيانتها، بمدينة “كونكارنو
وتعتبر هذه المرة الأولى التي يعقد المغرب صفقة مع “بيريو” رغم توفره على ثلاث سفن حربية من نفس الطراز، ويقضي الاتفاق المبرم بين الطرفين بتسليم السفينة الجديدة منتصف العام المقبل، بالإضافة إلى تكوين عناصر من البحرية الملكية على طريقة الاشتغال على ظهر ذات القطعة وضمان صيانتها بشكل مستمر.
وتأتي الصفقة الجديدة، غير المعلن عن قيمتها، في إطار العلاقات التي تجمع بين المغرب وفرنسا في مجال التزود بالأسلحة، ذلك أن الرباط تعتبر رابع أكبر زبون لصناعة الأسلحة الفرنسية حسب معطيات وزارة الدفاع بباريس.. وفي تعليقه على الصفقة، قال الرئيس التنفيذي للمجموعة الفرنسية، “باسكال بيريو”، إن “توقيع أول عقد لنا مع البحرية الملكية المغربية ليس فقط شرفا عظيما لنا وإنما أيضا هو تأكيد لاختراقنا مجال الدفاع ونشاط الدولة في البحر”، مضيفا أن السفينة قيد التصنيع يمكن تخصيصها أيضا لإنتاج وتخزين المياه العذبة.
كما عبر باسكال عن إرتياحه للتعامل مع القوات المسلحة الملكية مسجلا ان العقد يعتبر خطوة لتطوير العلاقة مع المغرب، ومعربا عن أمله على أن تجد السفن الحربية والمدنية المصنعة من طرف الشركة مكانا لها في السوق المغربية.
وتعد بارجة إنزال الدبابات 50M من نوع LCT سفينة شحن مشتقة من نسخة مدنية تنتج منها مصانع بيريو العديد من النسخ ، وهي بارجة متعددة الاستعمالات تستخدم في نقل المركبات والعتاد المتنقل ومختلف أنواع الحمولات، كما يمكن استعمالها بشكل عام لتوريد المياه والوقود.
كما أن البارجة مجهزة باثنتين من الرافعات وكذا بوابة في الجزء الأمامي من السفينة للتحميل السريع للمركبات ، صعودا أو نزولا سواء في شاطئ البحر أو على الرصيف. وستكون السفينة مصممة خصيصا لإنتاج وتخزين المياه العذبة في جوفها بينما يتحمل سطحها شحن أنواع من الدبابات .
وجدير بالذكر أن قوات البحرية الملكية تتوفر على ثلاث بوارج إنزال مشابهة، وإن كانت مختلفة من حيث النوع، حيث أن اثنتين منها من نوع “إل أس تي تشامبلين وأخرى من نوع ” أس تي نيوبورت” كانت مملوكة للولايات المتحدة سابقا وجميعها مازالت في الخدمة.
ويراهن المغرب من خلال تكثيف صفقاته العسكرية البحرية حسب الخبراء، على تأمين السواحل المغربية بشكل أكثر فاعلية ضد شبكات التهريب، وتأمين خطوط التجارة العالمية، خصوصا على مستوى مضيق جبل طارق، هذا فضلا عن الأهمية التي تحضى بها هذه السفن ضمن مواجهة مخاطر الجماعات الإرهابية، التي بدأت تهدد باستعمال الطرق البحرية لتنفيذ هجمات في دول البحر الأبيض المتوسط.
