استنكرت هيئات مهنية بحرية بمينائي طنجة و المضيق، ما وصفته بتماطل الجهات المسؤولة في التدخ، قصد إعادة جثة البحار الهالك في حادث انقلاب قارب للصيد التقليدي قبالة مياه سبة المحتلة يوم الجمعة الماضي.
وحسب سلوى القشتول رئيسة جمعية التنمية لأرباب الصيد البحري التقليدي بطنجة، فإن الجهات المسؤولة على قطاع الصيد البحري، لم تقم بأي بادرة اتجاه مساعدة أسرة البحار في استرجاع جثة إبنها، خصوصا أن العملية تتطلب مجموعة من المساطر، وكدا الإدلاء بمجموعة من الوثائق الإدارية المطلوبة، مع توفير مبلغ مالي تم تحديده في 38 ألف ذرهم. وذلك قبل إستنفاذ المهلة التي تحددها السلطات الإسبانية قبل تسريع إجراء الدفن من طرف هذه السلطات ببلاد المهجر.
و في ذات السياق أوضح كريم لمرابط رئيس إتحاد البحر الأبيض المتوسط لتعاونيات الصيد البحري التقليدي، آن استرجاع جثة الهالك، يبقى رهين بدفع مستحقات المستشفى من ” الأدوية والتشريح ..” للسلطات الاسبانية، مع تجميع الوثائق المطلوبة.
وأفاد لمرابط أن مهنيي الصيد بالمنطقة، ينتظرون منذ خمسة أيام على أحر من الجمر، رد المصالح المتداخلة المختصة. كما دعا المرابط في ذات السياق وزارة الصيد البحري إلى آخد البادرة في مثل هذه الأحداث، والتدخل إداريا و ماديا بشكل فوري قصد ترحيل جثث الضحايا إلى أرض الوطن ، حينما يتعلق الأمر بحوادث مماثلة.
إلى دلك أوضحت مصادر مطلعة في تصريح هاتفي بالبحرنيوز، أن تسليم الجثث يخضع لمجموعة من المعاير الإدارية و الاتفاقيات الدولية، حيث تتطلب العملية القيام بمجموعة من البحوث الرامية إلى تحديد حيثيات وظروف الوفاة، والإدلاء بالأوراق الثبوتية للهالك قصد مقارنتها بالمعطيات المتوفرة للبلد الأجنبي، ليتم في أخر المطاف تسليم الجثة لأقرب نقطة حدودية بين البلدين حين يتعلق الأمر ببلدين جارين، أو عبر المطار حين يكون البلدان متباعدان.
وأكدت ذات المصادر أن عمالة المضيق، تقوم بمجهودات كبيرة من أجل إعادة جثة الضحية، مسجلة أن أسباب التأخير راجعة لتأخر أسرة الضحية في الإدلاء ببعض الوثائق التي تحتاجها عملية الترحيل. وأشارت المصادر صباح اليوم، أن الأسرة قد أوشكت على استكمال الوثائق في أفق تسريع استلام الجثة التي ستتم من طرف سلطات المضيق، بإعتبارها الأقرب لسبتة.
وطرقت بعض الهيئات المهنية بالمضيق أبواب بعض المجهزين والتجار ومهنيي الصيد يوم أمس ، من اجل تجميع المبلغ المطلوب، وذلك في غياب تأمين على الأرواح البشرية لقوارب الصيد التقليدي يتولى العملية، ما يطرح السؤال حول مستقبل العنصر البشري بقطاع ظل وفيا لهشاشته، رغم المجهودات التي راكمتها الدولة من اجل تأهيل وهيكلة قطاع الصيد التقليدي.
يشار أن مروحية إسبانية قامت مساء يوم الجمعة 21 يوليوز بإجلاء أربعة بحارة مغاربة، بعد أن تسببت التيارات و الرياح التي تعرفها المنطقة في جنوح قارب صيدهم تقليدي ينشط بسواحل مدينة طنجة نحو مياه سبتة، ما تسبب في وفاة بحار خامس كان على ظهر القارب .