حينما أحرق فاسكو دي ڭاما سفينة غاصة بالحجاج المسلمين و الأطفال!

0
Jorgesys Html test

متابعة: محمد عكوري

بدأت وفود الحجاج في العودة إلى بلدانها ،سالمة غانمة ، بعدما أدت شعيرة الحج . هاته الرحلة السنوية، التي يقوم بها مسلموا العالم ،بشكل مريح وسريع ، في زمن البوينغ والإير باص ، لم تكن كذلك على إمتداد ثلاثة عشر قرنا .فشتان بين اليوم والأمس، قبل 100 عام كان طريق الحج محفوفا بالمخاطر، فإن سَلموا من خطر الحيوانات المفترسة والكوارث الطبيعية والطاعون والتيه والعطش ..كان لهم اللصوص وقطاع الطرق بالمرصاد. كانت الرحلة تستغرق أشهرا ذهابا وإيابا يقطعونها بين الفيافي والقفار مشيا على الأقدام، ولا يركب الإبل وغيرها إلا الأغنياء وهم قلة، والغالبية يحملون أمتعتهم على ظهورهم ويمشون على أقدامهم ،كان مصير أغلبهم ،دفع الإتاوات للقبائل والأمراء ،التي تمر عبرها قوافلهم ،أو الموت و الأسر.
في مثل هذا اليوم من سنة 1502 ، إرتكب البحار البرتغالي الشهير ، فاسكو دي غاما، جريمة داعشية ،نسيتها كتب التاريخ، ولم تذكرها مقرارتنا الدراسية ،التي تشير إلى كون فاسكو ،هو أول إنسان أبحر ،صوب الهند ، عبر رأس الرجاء الصالح!
قاد دي غاما ،البعثة البرتغالية الأولى ، المكونة من أربع سفن تجارية ، أكبرها سفينته ساو ڭابريل ، وسفينة أخيه سان رافائيل .الهذف كان هو إكتشاف السواحل الجنوبية الشرقية لإفريقيا ،والتمهيد لإستغلال ،ما تتوفر عليه هاته المناطق من ذهب وعاج وعبيد .. وخلق حركة تجارية مع السواحل الغربية للهند ،وقطع الطريق أمام إحتكار مملكة البندقية لتجارة التوابل .
فور وصول فاسكو إلى كالكوتا ، قابله التجار ببرود كبير ، وسخروا من بضاعته ، التي كانت عبارة عن قباعات وعسل وأثواب بالية. غادر الرحالة السواحل الهندية بخفي حنين ، سلعته لم يبع منها إلا قليلا .
خلال رحلته الثانية، أربع سنوات بعد الرحلة الأولى ، قاد فاسكو 15 سفينة متوجها صوب الهند ، الرحالة لم ينسى الإهانة التي تعرض لها ،على يد الهنود وحاكمهم “الزاموران” . غير بعيد عن سواحل كالكوتا، رصد أحد البحارة البرتغال ،سفينة ضخمة متجهة صوب الساحل الهندي، على الفور أُصدرت الأوامر بتطويق السفينة ،التي كانت غاصة بعدد كبير من الأطفال والنساء العائدين من الحج .
الباخرة مِلك للتاجر المسلم,إسمه الفَنقي ، هذا الأخير إقترح على فاسكو دي غاما ،فدية مغرية من أجل إخلاء سبيل السفينة ومن عليها، هذا العرض لم ينجح في إزاحة غيوم الحقد من سماء الرحالة البرتغالي ، رغبته في الإنتقام ، وتأثره الكبير ،بحكايات الحروب الصليبية ، جعلته يصدر الأوامر بقصف السفينة ،وإحراق الجميع .
أثار قرار فاسكو دي غاما ، إستغراب معاوينيه ، وحاول قادة الأسطول ،ثنيه عن قراره ، وإقناعه بقبول الفدية ، وإحترام الأعراف المعمول بها في تلك الفترة التاريخية . محاولاتهم عصف بها إصرار القائد البرتغالي.. وتم قصف السفينة الهندية ،رغم تلويح النساء بأطفالهم ، من أجل الظفر بعطف الغزاة.. لكن دون جدوى..تم إحراق الجميع..

Jorgesys Html test Jorgesys Html test

أضف تعليقا

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا