سوق السمك باب المرسى .. معلمة سياحية وتجارية طالها الإهمال

2
Jorgesys Html test

بصوت مبحوح أقرب إلى الاحتجاج يقول عبد العزيز الصقلي بائع السمك الطري و النائب الأول لجمعية المجد لسوق السمك باب الميناء “المرسى” بأكادير، “الوضعية التي يعيشها السوق كارثية .. و كل المؤسسات المعنية تخلت عن المعلمة التي تعتبر من بين الوجهات السياحية التي يختارها زوار  أكادير،  لتدوق ما تجود به سواحل المدينة من منتجات بحرية.”

سوق السمك باب المرسى معلمة تاريخية فقدت بوصلتها  

هكذا  أوضح  الصقلي معبرا عن الحالة التي يعيشها السوق، الذي لم يخضع لأي إصلاحات حقيقية،  منذ سنة التأسيس 1982، مسجلا في ذات السياق ، أن كل ما يقال عبر مواقع التواصل الاجتماعي، و السمعة السيئة التي تعطى عن المكان كلها حقيقية. ولا يمكن السكوت أكثر من هكذا .. فجل الإصلاحات يضيف المصدر،  من إعادة الصبغ و تفريغ قنوات الصرف الصحي، التي من المفروض أن تقوم بها مصالح المجلس البلدي،  يقوم بها أعضاء الجمعية، و العاملين بالسوق حسب قول الصقلي .

و أكد الفاعل الجمعوي أن السوق معلمة تاريخية للمدينة، ولا يمكن لزائرها  أن لا يزور المكان، و يأكل طبق السمك.  لكن في الآونة الأخيرة، تغيرت الأحوال و لم تعد للسوق تلك الهيبة القديمة، بسبب تفشي ظواهر عدة ، كالإنفلات الأمني حسب قول المصدر، وما يرافق ذلك من مشاحنات كلامية بين أرباب المقاهي و الزبائن أحيانا، و بين الزبون  و سماسرة الأطباق الذين يستوقفون الزوار، و يعرضون عليهم بطاقات تحمل اسم المحل، و المأكولات التي يقدمها بأثمنة مناسبة ، ليصطدم بعدها بأثمنة خيالية، تصل أحيانا إلى 1500 و 2000 درهم ، بعدما وعدوه بطبق جيد لا تتجاوز قيمته المالية  34 درهما .

سوق باب المرسى:  أطباق متنوعة وأثمنة يلهبها الوسطاء

يعرف السوق إقبالا مهما في أوساط عشاق الأكلات البحرية ، حيث يجد عدد من الزوار في الأطباق التي تقدم لهم ملاذا في تدوق أنواع من الأسماك، وبأثمنة تتحكم فيها “الشطارة” ( فالأطباق داخل السوق هي على حساب شطارتك كما يقول احد الوسطاء ) ، فالذكاء وإتقان لعبة المساومة في التعاطي مع الوسطاء، و أرباب المقاهي هو من يتحكم في الأثمنة . هذا مصطفى زائر من الدار البيضاء، يحكي قصته مع وجبة لدى أحد المحلات بالسوق، كيف أن الوسيط في البداية أغراه بثمن لا يتعدى 50 درهما للوجبة، مكونة من أنواع مختلفة من السمك،  ليتفاجأ بعد إنتهائه من الأكل، بصاحب المحل وهو يطالبه بتسديد فاتورة قدرها 110 دراهما.

وسجل زبون آخر أن أرباب المقاهي يعتمدون بعض الحيل في التأثير على الزبون، كوضع قطعة صغيرة من بعض الأسماك ذات القيمة الباهضة (كروفيت روايال ، لانكوص …)، ضمن الوجبة، حتى يتم إيهام الزيون بأهمية الوجبة المقدمة، وإصطياد سخائه، قبل اللجوء إلى عملية الضغط عليه من أجل الدفع .

و في تعليق لبعض أرباب المحلات على مثل هذه الحالة، خصوصا المتعلقة بالتضارب الحاصل في الأثمنة ، أكدو أن السوق يسجل حالات أكثر خطورة ، خصوصا في فصل الصيف. ففي بعض الأحيان  تروي المصادر ، تصل أثمنة الوجبة الواحدة الى 1500 درهم أو أكثر ، حتى أن مثل هذه الحالات تتطور إلى مناوشات وشجار . و يرجع هذا الأمر الى عدم الاتفاق المسبق بين الزبون و صاحب المحل و الوسيط، عن نوعية الاسماك المقدمة و الكمية المرغوب فيها.

و بخصوص مثل هذه التجاوزات التي تسيئ لسمعة المكان ، يقول بعض المتتبعين لشأن السوق، أن الأمر راجع إلى انعدام أدوات زجرية في حق أرباب المقاهي و السماسرة ، كما كان الوضع  قبل أربع سنوات من الآن، حيث تغلق المحلات المخالفة، و يتم تغريم أصحابها خلال مدة معينة . و يزيد الصقلي، أن كل من عرض عليكم أسماكا ب 34 درهما فهو نصاب، لأن هذا الثمن كان في سنة 1982، أي سنة تأسيس السوق.  و لا يمكن الوثوق في أشخاص همهم الوحيد الحصول على قسط من الربح ، مقابل جر الزبون إلى محل معين. و غالبا ما تصل أرباحهم أكثر مما يربح صاحب المحل .

أعشاش العناكب تستهوي عدسات الزوار بدل أطباق السمك

 صرح للجريدة عبد الله مجضوف بائع السمك الطري بسوق باب الميناء و أحد منخرطي الجمعية، أن سمعة السوق داخليا و خارجيا غير مشرفة،  بالنظر إلى الكم الهائل من الشكابات التي يتوصلون بها من الزوار، وكذا انطباعاتهم على  مواقع التواصل الاجتماعي،  فزوار السوق، يلجأون إلى تصوير العناكب التي إتخدت لها بيوتا بنوافذ السوق المكسرة، بدل الإهتمام بما يعرض لهم من أطباق سمكية كما كان من قبل .

وتأسف  المصدر الجمعوي للتراجع الذي طال الرواج، حتى انه لم يعد كما كان في السابق، عازيا الأمر  إلى انعدام البنيات التحتية لاستقبال الزبناء و كذا غياب الأمن . فالمنطقة تابعة إداريا لقيادة و باشاوية أنزا ، و أمنيا للدائرة الأمنية لصونابا ، و أحيانا لا تصل دوريات الأمن الى المنطقة، إلا بعد فوات الأوان. فالأمن غائب حسب المتحدث، متسائلا عن سبب غياب حارس للسوق لأزيد من 5 سنوات، و غياب دورية أمنية لمنطقة يزورها أزيد من 30 ألف زائر يوميا. ما يستدعي تدخلا من طرف السلطات المسؤولة حسب المتحدث .

رغم غياب ظروف العرض أسماك طرية تواضب على الحضور بباحة السوق

سوق السمك باب الميناء، لا يقتصر على أطباق السمك، فهو يضم أيضا محلات لبيع السمك الطري التي يتحكم فيها العرض والطلب ،  كما تتغير حسب وضعية السوق والمهنيين يقول عبد العزيز الصقلي ، خاصة في فترات  اضراب أرباب مراكب الصيد، او سوء الأحوال الجوية، فالأثمنة تكون مرتفعة بعض الشيء، كما هو الوضع هذه الايام بسبب الاضراب  الذي يخوضه مهنيو الصيد بالجر،  ما أثر على بعض أثمنة الاسماك   ك (الكروفيت–الكلمار …) .  لكن تبقى اسماك القلي و الشواء في متناول الجميع، حسب تعبير المصدر الجمعوي . اذ تتراوح الاثمنة من 50 درهم فما فوق  للكيلو غرام الواحد . فيما يبقى سمك السردين الوجبة المفضلة لدى المغاربة ب 10 دراهم فقط .

البحرنيوز:  يونس مزيه صحفي متدرب

Jorgesys Html test Jorgesys Html test

2 تعليق

أضف تعليقا

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا