في دلالات ملتقى تهيئة مصايد الأربيان بطنجة.

2
Jorgesys Html test

يوسف-بنجلونقد يكون اجتماع مهنيي الصيد البحري لمناقشة قضية من القضايا التي تهم تهيئة نوع من المصايد أمرا عاديا بحكم أن مثل هذه القضايا تستدعي أن يكون للمهنيين وجهة نظرهم، وأن تكون مسموعة ومؤثرة في اتخاذ القرار الذي يهم القطاع، لكن في حالة الملتقى الذي نظم في مدينة طنجة لتهيئة مصايد الأربيان، فالأمر خرج عن إطار الروتين العادي إلى ما يمكن اعتباره لقاءا استثنائيا، بل ربما تاريخيا، وذلك لاعتبارات ثلاثة جد مهمة:

– الأول: وهو يخص طبيعة الحضور، فلأول مرة تلتئم جميع المكونات التي لم تكن في العادة تجتمع على طاولة واحدة، إذ جمع الملتقى الغرف الأربع للصيد البحري، بالإضافة إلى الكنفدرالتين المغربية والوطنية وجامعة الغرف وبقية الفدراليات التي تشتغل في القطاع بالإضافة إلى ربابنة المراكب، أي أن الملتقى جمع مختلف الطيف الممثل للمهنيين، وهو إنجاز غير مسبوق، إذ مجرد تحقيق هذا الحضور يمثل في حد ذاته إنجازا لم يشهده قطاع الصيد البحري لسنوات طويلة.

– الثاني: وهو يخص الفكرة المؤطرة للاجتماع، إذ لم يعد المنطق السائد هو جمع المهنيين لمباركة قرار الإدارة، أو جمعهم لممارسة الضغط على الإدارة للعدول عن قرار معين يضر بمصالح القطاع، وإنما تشكل منطق جديد لدى المهنيين يقوم على مبدأ التشارك، فمصلحة القطاع صارت تقتضي التشارك في صناعة القرار وترسيخ تقاليد الحوار بين المهنيين والإدارة للتوصل لأفضل الخيارات لتنظيم القطاع والنهوض به. وهذا بالتحديد هو الذي جعل المهنيين بمختلف أطيافهم يجتمعون في طنجة، لمناقشة مقترحات الإدارة بشأن الراحة البيولوجية للأربيان ومحاولة إعداد مقترحات أخرى يمكن للحوار مع الإدارة أن ينتج تركيبا يعود بالمصلحة على القطاع برمته.

– الثالث: ويخص الرؤية التي صار المهنيون يتحدثون من خلفيتها، فقد صار المهنيون أكثر اقتناعا بفكرة الاستدامة في هذا القطاع، وما يتطلبه من الانضباط للراحة البيولوجية، كما لم يعد هناك داخل القطاع من يرفض فكرة أن الحسم والصوت الأول والأخير في قضية الراحة البيولوجية يكون للعلم ولا شيء غير معطيات العلم، ولذلك، فقد ظهرت في هذا الاجتماع ثلاثة محددات أساسية تميز القوة الاقتراحية للمهنيين: الأول يتمثل في الانطلاق من نتائج البحث العلمي في تحديد عوامل التوالد والتكاثر وحركية الأربيان، والثاني يتمثل في الدفاع عن مصالح المهنيين، والثالث يتمثل في إبداع مقترح عملي وقابل للتطبيق. أي بعبارة بسيطة، كان الملتقى فرصة للمهنيين لتكوين مقترح متوازن لا يجادل في فكرة الراحة البيولوجية، بقدر ما يطرح أفضل الخيارات لتطبيقها والالتزام بها مع الحفاظ على مصالح المهنيين.

لقد كان التمرين في البدء صعبا، لكن تأكد من خلال النقاش الهادئ والمسؤول أن هناك إمكانية مهمة لقوة اقتراحية وازنة تضمن المحددات الثلاثة، وتعين الإدارة على الخروج من وضعية إنتاج اقتراحات غير قابلة للتطبيق، أو اقتراحات تنتهي بالالتفاف عليها، أو اقتراحات تعرض شريحة واسعة من المهنيين لأضرار بالغة غير مقدور على تحملها.

المهم في هذا الملتقى أن الجميع أدرك أن خلفيات اقتراحات الإدارة لم تكن بالضرورة قائمة على الإضرار بطرف دون طرف، وأدرك أيضا أن دافعها كان هو الحفاظ على الثروة السمكية، لكن، الأهم من ذلك كله، هو الجدية والفاعلية التي أبداها المهنيون لإنتاج مقترحات تنطلق من في الخلفيات التي تحكم مقترحات الإدارة لكن بصورة أفضل.

لقد كان من الممتع في اللقاء أن يستمع الجميع إلى خبرة ربابنة المراكب “الرياس” وأن تتقاسم ثلاث وجهات نظر داخل المهنيين: وجهة نظر أرباب المراكب، ووجهة نظر التجار في القطاع، ووجهة نظر الرياس، إذ على الرغم من الاختلاف في المواقع، كان الخلاف هامشيا ومحدودا، مما يعني أن كلمة المهنيين بمختلف أطيافهم كانت واحدة، وهو ما شجع في الأخير على الانتهاء إلى مقترحات متقاربة لا نتوءات فيها.

بكلمة مختصرة، لقد شكل الملتقى مبادرة كبيرة مشجعة، وهي رسالة جد دالة، تفيد بأن وحدة مهنيي القطاع تعني دعم القوة الاقتراحية التي ما من شك ستكون معينة للإدارة للاستمرار في اعتماد المقاربة التشاركية لتسريع وتيرة النهوض بالقطاع وتحدثيه.

كتبها يوسف بنجلون رئيس غرفة الصيد البحري المتوسطية
                                                                                               

Jorgesys Html test Jorgesys Html test

2 تعليق

  1. مسرحية جميلة تلك التي قدمتها غرفة الصيد البحري الطنجية حتى كدنا أن نصدق تلك اللمة التي جمعت لوبيات قطاع الصيد البحري مما جعل أحد الحاضرين يخرج بخلاصة دالة عن مفاهيم تدبير اجتماعات فارغة من محتواها و اعطائها طابع و مصداقية في ظل ما يعرفه البعض و لا تعرفه العمية من أن غرف الصيد البحري هي استشارية لا أقل و لا أكثر و الوزارة لا تعتمد في تطبيقها لقراراتها على توصيات غرف لا تقدم ما يمكن أن يساهم في تحسين قطاع الصيد البحري ،و ان كان السيد رئيس الغرفة و مستشار قطاع الصيد البحري يتبجح أن الاجتماع ضم المهنيين فانه نسي أن يشير للبحار الذي يعد الركيزة الأساسية في المعادلة البحرية ،أم أن البحار ليس له رأي في المجال الأزرق ،ان تكريس الاقصاء و التهميش له دوافع كبيرة من مثل الاستغلال و التسلط و هضم الحق و تعبيد البحار و لا شك أن الروايس الذين تم استدعائهم الى ذالك الاجتماع الملغم تم انتقائهم بعناية لكي لا (يريبو الحفلة ) ،كان الفيلم الفئز بجائزة أحسن اخراج هو الانسياق لقرار الوزارة التي خيرت المهنيين بين مطبة راحة بيولوجية لمدة 5 أشهر أو صيد كمية محددة في صناديق قليلة لن تعكس مصاريف رحلات الصيد ،و لأن السيد المستشار بتعبيره الخاص و المزاجي أنه كان هناك تقارب في وجهات النظر و في التصورات بين الأطياف فلسبب بسيط ( أن الكوكوط كانت طايبة من البارح ) و الطبخة كانت من اخراج السيد بنجلون ، لا نحمل غلا للسيد رئيس الغرفة بقدر ما نحترم ذكائه المتداكي و نحترم فيه سلاسة كلامه لكن واقع الأمور ينذر أن الكم يختلف عن الكيف و الحقيقة أبقى و أكبر من أن تقبر من خلال تصريحات ( طيبتو لينا القلب بها ) ،الاجتماع لم يخرج عن أوامر السيدة وزارة الصيد البحري رغم ما يزعمه السيد المستشار المبجل ،لأن التهيئة للمصايد ليست وليدة اليوم أو الأمس بل كانت منصوص عليها في استراتيجية أليوتيس التي انطلقت سنة 2009 و ادا كانت التجربة و الدراسة العلمية أهم من أي شيئ فان أصحاب الشكارة لا يفقهون في القضية و لو حبة رمل و ليست لهم رؤيا ثاقبة تخص قطاع الصيد البحري و لا حتى المرحلة الراهنة التي تتطلب درجة من الوعي و المسؤولية في اطار المقاربة التشاركية و الحكامة الجيدة حتى نحقق الاستدامة بالصيد الرشيد و الصيد المسؤول .الممتع كما قال السيد المستشار المحترم أن يستمع الجميع الى خبرة الربابنة ،لكن الخبرة المهمة التي سيطرت و تسيطر دائما هي خبرة (تعمار الشكارة بكل الطرق نسبة الى المقولة الغاية تبرر الوسيلة ) و لكي لا يكون كلام السيد المستشار غير ذا مصداقية فاننا نصدقه المعنى في الدلالات الواهية و الأضواء الخافتة وراء ستارة الاستهانة بذكاء البحارة .غرف الصيد البحري ،جامعات الغرف،الكنفدرالية الوطنية،الكنفدرالية المغربية ،لوبيات القطاع ……أسماء وازنة عبثت بالثروة السمكية فيما مضى و اليوم تابت بقدرة اجتماع مشبوه بكائنات غريبة في قطاع مقطع

  2. مع الأسف الشديد أقرأ هدا التعليق مؤخرا لكن ما أعيب على المغني الرنان بالكلمات والمفردات الفضفاضة كونه يتكلم على البحار وكأن البحار في نظره ( كوسطو ) ولم يعطينا بديل في تعليقه كل ما هناك (الكريتيك) وري لينا حنة اقكارك العبقرية انا لا ادافع عن يوسف بنجلون او كمال صبري او السيد عبد الواحد الشاعر او كمال بنونة او الحاج امولود لكن بصدق ان الإجتماع كان في صالح الجميع وفي صالخ المحافظة على ما تبقى من الحيتان وخاصة في البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي
    اخي حضر هدا اللقاء ربابنة في الصيد الساحلي وربابنة في الصيد المجمد (اعالي البحار =) وربابنة في الصيد التقليدي
    السؤال الموجه اليك اخي الكريم
    هل انت مع الراحة البيولوحية ام لا
    ثم من بين الربابنة الدين أخدو الكلمة ربابنة مختصين في صيد الكروفيط من ميناء الصويرة والدار البيضاء ومهدية ثم العرائش هي المناطق التي تستهدفها الراحة البيولوجية الدين عبرو بالصوت والصورة ان تهيئة المصايد في صنف الأربيان يجب ان تطيق قبل فوات الأوان فقط الوزارة فرضت 3 شهور مقسمة على شطرين (45 يوم في 45 ) وليس 5 شهور كما دكرت.
    الجمع كان جمعا مباركا لتلاقي اهل الحنطة ( الله ما العمش ولا العوارا ما دام هناك ميزانية الدولة . الوزارة معها الحق في تدبير المصايد البحرية والمحافظة على المخزون الوطني السمكي للأجيال القادمة كما اننا طالبنا بتقسيم الفترة البيولوجية على 3 او 4 مراحل حسب الأماكن المتواجد فيها التوالد
    ومن هنا التمس منك ان تعطينا بديل في الموضوع ولو كتبت اسمك تستدعى في الحلقات القادمة من اجل التنوير والإستفادة منك في الماء الأزرق المالح وما يخفيه من اسماك .
    على الأقل يوسف بنجلون مند مجيئه كرئيسا للغرفة ليس هدا اللقاء الأول ولا اعتقد الأخير هيهات هيهات .

أضف تعليقا

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا