لجنة التتبع تمدد راحة الأخطبوط لأسبوعين إضافيين بالواجهة الأطلسية

خلص لقاء لجنة تتبع مخطط تهيئة مصايد الأخطبوط ،الذي إحتضنه مقر المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري بالدار البيضاء عشية يومه الثلاثاء 23 ماي2017 ،  إلى تأجيل موعد إنطلاق الموسم الصيفي لصيد الأخطبوط إلى منتصف شهر يونيو القادم، وذلك  تماشيا مع توصيات المعهد،  التي دفعت في إتجاه إمهال مصايد الأخطبوط مزيدا من الوقت،  حتى تتمكن الصغار من بلوغ الأحجام القانونية المسموح بصيدها.

وحسب مصادر عليمة فإن اللقاء الذي سجل حضورا وازنا للتمثيليات المهنية وكدا الإدارة الوصية ومعها أطر المعهد ،  إتسم بنوع من النقاش في ظل تظارب الأراء وإختلافها، بين مرحب بالقرار ورافض له. حيث كان بعض المحسوبين على الصيد التقليدي، كما أشرنا في مقال سابق يراهنون على إنطلاق الموسم مطلع الشهر القادم، في حين ظل المنتمون للصيد في أعالي البحار يمنون النفس بتأجيل رحلات الصيد إلى منتصف يونيو . وهو الأمر الذي خلق نوعا من النقاش الذي يبقى رغم الحدة التي إتسم بها في بعض الأحيان  تقول المصادر، عاديا في ظل تضارب المصالح وإختلاف الأساطيل.

وسجلت المصادر أن النضج الذي صار عليه المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، بعد ان راكم أزيد من عقدين من التجربة في تتبع مخزون الأخطبوط، يخوله إصدار أحكام عادة ما تبلور على شكل توصيات تتعاطى معها الإدارة الوصية بحرص شديد.  حيث أفادت المصادر، أن نظام الصيد المتبع بمصيدة الأخطبوط خصوصا “الصيد بالجر” بإعتباره يفتقد للإنتقائية في الصيد، كان يفرض تأجيل موسم الصيد  إلى موعد لاحق، بعد أن بينت الخرجات التي راكمها أطر المعهد، وجود صغار الأخطبوط بنسبة 50 في المائة ضمن الكتلة الحية لهذا النوع من الأحياء المائية بالمصايد الشمالية والجنوبية .

وفي موضوع متصل من المنتظر ان ينطلق  موسم صيد الأخطبوط  بالمصايد المتوسطية مع مطلع شهر يونيو القادم خصوصا إنسجاما مع إعلان وزير الفلاحة والصيد البحري في الموضوع.  إذ سجلت المصادر أن إستئناف رحلات الصيد بهذه المصايد من عدمه، يبقى  في يد مهنيي الضفة الجنوبية للمتوسط، خصوصا أن هناك نداءات بعدم الإقدام على الخطوة لإنتشار صغار الأخطبوط بالمنطقة.  هذا في وقت أكدت فيه المصادر ان عملية الصيد المتحكم فيها، بإعتماد مهنيي الواجهة المتوسطية على الكراشات في عملية الصيد، تقلل من مخاوف الجهات المختصة .

وكان مهنيو الصيد البحري يعولون على لقاء اليوم ، من أجل معرفة الحصص المسموح بصيدها خلال الموسم القادم،  غير أن النقاش الذي ميز الإجتماع والذي وصفته مصادر متطابقة بالحماسي والصحي، حال دون الكشف عن هذه الكميات، بإعتبارها لاتزال محط التدارس من طرف الجهات المختصة ، حيث أكدت المصادر ان لقاء آخر من المنتظر ان ينعقد الأسبوع  القادم سيكون حاسما في هذا الإطار.

ومن شأن قرار التمديد في الرحة البيولوجية بالواجهة الأطلسية، أن يشكل فرصة لعدد من الشركات في تصريف المخزون المهم من الأخطبوط،  الذي لا يزال ينتظر فرصته في التصريف .  هذا فيما ستشكل الخطوة متنفسا لبعض المجهزين   في إتمام إصلاح وصيانة وحداتهم البحرية، بينما سيفوز البحارة بصيام أيام من شهر رمضان الأبرك وسط دفئ العائلة قبل الإغتراب رحلات شاقة بين الأمواج .

يذكر أن جهات محسوبة على مهنيي الصيد التقليدي، كانت قد أكدت في تصريح سابق للبحرنيوز،  أن أي  تأجيل لإنطلاق الموسم الصيفي سيكون بمثابة إفشال لطموحات مهنيي هذا النوع من الصيد ورهاناتهم،  حيث يبرر هؤلاء موقفهم بكون أي تغيير في الجدول الزمني لإستئناف صيد الأخطبوط سيلحق أضرارا كبيرة  بهم ،  وبقواربهم االتي ستواجه مجموعة من الصعوبات منتصف يونيو المقبل حسب تعبيرهم،  في ظل التقلبات الحادة التي تشهدها حالة البحر إنطلاقا من منتصف يونيو، ما قد يعرقل إستغلالهم للحصص المخصصة لهم .