يواصل مهنيو الصيد التقليدي بإقليم بوجدور نهجهم العرفي في المحافظة على البيئة البحرية، من خلال اعتماد تقنية الصيد اسماك بريكة بالصنارة بدل الشباك لاشكيط المطعمة ، في خطوة مهنية أصبحت تدخل في سياق العرف المتوافق عليه بين الفاعلين المحليين، بدعم من مندوبية الصيد البحري، وذلك من أجل ضمان إستدامة مصيدة البريكة. حيث تصبح الشباك المذكورة ممنوعة عرفيا لمدة ثلاثة أشهر كاملة ، اإطلاقا من فاتح يونيو إلى نهاية شهر غشت.
واتفق أرباب وأطقم قوارب الصيد التقليدي التي تنشط بسواحل الدائرة البحرية لإقليم بوجدور مند سنوات خلت، على إستقطاب سمك بريكة باعتماد تقنية الصنارة، بهدف تخفيف جهد الصيد على هدا الصنف من الأحياء البحرية ، وتكريس استعمال الصنارات في هذه الفترة من السنة، بهدف ضمان استدامة هذا النوع من الأسماك في هذه المرحلة البيولوجية، التي تشهد تكاثر وبروز الإنات الحاملة للبيوض من أسماك البريكة ، التي تتجه لوضع بيوضها داخل بيئة بحرية حاضنة، ومساعدة في تكاثر هذا النوع من الأحياء البحرية لاسما وأن هذه الفترة الصيفية تعرف ظهور الصغار بشكل لافث. خصوصا ان تقنية الصيد بإستعمال الشباك لاشكيط المطعمة، تبقى غير انتقائية. وهو ما يعرض المخزون السمكي من هدا النوع البحري للضرر البحري.
وعلى اثر هذا الوعي يعلن مهنيو الصيد التقليدي ببوجدور وقرى الصيد التابعة للإقليم، ان فاتح يونيو من كل سنة يعد بداية لدخول موسم الحظر العرفي المؤقت لهذا النوع من الشباك بالسواحل المحلية. وذلك كتوجه سنوي يعمل على إستدامة الصنف والرفع من القيمة المالية للمنتوج البحري تقول المصادر المهنية. الامر الدي يظهر مستوى النضج المهني البحري ، الذي بات يطبع الوسط المهني المحلي، بخصوص استدامة المصيدة، حيث يساهم في الحفاظ على الموارد البحرية وضمان استدامتها للأجيال القادمة.
وسجلت مصادر مهنية محسوبة على تجار السمك ببوجدور، أن الاسبوع المنصرم عرف ولوج احجام قليلة من أسماك بريكة، بحيث استقطبت بعض قوارب الصيد التقليدي بميناء بوجدور مابين 20 الى 30 كيلوغراما كحد أقصى من هذا الصنف السمكي، تراوحت قيمتها المالية بين 50 و60 درهما للكيلوغرام الواحد .
وأشارت المصادر المهنية في ذات الصدد، أن مهنيي الصيد التقليدي يستبشرون خيرا من هدا التوجه العرفي، الدي يقوم بحماية هدا النوع من الأحياء البحرية الدي يبرز بسواحل البحرية بشكل واضح خلال هذه الفترة من كل سنة، بإتباره من أسماك العبور.. ناهيك عن خلق التنوع المهني من خلال توجه اسطول الصيد لجلب اسماك البريكة عبر الصيد بالصنار، بعد انصرام عطلة عيد الاضحى. وهو الأمر الذي يساهم في خلق انتعاشة مهنية مستمرة.