كادت رحلة صيد عادية أن تتحوّل إلى مأساة بحرية قبالة سواحل آفتيسات، التابعة لنفوذ مندوبية الصيد البحري ببوجدور، لولا تدخل العناية الإلهية وتضامن ربابنة القوارب القريبة، حيث نجا بحاران من الغرق بعد تعرض قاربهما لتسرب خطير في المياه.

يروي البحار محمد المدراوي، أحد الناجين، تفاصيل الحادث بلهجة تجمع بين السخرية والمرارة، مشيرًا إلى أن القارب الخشبي المعروف باسم “قافلة الصحراء” كان قد تعرّض قبل ستة أشهر لثقب في أحد ألواحه، بسبب اصطدامه بحجارة بحرية بالقرب من قرية الصيادين “الكاب”. توقفت حركية القارب حينها بانتظار تدخل نجار متخصص، إلا أن عملية الإصلاح لم تتم بالشكل المطلوب.
ويقول المدراوي إن النجار اكتفى بترقيع الثقب بلوح صغير لا يتعدى 20 سنتيمترًا، مستعملًا مواد مؤقتة لتغطية الخلل، بدل استبدال كامل الجزء المتضرر بلوح خشبي طويل يضمن المتانة والاستمرارية. إذ أن العيب سيطهر في أول رحلة طويلة، أو ما يعرف “بالبياخي”، حيث أبرح القارب بحثًا عن الكلمار، واستمرت الرحلة بشكل طبيعي لمدة يومين. إلا أنه ومع بداية رحلة العودة، وعلى بُعد نحو 7 كيلومترات فقط من الساحل، بدأ القارب يتعرض لتسرب متزايد للمياه.
ويروي المدراوي كيف دخلوا في حالة طوارئ، ولجأوا إلى وسائل بدائية للحد من تدفق المياه، مثل استعمال أغطية بلاستيكية ودلو لتفريغ المياه يدويًا. ومع ازدياد الخطر، تلقوا المساعدة من قوارب أخرى كانت قريبة من موقع الحادث، حيث هبّ عدد من الربابنة لمساندتهم. إذ بفضل هذه المساعدة التضامنية، تمكن الطاقم من الاستمرار في تفريغ القارب يدويًا من المياه على مدى 24 ساعة متواصلة، إلى أن وصل القارب أخيرًا إلى بر الأمان.
وختم المدراوي حديثه قائلاً: “لولا لطف الله وتعاون البحارة، لكانت النتيجة مختلفة تمامًا”، في إشارة إلى هشاشة البنية الهيكلية للقارب وسوء الإصلاح، ما يسلط الضوء على الحاجة لمراقبة صارمة لجودة صيانة قوارب الصيد وضمان السلامة البحرية.