انطلقت يوم أمس بميناء آسفي فعاليات “أسبوع البيئة”، الذي تنظمه الوكالة الوطنية للموانئ – مديرية ميناء آسفي، في الفترة ما بين 10 و13 يونيو الجاري، تحت شعار يعكس روح الالتزام البيئي: “موانئ مستدامة، للمحافظة على التنوع البيولوجي”.
وقد شهد اليوم الافتتاحي تنظيم حفل رسمي احتضنته ملحقة معهد التكنولوجيا للصيد البحري (ITPM)، بحضور وازن لممثلي السلطات المحلية، وفاعلين مينائيين ومؤسساتيين، بالإضافة إلى شركاء من المجتمع المدني، وخبراء بيئيين، وممثلين عن الجامعات والمؤسسات الأكاديمية.
استُهل الحفل بكلمات افتتاحية لكل من مدير ميناء آسفي، ورئيس الجهة، وقبطان موانئ آسفي، شددوا فيها على ضرورة تعبئة كافة المتدخلين وتعزيز التنسيق المؤسساتي من أجل ترسيخ ثقافة بيئية متجذرة داخل الفضاءات المينائية، انسجاماً مع التوجهات الوطنية الرامية إلى تحقيق تنمية مستدامة وشاملة.
وتميز اليوم الأول في التوقيع على الميثاق البيئي للميناء، وهو وثيقة تعاقدية ترسخ التزاماً جماعياً بين مختلف الفاعلين لتبني ممارسات بيئية مسؤولة، تضمن توازناً بين الأنشطة الاقتصادية والحفاظ على الموارد الطبيعية. كما يضم البرنامج ندوة علمية تكرس مبدأ التفكير لجعل الميناء أكثر استدامة. وهي الندوة التي تعالج محورين رئيسيين حيث خصص المنتدى الأول، للميناء التجاري، ناقش خلاله المشاركون موضوع “الموانئ والتنوع البيولوجي: نحو إدارة مستدامة ومسؤولة”.
وقد قدمت خلال هذا المنتدى مداخلات علمية سلّطت الضوء على التحديات البيئية التي تواجه الفضاءات البحرية، مرفوقة بتوصيات عملية لتحقيق الانسجام بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة. أما المنتدى الثاني، فكان مخصصاً لـميناء الصيد، وتمحور حول موضوع “النفايات المينائية: التحديات والحلول من أجل ميناء نظيف وآمن”. حيث تم التركيز على أهمية انخراط المهنيين في اعتماد ممارسات مسؤولة تحد من الأثر البيئي لأنشطة الصيد، وتحسّن من جودة الفضاء البحري.
ويأتي تنظيم هذه التظاهرة البيئية في سياق الاحتفاء باليوم العالمي للبيئة (5 يونيو) واليوم العالمي للمحيطات (8 يونيو)، تأكيداً على التزام الوكالة الوطنية للموانئ بجعل البعد البيئي دعامة أساسية في تدبير المرافق المينائية، وبناء نموذج تنموي يحترم التوازنات البيئية والموارد البحرية. ما يجعل من أسبوع البيئة بميناء آسفي ليس مجرد مناسبة احتفالية، بل محطة للتفكير والعمل الجماعي من أجل موانئ أكثر استدامة، وبيئة بحرية أكثر سلامة.
