شهد ميناء آسفي مؤخرًا انطلاق العمل بنظام جديد خاص بتسويق القشريات، وعلى رأسها “اللونكوست”، أحد أثمن الأصناف البحرية التي يتم اصطيادها من السواحل الصخرية المغربية. وذلك في إطار جهود النهوض بقطاع الصيد البحري وتثمين المنتجات البحرية ذات القيمة العالية على مستوى الميناء .
ويأتي هذا النظام الجديد ثمرة مشاورات موسعة، جمعت بين ربابنة مراكب الصيد، والمجهزين، ومندوبية الصيد البحري، والمكتب الوطني للصيد البحري، حيث تم التوافق على تحديد الساعة السابعة صباحًا، كموعد رسمي لانطلاق المزاد العلني لبيع القشريات، داخل قاعة البيع التابعة لسوق السمك بالميناء.
ويؤكد المهنيون أن هذا التوقيت المبكر ، يمثل تحولا نوعيًا في سلسلة التسويق، إذ يساهم في الحفاظ على جودة القشريات ونضارتها، بفضل تقليص المدة الزمنية بين عملية الصيد وولوج السوق. فهذه الكائنات البحرية تتطلب شروط حفظ دقيقة، خاصة من حيث التبريد، لضمان وصولها إلى المستهلك بأعلى جودة وقيمة غذائية.
ومن مميزات هذا النظام أيضًا مرونته، إذ يُسمح للمهنيين الذين يتعذر عليهم حضور المزاد في توقيته الرسمي، بتسويق منتوجاتهم في فترات لاحقة من اليوم ذاته، دون حرمانهم من حقوقهم أو فرصهم داخل السوق، ما يعكس روح الانفتاح والتشاركية التي باتت تطبع علاقة مختلف المتدخلين في القطاع.
ويُعتبر “اللونغوست” من أبرز الموارد البحرية القشرية، التي تدر مداخيل مهمة للمهنيين، نظراً لقيمته الإقتصادية وخصائصه الغذائية، إذ يتميز بلحمه الأبيض الغني بالبروتينات والمعادن، ويُعد من أكثر الأصناف طلبًا على المستوى الوطني والدولي، شريطة توفر شروط تسويق مثالية.
ويُمثل هذا الاتفاق تجسيدًا ناجحًا للتعاون بين القطاع العام والمهنيين، حيث لعبت مندوبية الصيد البحري دورًا محوريًا إلى جانب المكتب الوطني للصيد البحري في تفعيل آليات تنظيم السوق وتحسين شروط العمل داخله.
ويطالب عدد من المهنيين بمواصلة الجهود لتحديث البنية التحتية، وتعزيز وسائل الحفظ، ورفع مستوى المراقبة البيطرية والجمركية، بما يسمح بالرفع من مردودية القطاع وتوسيع نطاق التصدير.