يشهد ميناء آسفي انطلاق أشغال جرف وتنقية الحوض المينائي، أو ما يُعرف بـ”Dessalage”، وهي عملية ضرورية لمواجهة التحديات المرتبطة بتراكم الرواسب التي تعيق حركة مراكب الصيد البحري. وتعد هذه الرواسب نتاج عوامل طبيعية وبشرية، وتراكمها المستمر يشكل حاجزًا أمام العمليات اليومية لشحن وتفريغ الأسماك والسلع داخل الميناء.
إلى ذلك تشكل عمليات الجرف “Dragage” والتنقية “Dessalage” ركيزتان هامتين، في الحفاظ على عمق ممرات الوصول إلى أرصفة الموانئ، ما يضمن استمرار الحركة الملاحية دون عراقيل. ويهدف هذا التدخل إلى إزالة الأوحال والرمال المتراكمة، بالإضافة إلى رفع الأحجار الكبيرة وبعض الآليات المستخدمة في الصيد، مثل الحبال والشباك التي قد تستقر في قاع الحوض المينائي.
وفي هذا الإطار، يُدعى العنصر البشري المهني في قطاع الصيد إلى تحمل مسؤوليته في صيانة البيئة البحرية والحفاظ على نظافتها. إذ يمثل وعي المهنيين ركيزة أساسية لدعم المجهودات المبذولة من قِبل مختلف الجهات المتداخلة في القطاع، سواء من مؤسسات رسمية أو هيئات مدنية، من أجل تحقيق استدامة بيئية واقتصادية.
ولا تقتصر أهمية عملية الجرف على الجانب اللوجستي فقط، بل تشمل أيضًا الأبعاد البيئية، التي تفرض على الجميع التفاعل الإيجابي مع هذه الجهود. فالبيئة البحرية، بما تمثله من مورد حيوي، تتطلب الحفاظ على توازنها، خاصة في ظل التحديات التي تواجه قطاع الصيد البحري.
يُذكر أن عمليات التنقية في مربعات الصيد تأتي في إطار برامج الصيانة الدورية التي تهدف إلى ضمان استمرارية النشاط البحري، وتعزيز البنية التحتية للموانئ، بما يخدم الاقتصاد المحلي، ويدعم قطاع الصيد البحري، الذي يُعد أحد الركائز الأساسية في مدينة آسفي.