عاد النشاط تدريجيًا إلى ميناء الصيد البحري بمدينة آسفي، اليوم الثلاثاء 25 فبراير 2025، بعد فترة من الركود، حيث شهد الميناء تفريغ كميات كبيرة من المصطادات البحرية، خاصة من أصناف السردين، الذي يُعد من أبرز الأنواع المستهدفة في الصيد الساحلي.
وسُجِّل الميناء خلال هذا اليوم تفريغ ما يقارب 200 طن، موزعة على 30 مركبًا، حيث تراوحت الكميات المصطادة بين 8 أطنان و10 أطنان لكل مركب. وقد ساهم هذا الانتعاش في إعادة النشاط والحيوية إلى الميناء، الذي يُعتبر واحدًا من أهم الموانئ الوطنية المتخصصة في صيد الأسماك السطحية الصغيرة.
وعزز هذا التحسن من النشاط التجاري في سوق السمك داخل الميناء، حيث ارتفعت حركة البيع والشراء بشكل ملحوظ. ووفقًا لنتائج المزاد بمركز الفرز، تراوح سعر الكيلوغرام الواحد من السردين بين 5 دراهم و6 دراهم بالجملة، ما شكّل دفعة قوية للمهنيين الذين عانوا من تراجع الإنتاج خلال الأشهر الماضية، وهو ما أثر سلبًا على أنشطتهم اليومية.
من جهة أخرى، انتعشت القطاعات المرتبطة بالصيد البحري، مثل معامل تصبير الأسماك، وورشات إنتاج الثلج، بالإضافة إلى شركات النقل البحري، ما أسهم في خلق فرص عمل إضافية للعشرات من العمال المؤقتين الذين يعتمدون على نشاط الميناء كمصدر رئيسي لرزقهم.
ورغم هذه المؤشرات الإيجابية، لا تزال هناك تحديات قائمة تتطلب تدخلًا فعّالًا، حيث يُطالب المهنيون بتعزيز الرقابة على المصايد ومكافحة الصيد غير القانوني، لضمان استدامة الموارد البحرية. كما يشددون على ضرورة تحسين البنية التحتية داخل الميناء وتوفير بيئة عمل أفضل للصيادين والعمال، بما يضمن استمرار هذا النشاط الحيوي الذي يُعد دعامة أساسية لاقتصاد مدينة آسفي.
ويأمل الفاعلون في القطاع أن تكون هذه البوادر الإيجابية بداية لمرحلة جديدة من الإنتاج المستدام، خاصة مع اقتراب شهر رمضان المبارك، الذي يشهد عادة زيادة في الطلب على الأسماك، في وقت لا تزال فيه بعض مناطق الصيد تخضع للإغلاق.