آسفي .. حادث جديد يسائل واقع السلامة البحرية على متن المراكب

0
Jorgesys Html test

في حادث مؤلم يعكس هشاشة شروط السلامة المهنية داخل قطاع الصيد البحري، تعرّض البحار عبد الكبير الترناني، الحامل للدفتر البحري رقم 7N6201، لإصابة خطيرة أثناء مزاولة عمله على ظهر مركب صيد السردين “الحاج بلعيد”، المسجل تحت رقم 1/462 بمندوبية الصيد البحري بسيدي إفني.

ووفق معطيات دقيقة توصلت بها الجريدة، فقد وقع الحادث بتاريخ 28 ماي 2025، عندما كان المركب في رحلة صيد اعتيادية جنوب غرب ميناء آسفي، وعلى بعد حوالي ثمانية أميال بحرية من الشاطئ. وخلال قيام البحار عبد الكبير بعملية رمي الشباك في البحر، التف حبل رأس “كوباء” على رجله بشكل مفاجئ، ما تسبب له في كسر مزدوج على مستوى كاحل الرجل اليسرى، وكسر إضافي أسفل الركبة من نفس الرجل، متسببًا له في ألم شديد وضرر جسدي بالغ.

وفور وقوع الحادث، سارع ربان المركب إلى جمع الشباك والتوجه نحو ميناء الصيد بآسفي، حيث رسا المركب في حدود الساعة 11:30 صباحًا، ليتم نقل البحار المصاب على وجه السرعة عبر سيارة إسعاف إلى مستشفى محمد الخامس لتلقي العلاجات الضرورية.

الحادث سلط الضوء مجددًا على واقع الإهمال الذي يكتنف شروط السلامة المهنية على متن عدد من مراكب الصيد الساحلي، حيث لا يتم في كثير من الحالات اتخاذ التدابير الوقائية الكفيلة بحماية البحارة، رغم كونهم يشكلون العمود الفقري لهذه الصناعة الحيوية.

وفي هذا الصدد، دعا عدد من المهنيين إلى فتح تحقيق إداري عاجل لتحديد مسؤولية المركب والإدارة المعنية في هذا الحادث، خاصة في ظل الحديث عن غياب مراقبة فعلية لتجهيزات الأمان على متن العديد من المراكب، وعدم توفير التدريب الكافي للبحارة في ما يتعلق بتفادي مخاطر العمل.

كما طالبوا بضرورة تفعيل إلزامية التأمين المهني والتغطية الصحية لجميع البحارة، وتكثيف زيارات التفتيش الفجائية من طرف مفتشي مندوبية الصيد البحري، إلى جانب إطلاق حملات توعية لتحسيس أرباب المراكب بأهمية احترام شروط السلامة.

ويأتي هذا الحادث ليُذكّر مرة أخرى بأن البحّار لا يزال الحلقة الأضعف في منظومة الصيد البحري، رغم دوره المحوري في تموين الأسواق الوطنية بالثروة السمكية، وهو ما يتطلب إرادة سياسية حقيقية لإصلاح الأوضاع وتحقيق العدالة المهنية والاجتماعية داخل هذا القطاع.

Jorgesys Html test

أضف تعليقا

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا