ما أن أنتهت فترة إيداع الترشيحات المرتبطة بإنتخابات غرفة الصيد البحري الأطلسية الشمالية بالدائرة البحرية لأسفي، حتى إشتعلت المنافسة بين وكلاء اللوائح الخمسة، الذي حسموا أمر الترشح لعضوية الغرفة .
وتتنافس خمسة لوائح بآسفي على الظفر بأربعة مقاعد مخصصة للصيد الساحلي بالعاصمة الآبدية للسردين ، حيث توزعت هذه اللوائح على أربعة أحزاب إلى جانب لائحة لامنتمي يقودها الراضي بنلالة ، فيما وضع حزب التجمع الوطني للأحرار ثقته في نجيب الغماز ، وتشبت محمد علالو بحزب الإستقلال ، وإهتدى الهاشمي الميوني لحزب الحركة الشعبية، معلنا عودته للمنافسة. فيما وضع بوشعيب برداك قبعة الأصالة والمعاصرة ، حيث ألهبت هذه الأسماء الساحة المهنية مع بداية الحملة الإنتخابية .
ويراهن حزب الإستقلال، من خلال اللائحة التي يقودها محمد علالو على تثبيت أرجله بغرفة الصيد البحري الأطلسية الشمالية ، وهو الذي كان قد فاز بمقعدين في الإنتخابات الماضية. ذات الطموح يحرك حزب الأصالة والمعاصرة رغم التغيير الحاصل على مستوى وكيل اللائحة يتطلع برداك لتسلم المشعل من نجيب الغماز الذي إختار تغيير اللون السياسي لصالح التجمع الوطني للأحرار، والحفاظ على مقعد الجرار ضمن تمثيلية الصيد الساحلي بآسفي. فيما سيكون الراضي بنلالة الذي إعتاد على الترشح بدون إنتماء، حريصا على تجديد الحضور في دواليب الغرفة، بعد ان إستأنس بخبايا التسيير. هذا في وقت سيستثمر فيه الهاشمي الميموني الفاعل المهني في قطاع الصيد بالجر ، الإسم الذي يعود من جديد للمنافسة على عضوية الغرفة، حركيته ومعرفته بكل المسالك التي بإمكانها ان تعيده للغرفة، وهو الذي كان قد ترأس هذه المؤسسة في وقت سابق..
ويتطلع المراقبون بكثير من الحذر لما ستحمله نتائج الإقتراع ليوم 6 غشت القادم ، حيث إعتبر فاعلون مهنيون أن مجموع اللوائح المتنافسة بحاضرة المحيط، ستكون يمثابة مجموعة الموت التي ستخطف الأنظار يوم الإقتراع ، لكون اللوائح المتبارية هي تفوق عدد المقاعد ، وبالتالي فالصناديق ستحكم بإقصاء أحد وكلاء اللوائح على الأقل، خصوصا وأن إعتماد القاسم الإنتخابي يجعل من المستبعد ظفر إحدى اللوائح بأكثر من مقعد ، وهو ما يصعب من مأمورية حزب الميزان في تحقيق إنجاز الإنتخابات الماضية ، لاسيما وأن كل المتنافسين هم واعون بأدق الحسابات في السباق نحو عضوية الغرفة الأطلسية الشمالية .
ما يزيد من التشويق بخصوص إنتخابات الغرفة المهنية بميناء آسفي ، هو الحركية التي يعرفها القطاع ، مع بروز مجموعة من الأصوات غير الراضية عن الوضعية المهنية ، وكذا التقهقر الذي عرفه ميناء المدينة، التي داع صيتها عالميا كمدينة للسردين، فيما يرى آخرون أن الوقت قد حان لإعادة النظر في ممثليهم بالمؤسسة المهنية ، أمام التحديات المختلفة التي أصبحت تواجه الرأي العام المهني، حيث الحاجة اليوم لمن يملك القدرة على الترافع أمام مختلف المتدخلين في سياق العمل على إستعادة الثقة للمكون المهني، والبحث عن الحلول الحقيقة لمختلف المعيقات، التي تسببت في سحب البشاط من تحت أقدام الميناء لصالح موانئ أخرى. إذ تبرز الحاجة لإعادة النظر في مجموعة من الملفات المرتبطة بالبنية التحتية المينائية المتعلقة بالصيد ، وكذا المصايد المحلية ، والأسطول البحري، دون إغفال توثيق الحنطة، بما تحمله من إشعاع مهني وإجتماعي وثقافي كثراث حضري لا يقل رمزية عن الأسوار التي تحمي المدينة .
وحسب الكثير من الفاعلين المهنيين فإن آسفي هي مدينة السردين مدينة البحر والبحارة ، بإعتبارها المدرسة التي فرخت الكثير من رجال البحر، هؤلاء الذين شربو المهنة ، ونشروا حرفيتها على المستوى الجهوي والوطني والعالمي. وهي اليوم أمام إختبار تاريخي يضعها في مواجهة مصيرها المهني ، المرتبط بإختيار الأصلح لقيادة المرحلة، بعيدا عن الحسابات الضيقة التي كانت من بين أسباب كثيرة أخرت تطور القطاع، رغم ما تملكه المدينة من إمكانيات كبيرة لن يختلف إثنان على كونها تستحق أن يطلق عليها عروس الموانئ الثلاث (ميناء الصيد والميناء التجار والميناء المعدني).
لن يعلم الله في قلوبهم خيرا يوتيكم خيرا