يستعد بحارة الصيد بالدائرة البحرية لآسفي، لإستئناف نشاط الصيد المرتبط بإفتتاح الموسم الصيفي لصيد الأخطبوط 2020، في ظروف إستثنائية مطبوعة بتفشي فيروس كورنا بالمدينة. وذلك بعد إنفجار بؤرة وبائية بإحدى وحدات تصبير السمك، التي رفعت عدد المصابين بالمنطقة بأزيد من 500 حالة في ظرف 48 ساعة فقط. فيما رفعت جهات أصواتها مطالبة بإغلاق الميناء في وجه الحركة الملاحية وتأخير الموسم الصيفي إلى موعد لاحق، وهو ما ترفضه السلطات الولائية التي عبرت عن تشبتها بإستمرارية نشاط الصيد بالإقليم .
وأفادت مصادر عليمة من داخل مندوبية الصيد البحري بالمدينة، أن الأمور صعبة، لاسيما مع إفتتاح موسم الأخطبوط، الذي يستقطب يد بحرية جد هامة. وهو الأمر الذي جعل السلطات المينائية تسير لتفعيل مجموعة من التدابير والإجراءات الرامية إلى محاصرة الوباء، وتحصين الفاعلين المهنيين ضد أي تفش محتل للفيروس داخل المركب المينائي.
وأوضح عبد الخالق السعيدي مندوب الصيد البحري بآسفي في تصريح للبحرنيوز، أن المندوبية ستعمل على تفعيل التصريح المباشر، من خلال تنقل مصالحها إلى الرصيف المخصص لإستقبال قوارب الصيد عند دخولها للعمل على معيانة المصطادات للقيمام بعملية التصريح بعين المكان ، لتلافي إشكالية الإكتضاض، الذي عادة ما يرتبط بالعملية، وصيانة مبدإ التباعد الإجتماعي. كما سيتم تفعيل إلزامية الكمامات في صفوف الفاعلين المهنيين، والحرص على توفير مواد التعقيم على ظهر القوارب .
وأفاد المصدر أن المندوبية تتطلع للوصول إلى إتفاق مع المهنيين لمراجعة عدد أفراد طاقم الصيد خصوصا على مراكب الصيد الساحلي، والتشديد على تكتيف عمليات تعقيم القطع البحرية، وتوفير المواد المعقمة المرتبطة بالعنصر البشري، وكذا إرتداء الكمامات، بما يضمن توفير بيئة تساعد على إستمرارية نشاط الصيد، في ظل الظروف التي تمر منها المنطقة.
وأضاف المصدر المسؤول أن مجموعة من التدابير سيتم تفعيلها على مستوى الميناء، من خلال الإقتصار على الفاعلين المهنيين في الولوج إلى داخل الميناء، ومنع الغرباء. كما سيتم إلزام الشاحنات بعدم الولوج إلى الميناء إلا بعد تحصيل تراخيص من الجهات المختصة لتفادي اإكتضاض داخل الميناء، مع ضرورة التقيد بمختلف الشروط، والقواعد الوقائية اتجاه كوفيد 19، وإلزامية غسل وتعقيم الصناديق البلاستيكية المستعملة في تعبئة الأسماك. وتفعيل النظافة والتطهير للحزام المينائي، وخاصة الأرصفة. هذا مع الالتزام بالتباعد الاجتماعي، وحمل الكمامة.
وأربك إنتشار الوباء الاستعدادات التي باشرتها مندوبية الصيد البحري مند أيام، لإنجاح إنطلاق الموسم الصيفي، حيث تم تنظيم لقاءين مؤخرا، كانا قد جمعا مصالح المندوبية والسلطات المختصة بالفاعلين المهنيين بالصويرية وكذا بآسفي. وهما اللقاءان الذان ركزا في مجملها على السبل الكفيلة بإنجاح الموسم.
وقررت المندوبية الإعتماد على محضر اللجنة المحلية لتتبع مصيدة الأخطبوط المرتبطة بالموسم السابق في توزيع الكوطا الإجمالية الممنوحة للدائرة البحرية والمحددة في 650 طن بالنظر إلى صعوبة إنعقادها في الظرفية الحالية. حيث سيتم توزيع الكوطا على أساس شهري. كما يتم تقسيم الكوطا بين أسطولي الصيد التقليدي والساحلي بميناء الصيد ونقطة التفريغ المجهزة بالصويرية القديمة ، وذلك بتوجه يراهن على تجنب استنفاد حصة الأخطبوط المحددة للدائرة البحرية، وكذا استنادا لمفتاح التوزيع المبني على نتائج معطيات الاستغلال ومجهود الصيد بالدائرة البحرية.
وتبعا لمقرر وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، فإن الحاصل الإجمالي لمصطادات الصيد المسموح به، خلال موسم صيف 2020 بالدوائر البحرية المنتشرة شمال سيدي الغازي ، قد حدد في حصة إجمالية تقدر بـ6875 طنا، موزعة بين 5305 طن بالنسبة للمنطقة الأطلسية و1570 بالنسبة بالنسبة للمنطقة المتوسطية.
وكانت السلطات الإقليمية قد أصدرت في وقت سابق قرارا عامليا أغلقت بموجبه 19 وحدة تنشط، في تصبير السمك لمحاصرة تفشي الفيروس التاجي بالمنطقة الصناعية. وذلك في ظل العدد الكبير للعاملاتا والعاميلن الذي ينشطون بهذه الوحدات الإنتاجية. فيما تواصل وحدات التجميد وكذا الوحدات التي تنشط في معالجة الأسماك الطازجة، نشاطها بالمنطقة لمحدودية عدد أفراد شغيلتها .