إحتضنت ملحقة مندوبية الصيد البحري بآسفي صباح اليوم الخميس 25 غشت 2022 إجتماعا تنسيقيا ، في إطار التحضير للزيارة المرتقبة للجنة الخبراء البيطريين الأوربيين التي ستحل بعدد من موانئ المملكة شهر شتنبر القادم، حيث عرف اللقاء الذي ترأسه رئيس الدائرة ، مشاركة مجموعة من الأطراف المتدخلة على مستوى الميناء.
وشدد اللقاء على ضرورة الإستعداد الجيد لهذه الزيارة ، لما لها من إنعكاسات على صادرات المغرب للسوق الأوربية ، إذ تم التنصيص على معالجة مختلف النقط السوداء المرتبطة على الخصوص بسلامة وجودة المنتوجات البحرية ، بمختلف سلاسل الإنتاج، من الصيد وما تتطلبه العملية من نظافة للمراكب وجاهزيتها، مرورا بالحوض المينائي الذي من المفروض تلافي إغراقه بالأزبال والزيوت، وكذا منع تفريغ الأسماك على الرصيف، وصولا إلى التسويق على مستوى مركز الفرز وسوق السمك بالميناء، دون إغفال وسائل النقل .
وأكد اللقاء على مواجهة مجموعة من الظواهر السلبية، من قبيل الولوج غير المقنن للميناء، ما يجعل هذه المعلمة فضاء يعج بالغرباء على المهنة والمتشردين، ناهيك عن إنتشار الكلاب الضالة. فيما نبه اللقاء إلى ضرورة التعاطي مع النقط السوداء من قبيل المراكب المتلاشية بالحوض المينائي، وكذا القوارب المحجوزة بعد تورطها في مخالفة القانوني، والتي لازالت محتفظ بها من طرف السلطات المختصة، حيث بات لزاما الحسم في امرها، وتغيير موقعها لكونها تخدش الميناء.
ومن النقط كذلك التي دعا اللقاء إلى الإهتمام بمعالجتها، تبرز المستودعات المخصصة لتخزين معدات الصيد، والتي تحولت بقدرة قادر لمحلات لبيع الأسماك، في غياب تام للشروط المطلوبة في مثل هذه الأنشطة الحساسة. حيث تم التشديد على منع هذا النشاط غير المهيكل، أو سحب الرخص من المستفيدين من هذه المستودعات في حالة ما أصروا على مواصلة الإستغلال غير القانوني للمستودعات. فيما خلص اللقاء إلى تشكيل لجينة تضم مختلف المتدخلين ، تناط بها مهمة تنزيل توصيات اللقاء والتعاطي مع مختلف النقاط التي تسيئ لجمالية الميناء، وتهدد سلامة المنتوجات البحرية، حيث تم الإتفاق على الشروع في هذه التكليفات إبتداء من الأسبوع القادم.
إلى ذلك علق بعض المهتمون بقطاع الصيد على أن التعاطي مع التحديات التي تتخبط فيها الميناء ، يجب أن يكون تعاطيا مبنيا على الإستمرارية وفق برنامج متكامل، والقطع مع التدخلات المناسباتية، التي لن تنتج إلا سياسة ترقيعية في التعاطي مع مختلف النقط السوداء، وكذا الحد من السلوكيات التي يكرسها التقصير في أداء المهام من طرف المتدخلين والفاعلين ، وهي معطيات جنت على الميناء ، وجعلته فضاء تعشش به الفوضى واللامسؤولية، والتي تظهر سماتها في عدد من بنيات ومكونات الميناء .
يذكر أن ميناء آسفي، الذي يعد أقدم مرسى على طول الساحل الغربي الإفريقي، تأصبح يعاني في السنين الأخيرة من مجموعة من التحديات البيئية والجمالية، بعدما كان إلى حدود الستينيات أحد أجمل مراسي الساحل الأطلسي، لتوفره على تجهيزات ومرافق سياحية اختفت كلها، بعدما عوضتها أرصفة الميناء المعدني، مباشرة بعد إنشاء المركبات الكيماوية.
