آسفي .. مركب صيد قادم من الجديدة يشعل الميناء

عاش ميناء آسفي ليلة أمس حالة من القلق، بعد إضطرار مراكب صيد السردين إلى قطع رحلاتها البحرية، إحتجاجا على دخول مركب محمل بالأسماك إلى الميناء قادم من ميناء مجاور بالشمال، صادفته المراكب عائدا عن إنطلاقهم إلى السواحل المحلية .  

وتعود تفاصيل هذه الأجواء المشحون إلى عودة أحد مراكب صيد السردين إلى الميناء قادما من الجديدة،  محملا بكميات من الأسماك، حيث رفضت المراكب تفريغ هذا المركب لمصطاداته، لتزامن توقيت عودته مع إنطلاقة المراكب نحو رحلات الصيد، ما إعتبره مهنيون نوعا من “الإستغفال”، لاسيما وأن المركب العائد “ياسين ” هو ينتمي إلى نفس منطقة الصيد “الأطلسية الشمالية”، وبالتالي فطاقمه يدرك جيدا المعطيات التنظيمية لنشاط صيد الأسماك السطحية الصغيرة بميناء حاضرة المحيط.

واعتبر المهنيون في تصريحات متطابقة للبحرنيوز،  أن خرق القانون العرفي للميناء هو أمر مرفوض، خصوصا على مستوى مواعيد الإنطلاق في الرحلات البحرية المحددة يوم الأحد في الساعة العاشرة مساء،  وكذا مواقيت التفريغ على مستوى مركز الفرز وإنعقاد الدلالة..، وإلا سيصبح الميناء يتخبط في الكثير من المشاهد الفوضوية، لأن فتح الباب أمام هكذا ممارسات، سيفتح شهية المراكب على الإنطلاق والدخول في أوقات مختلفة “كل يغني على ليلاه” ، وسيصبح معه الشان المينائي يواجه تحديات تنظيمية كبيرة  .

وخلفت هذه الواقعة هيجانا في أوساط البحارة، هؤلاء الذين وجدو أنفسهم يعودون أدراجهم “مزرفين”، وهم الذين جاءوا محملين بوجباتهم الغدائية، كما أن منهم من تحمل عناء التنقل لمسافات كبيرة من مناطق سكناهم للإلتحاق بالميناء ، وهو ما يكلفهم إستثمارات مالية إستعدادا لنشاطهم المهني،  معولين بذلك على رحلة الصيد، لاسيما وأن هذه الأيام مطبوعة بظهور الأنشوبا ، التي تبقى محفزة على مستوى البيع والمدخول. لأن كل يوم يضيع تكون له تبعاته في الأيام القادمة، المحاصرة بمجموعة من التحديات، يبقى ابرزها عيد الأضحى الأبرك، بما يحتاجه من مداخيل إستثنائية لمواجهة الإنتظارات المجتمعية، من توفير مستلزمات العيد وشراء الأضحية والإستعداد لسفريات العطلة الصيفية …

وفي وقت دعا فيه البحارة إلى فتح تحقيق بخصوص الوضعية المفتعلة، التي يتحملها مسؤولون ومهنيون وربابنة، أكدت تصريحات متطابقة لفاعلين مهنيين أن المركب هو عائد من رحلة طويلة، ويبقى المهنيون مطالبون بالإنتصار لهذه الإستثناءات، بعيدا عن الحسابات الضيقة، خصوصا وأن هناك من تحدث عن حسابات قديمة بين الربابنة تعود إلى إحدى المخالفات المرتكبة في ميناء الدار البيضاء. فيما سجلت ذات المصادر أن حمولة المركب حتى وإن “كان جايب الوسقة”، لن تخلق بورباج في الميناء، كما لن تؤثر على الأثمنة، وبالتالي فأحيانا تبقى الحنطة مطالبة بتقديم بعض التنازلات، خصوصا في هذه الظرفية التي تحتاج لتظافر جهود المهنيين، لتعزيز الدنامية الإنتاجية بما يخدم مصلحة البحارة والرواج الميناءي.