شهد ميناء الصيد البحري بمدينة آسفي، يوم الجمعة 30 ماي 2025، دينامية ملحوظة وحركة مكثفة، حيث عرفت المصطادات البحرية ارتفاعاً كبيراً في الكميات المفرغة من الأسماك السطحية الصغيرة، بلغ مجموعها حوالي 233 طناً خلال يوم واحد، وهو ما يُعد مؤشراً إيجابياً على انتعاش الموسم البحري بالمنطقة.
وحسب معطيات ميدانية حصلت عليها الجريدة، فقد تصدّر سمك السردين المشهد بإجمالي حمولة بلغ 201 طن، تليه الماكريل (الإسقمري) بكمية بلغت 32 طناً، ما يعكس وفرة ملحوظة في المنتوج البحري على مستوى سواحل المدينة. فيما أرجع عدد من البحارة والمهنيين هذا الإرتفاع اللافت في حجم المصطادات، إلى تحسن الأحوال الجوية واستقرار التيارات البحرية خلال الأيام الأخيرة، ما سهّل من ولوج المراكب إلى المصايد الرئيسية الغنية بالأسماك السطحية، التي تُعد من أبرز موارد النشاط البحري بآسفي.
وفي هذا السياق، عبّر عدد من المهنيين عن تفاؤلهم الكبير باستمرار هذا المنحى التصاعدي، خاصة مع اقتراب ذروة الموسم الرئيسي لصيد السردين، والذي يُنتظر أن يُحقق خلاله الميناء أرقاماً قياسية من حيث حجم الإنتاج، شريطة توفر الظروف البيئية المناسبة.
ومع هذه الوفرة، تتجدد الدعوات من داخل القطاع إلى ضرورة تعزيز البنية التحتية واللوجستيكية للميناء، سواء من حيث مساحات التفريغ، أو سلاسل التبريد والنقل والتسويق، وذلك لتفادي ما يُرافق الوفرة أحياناً من تلف وضياع وهدر للأسماك، نتيجة محدودية الطاقة الاستيعابية الحالية.
كما شدد عدد من الفاعلين على أهمية تنسيق الجهود بين مختلف المتدخلين في قطاع الصيد البحري، من سلطات وصيّة ومهنيين ومجهزين، بهدف تثمين هذه المصطادات والرفع من قيمتها المضافة، وتحقيق مردودية اقتصادية أفضل للبحارة، مع الحفاظ على التوازنات البيئية للثروة السمكية.
يذكر أن ميناء آسفي يُعد من بين أهم موانئ الصيد البحري على الصعيد الوطني، خاصة في مجال صيد وتفريغ الأسماك السطحية الصغيرة، حيث يساهم بشكل كبير في تزويد السوق المحلية والدولية بكميات هامة من المنتوج البحري المغربي.