سمعوا بخبر هجرتنا على قارب موت لا قارب حياة. انتشر الخبر كالنار في الهشيم بين أجهزة المحزن المحلية بكل أطيافها.. ترصدوا كل تحركاتنا، لم يكن همهم حياتنا و ريعان شبابنا بل همهم أن يقال لهم من السلطات المركزية بالرباط برافو لقد ساهمتهم في محاربة الهجرة السرية، ليتبجحوا بها في وسائل الإعلام لينالوا بها رضى الجنة المفقودة أوربا و لا ربما بعض الملايين من الأورويات كقروض باسم محاربة الهجرة السرية نوديها نحن من جيوينا.
ها نحن مرة أخرى نقدم شهيدا، شهيد الحكرة و الدل و المهانة و الفقر، ما دنبه ؟ شاب يتأمل كل يوم وضعه يطرح الف سؤال و سؤال ينتظر” كودوا” الدي يأتي أو قد لا يأتي، يهان كل يوم في بلده من أجل لقمة عيش و لا يجدها، كل يوم يغادر بيت والديه الى جانب البحر يسائل أمواجه: أسيقدر لي أن أنجو كألاف الباعمرانيين الذين كتب لهم النجاة، أم قد أكون في عداد الشهداء، تاركا وراءه دموع أمه وصيحاتها فور سماعها بخبر نهاياتي كمئات شبابنا. ولا من مجيب عن سؤاله.
يغادر ليلا الى فوق قمة جبل “بولعلام” ليتأمل ضوء جزر كناريا لتنجرف ذاكرته إلى هناك، ويتخيل أنه يسير بين أزقتها، التي قلت عنها عند زيارتي لها مؤخرا ” إلا فيك الجوع لحسها امشي جوعك” فجأة يعود الى الواقع المر، ليطرح سؤاله الأساسي، لماذا لا يتركوا لنا بحرنا نأكل منه لا أن يأكلنا، لما يستنزفون ثرواتنا يوما عن يوم على حساب جوعنا و المنا، ذلك أن ملايين الدراهم تمر بين أعيننا بين لحظة و أخرى، مئات الفريكوات من أجود الأسماك تخرج من إيفني سانتا كروز ديمار بكينيا و كذلك سيصير الصبار غدا، و أنتم تعلمون أن مهندس ملكة جمال ايفني إستقدم شركات أجنبية لتبتلع أكنارينغ وهذا موضوع اخر.
هذا البحر ملك لنا هبة من الله لنا، كلنا نعرف عمليات الحساب اتركوا لنا على الأقل خمسون بالمئة من ثرواتنا، لقد قلناها سنة 2005 بمسيرات ضخمة، وأعدنا السؤال سنة 2008 بانتفاضة مجيدة ولكم فيها عبرة لن تنسوها، و قدمنا من أجل دالك عشرات المعتقلين ظلما و عدوانا لن أكثر لأنني سئمت الكلام.