في ظل التحديات التي تواحجه المصايد بمختلف سواحل المملكة ، أصبح من اللازم التعجيل بالإفراج عن ورش التنطيق أو الزونيك بالنسبة للصيد الساحلي بالجر ، خصوصا وأن هناك أسئلة موجهة للسلطات القرار عن الأسباب الكامنة وراء تجميد هذا الورش الذي كان قد عرف في السنوات الأخيرة الماضية نقاشا قويا بين الفاعلين سواء على مستوى الغرف المهنية أو على مستوى غرف الدردشة المغلقة على مواقع التواصل الإجتماعي .
وفتحت إدارة الصيد في وقت سابق ورش التنطيق بالنسبة لأسطول الصيد في الجر، حيث فعّلت مجموعة من اللقاء التشاورية، خصوصا مع ربابنة هذا الأسطول. لاسيما وأن الرهان كبير على تطبيق مبدأ التنطيق وتقسيم مناطق الصيد الساحلي بالجر النشيطة على طول الساحل الوطني ، في إتجاه الحد من ظاهرة التحولات الموسمية، من منطقة إلى أخرى، وتثبيت وحدات الصيد في الموانئ ومناطق الصيد المرتبطة بها، ضمن وحدات مجالية متجانسة، وففًا للقدرات البيولوجية واستراتيجيات الصيد الخاصة بكل مكون من مكونات الأسطول الساحلي.
كما ينشد هذا التوجه الرفع من مسؤولية الصيادين في تنفيذ تدابير التهيئة في المنطقة التي سيستغلونها، بهدف ضمان استدامة المخرون. حيث يقترح المشروع بناء على تحليل حركة سفن الصيد ومجالات نشاطها حسب الميناء » مجموعة من مناطق للصيد ضمن التوزيع الكمي والمجالي للأساطيل، من أجل إستعادة المخزونات القاعية، التي يوجد معظمها حاليًا في حالة استغلال مفرط، وكذا حماية مناطق التفريج أو الحضانة التي تقع في معظم الحالات على مستوى الشريط الساحلي، والمساهمة في حماية الأنواع الأخرى التي ليست مستهدفة بالضرورة، ولكن يتم صيدها عرضيًا. كما تطلع الوزارة الوصية إلى إعادة انتشار جهد الصيد من منطقة إلى آخرى، لإيقاف استنزاف المخزون والحد من الإستغلال المحلي المفرط، الذي يؤدي في النهاية إلى الاسغلال المفرط للمخزون على نطاق عام. كما تراهن التدابير الجديدة المقترحة على محاصرة التأثير السلي على الإنتاجية البيولوجية المحلية نتيجة ارتفاع مجهود الصيد.
وتم في دجنبر الماضي ضمن إجتماع لجنة تتبع مصيدة الأخطبوط ،التوافق على إنشاء ثلاث لجان لمناقشة وتدارس التدابير المتعلقة بوسائل الصيد، وأخرى تهم تطبيق التنطيق في هده المصيدة، بالإضافة الى تخصص المراكب. وهي أوراش غاية في الأهمية يبقى ابرزها التنطيق، الذي يحتاج اليوم في ظل التحديات الكبرى التي تواجه المصاديد بالمتوسط كما بالشمال والوسط والجنوب ، للخروج من التنظير إلى التنزيل عبر إعمال السرعة القصوى في إتخاذ قرارات إسترتيجية، تنبثق عن وعي تشاركي، بما يحمله من لغة إقتراحية مهنية بناء على الرضية المقترحة من طرف سلطات القرار . حيث من غير المعقول أن تمد الإصلاحات في إتجاه شباك السردين ، ونتناسى شباك الصيد بالجر ، بل أكثر من ذلك الورش الإسترتيجي المرتبط بالزونينك كأولوية قصوى تشكل اللبنة الأساسية في إعتماد مخططات جديدة تستهدف بعض المصايد التي يتستهدفها هذا الأسطول الإسترتيجي بالمملكة .
فمما لا شك فيه ان مطلب تنطيق الصيد الساحلي صنف الجر، يعد من بين المحاور الكبرى ذات الأبعاد الإسترتيجية التي تكتسي طابع الأولوية في أي تخطيط مستقبلي لإستدامة المصايد المغربية، ما يجعل من الموضوع محط إهتمام كبير لدى صناع القرار، بعد أن ظل تنزيل الزونينك للصيد الساحلي صنف الجر احد أبز التوصيات التي تترد على ألسنة مسؤولي المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، في ظل التحديات التي تواجه المصايد المختلفة، حيث راج في دواليب القرار في وقت سابق، مشروع طموح لتفعيل هذه الخطوة، التي ظلت مطلبا ملحا لعدد من الفاعلين، وهو المشروع الإصلاحي الذي يثير لامحالة الكثير من الجدل في الأوساط المهنية، بالنظر للتدابير التي يتضمنها لتنظيم نشاط الصيد بالجر على المستوى الوطني. فيما تتجه الأنظار للكيفية التي ستتعاطي بها كتابة الدولة في تحفيز هذا الورش الإسترتيجي الإصلاحي، الذي خفت بشكل ملغوم في الفترة الماضية، على الرغم من الأهمية التي يشكلها كمحور أساسي لمختلف الإصلاحات القطاعية التي تهم المصايد.
ويهدف المشروع الذي كان قذ خرج للعلن تفاعلا مع توصيات لجنة الأخطبوط المنعقدة في 28 يوليوز 2022 بشأن تطبيق مبدأ التنطيق وتقسيم مناطق الصيد الساحلي بالجر النشيطة على طول الساحل الوطني، حيث يقترح المشروع بناء على تحليل حركة سفن الصيد ومجالات نشاطها حسب الميناء » ست مناطق للصيد (06 وحدات)، تهم الوحدة الأولى المنطقة المتوسطية وتمتد الثانية من طنجة إلى مهدية، والثالثة بين المحمدية والصويرة. فيما تهم الوحدة الرابعة السواحل الممتدة بين اكادير وطانطان، ثم الوحدة الخامسة بين طرفاية والعيون. في حين تمتد الوحدة السادسة جنوب بوجدور.
ومن التدابير المصاحبة للتقسيم المجالي للصيد، تبرز مراجعة مسافات الصيد، حيث يقترح المشروع بالنسبة للساحل الأطلسي المرور من مسافة 3 إلى 6 أميال بحرية كحد أدنى؛ وبالنسبة للمنطقة المتوسطية ومراعاة للظروف الجيومورفولوجية للخط الساحل، حيث سيكون الحد الأدنى لمسافات الصيد بالمنطقة 1 (رأس سبارطيل – الحسيمة): 1.8 ميل بحري بدلاً من 1.5 ميل بحري؛ وبالمنطقة 2 (الحسيمة-رأس المذرات الثلاثة) 2 أميال بحرية، فيما ستكون المسافة الأدنى بالمنطقة 3 (رأس المذرات الثلاثة-السعيدية) في 3 اميال بحرية.
ويراهن على المشروع في استعادة المخزونات القاعية التي يوجد معظمها حاليًا في حالة استغلال مفرط، وكذا حماية مناطق التفريج أو الحضانة التي تقع في معظم الحالات على مستوى الشريط الساحلي، والمساهمة في حماية الأنواع الأخرى التي ليست مستهدفة بالضرورة، ولكن يتم صيدها عرضيًا، هذا مع إعادة انتشار جهد الصيد من منطقة إلى آخرى، مما يؤدي إلى التسابق على صيد الأسماك. وبالتالي الى استنزاف المخزون والحد من الإستغلال المحلي المفرط، الذتي يؤدي في النهاية إلى الاسغلال المفرط للمخزون على نطاق عام. كنما تراهن التدابير الجديدة المقترحة على محاصرة التأثير السلي على الإنتاجية البيولوجية المحلية نتيجة ارتفاع مجهود الصيد.
للنقاش.
أوضح المصدر استنادا لممارسته الميدانية، بأن واقع الحال يفرض تبني مخططا محكما، يضمن سلامة المراكب واطقمها ومردوديتها، وتقليص مصاريف رحلات الصيد، وتفادي الضغط على المصايد القاعية.
وتقليص نسبة المسترجعات إلى البحر من الأحجام غير التجارية.
وكذا تفادي الإكتضاض داخل الموانئ. https://albahrnews.com/في-ظل-أزمة-الأخطبوط-ربان-صيد-يشعل-النق/