أزمة مصيدة السردين تشعل أشغال دورة غرفة الصيد البحري الأطلسية الوسطى وسط مطالب متجددة بعدالة إصلاحية

1
Jorgesys Html test

سيطرت أزمة الأسماك السطحية الصغيرة على أشغال الجمع العام لغرفة الصيد البحري الأطلسية الوسطى، حيث جاءات أغلبية مداخلات ممثلي مهنيي السردين على مستوى الغرفة غاضبة ، تحمل في طياتها الإحساس بعدم اليقين والخوف من المستقبل ، في ظل التراجع المسترسل للمصيدة عاما بعد عام .

مصيدة الأسماك السطحية الصغيرة .. توجس تغديه الأرقام ويخيفه المستقبل 

فحالة التوجس تلخصها الأرقام الرسمية التي أصدرها المكتب الوطني للصيد مؤخرا، والتي تؤكد أن الثلث الأول من 2025 ، عرفت تقهقرا في المفرغات المتأتية من هذه المصيدة بنسبة 31 – في المائة على مستوى الحجم و-23 في المائة على مستوى القيمة ، بعدما إستقبلت موانئ المملكة في واجيهتيها البحريتين الأطلسية والمتوسطية 138628 طن بقيمة إقتربت من 635 مليون درهم ، فيما كان حجم مفرغات الأشهر الأربعة الأولى من السنة الماضية في حدود  201303 طن بقيمة تجاوزت 822 مليون درهم . مع العلم أن السنة الماضية كانت بذورها قد عرفت تراجعا على مستوى هذه المصيدة ، وهو ما يكرس حالة القلق المتنامي، لاسيما على مستوى مصيدة السردين التي تواصل تراجعها بشكل رهيب .

التدخلات المختلفة، أكدت أن أزمة مصيدة الأسماك السطحية، أصبحت تهدد إلى حد بعيد مدنا ساحيلية بأكملها لاسيما بالجنوب، فالأرقام تؤكد أن ميناء بوجدور يعيش أزمة غير مسبوقة، كما ان هناك نقص حاد في السردين بكل من الداخلة والعيون ..، حتى أن بحارة الصيد الساحلي يواجهون اليوم تحديات إجتماعية حقيقية ، فيما نبهوا لكون عدد هام من المصانع إضطرت لتسريح شغيلتها ، بالنظر لغياب المادة الأولية ، وهي كلها معطيات تطرح اليوم السؤال العريض والكبير، الذي يحتاج لأجوبة واقعية وحقيقية، لماذا هذا التراجع المسترسل للسردين بسواحل المملكة؟

فالسردين الذي ظل يشكل صمام الأمان ومبعثا للتفاؤل، تحول اليوم بقدرة قادر إلى عملة ناذرة ، تهدد فرص العمل،  وقبله غداء فئة عريضة من المغاربة . فعلبة سردين ظلت رفيقة الدرب للعامل في الحقل وفي الضيعة وفي أوراش البناء ، فالألاف المؤلفة من الشغيلة تعتمد على علبة السردين في غذائها ، دون إغفال الأولوية التي يحظى بها السردين كخيار لعدد كبير من الأسر لا سيما في الأحياء الشعبية وهو واقع اصبح خارج النص.. كما أن صادرات التصبير أصبحت هي الآخرى مهددة ، فالطلب المتزايد تواجهه شح المادة الأولية.

الأزمة بنيوية .. والمعالجة تفرض عدالة إصلاحية 

وقد نبهت تدخلات أعضاء الغرفة صنف الصيد الساحلي السمك الصناعي ضمن أشغال الدورة،  إلى أن إشكالية المصيدة هي بنيوية بالدرجة الأولى ، بالنظر لحجم الإستغلال بين المهيكل وغير المهيكل، بين الصيد الصناعي والصيد الساحلي والصيد التقليدي، ولكل أسطول تأثيره البيني الذي يتحمل فيه العنصر البشري الكثير من المسؤولية، حيث تمت الدعوة إلى خلق عدالة على مستوى الإستغلال بين مراكب السردين والصيد التقليدي صنف السويلكة ، وسفن RSW ، هذه الآخيرة  أو ما يعرف بسفن “البيلاحيك” التي وجهت إليها مجموعة كبيرة من الإتهامات ضمن اشغال الدورة، بكونها أحد الأسباب الكامنة وراء ازمة المصيدة الجنوبية ، بإعتبارها سفن تعتمد في عمومها على الصيد بالجر مع تسجيل إستثناءات محدودة.

وتعالت الأصوات التي تدعوا إلى تغيير نمط الصيد، المعتمده من سفن البيلاجيك التي وصفت بالجرارة، خصوصا وأن أغلب المداخلات أكدت بأنها لا تحمل ضغينة للمستثمرين في هذا الصنف، وهم الذين ضخوا إستثمارات كبيرة في القطاع وأنجزوا وحدات صناعية للتثمين ، وشغلوا الكثير على مستوى المنطقة الجنوبية ..، فالواقع يفرض عدم الشخصنة وإنما هناك مصلحة مشتركة لحقها الضرر اليوم ، ولا يمكن حسب الأعضاء لزوم الصمت على حساب أمن المصيدة  ، التي وجب حمايتها والتعاطي معها بشكل جاد ، حيث أن أصابع الإتهام وفق تدخلات المهنيين ، تبقى موجهة لنظام الصيد المعتمد من طرف هذه السفن ، الذي أصبح مرفوضا وغير مقبول وفق تعبيرهم، في ظل أزمة، إذ أكدوا أن نظام الصيد بالجر بشكله الحالي بمصيدة الأسماك السطحية،  أصبح اليوم لا يتماشى مع تحديات المصيدة، وكان له تأثير على أصناف أخرى من الصيد ما يهدد السلم القطاعي .

إلى ذلك  أثار ممثلو السراديلة  إشكالية الأسماك السطحية المتأثية من الصيد التقليدي، او ما يعرف بالسويلكة وسط دعوات جادة إلى ضرورة تسريع الحسم في مستقبل ولوج هذا الأسطول لمصيدة الأسماك السطحية الصغيرة بمجموعة من الدوائر البحرية. حيث تم التشديد على تسريع الهيكلة القطاعية ، لاسيما وأن السويلكة التي ظلت في منظور القانون مرفوضة ، تسير كتابة الدولة نحو إحتضانها والتطبيع معها ، وهو ما يفرض تعزيز دينامية الإصلاح ، بشكل يحترم خصوصية القطاع ، إذ من شأن تأهيل هذه القوارب وإحاطتها بدفتر تحملات يخرجها من العشوائية ، ويعرفها بما لها وما عليها ، سيمنع الكثير من السلوكيات التي ظلت محط إنتقاذ من طرف المهنيين والمهتمين بالشأن البحري .

ويطالب المهنيون بتشديد المراقبة أيضا على مراكب الصيد الساحلي صنف السردين،  خصوصا وأن هناك تقاش جاد على مستوى معدات الصيد في سياق لجان موضوعاتية ، كما تم التنبيه  إلى القطع مع مجموعة من  الممارسات التي ظلت تطبع تدبير الكوطا السنوية، في إشارة إلى  نشاط التهريب المترثب عن التصريح المغلوط …  كما ينبه البعض إلى إشكالية التخلي عن الأسماك في البحر، وهي الإشكالية التي تعد اليوم أخطر على البيئة البحرية وكذا مستقبل المصايد ما يجعلها كابوسا مرعبا . 

إستعداد مهني لإنخرط إصلاحي مسؤول بما في ذاك الدخول في راحة طويلة الأمد  تعالت أصوات أعضاء الغرفة من ممثلي الصيد الساحلي صنف الأسماك السطحية  في تدخلاتهم المتطابقة بتسريع الإصلاح، مؤكدين حرصهم الفاعل على الإنخراط الجاد والمسؤول في الإصلاحات الهيكيلة لهذه المصيدة والتضحية لصالح المحافظة على المصايد، ، حتى وإن إقتضى ذلك التوقف لمدة غير يسيرة لإسترجاع المخزون ، شريطة خروج المعهد الوطني للبحث في الصيد ومعه صناع القرار ، بخارطة طريق واضحة المعالم تلزم مختلف المتدخلين، في أفق إستعادة المصيدة ، حيث أن  الدورة سجلت إعلانا صريحا من طرف مجهزين نافذين في قطاع السردين، إستعدادهم للتوقف والدخول في راحة إستثنائية مهما كانت مدتها وتفاصيلها. فيما تم توجيه عناية كتابة الدولة إلى التفكير في مواكبة المهنيين في هذا التوجه ، بما في ذلك التفكير الجاد في طريقة تواكب المجهزين لدعم البحارة وتجاوز العقبة الإجتماعية في هذه المرحلة الحساسة.

وكان المعهد الوطني للبحث في الصيد قد ربط تراجع المصيدة  بمجموعة من المعطيات الذاثية والموضوعية ، وأخرى بفعل البشر ، لاسيما الصيد غير القانوني و تنامي التهريب فإنسجاما مع المعطيات فإن صيد الأسماك السطحية الذي يتم بشكل غير القانوني يشكل أزيد من 30% إضافية على مجموع الكوطا المسموح بصيدها سنويا عبر السواحل المغربية، لتكون بذلك المحصلة  تزيد عن 130%، وهو عبئ كبير ينعكس بشكل مباشر على مخزون الأسماك السطحية على المدى القريب والمدى المتوسط بنسبة استنزاف تصل إلى 15% كل سنة، بما يعني أنه، وإذا ما إستمر الوضع على ما هو عليه، ففي العقد القادم  قد تختفي الأسماك السطحية من سواحلنا.  

وسجل المعهد في تقرير سابق تأثير الإستغلال المفرط على  المصيدة،  كما عدد المعهد أسباب هذا التراجع بين الضغط الممارس على المصيدة إلى جانب التأثير المناخي الذي يعرفه العالم على العموم، ناهيك عن ظاهرة النينو التي سجلتها السواحل في السنتين الاخيرتين، والتي  جعلت المياه في درجة حرارة غير إعتيادية بشكل لا يتناسب مع الفترة الزمنية ، حولت الوسط البحري إلى محيط غريب على مجموعة من الأنواع البحرية، وهو ما يؤكد غياب السردين، وظهور انواع أخرى هي اليوم تتنامى بشكل متزايد.

Jorgesys Html test

تعليق 1

  1. نقطة نظام.
    للجواب على هذه التساؤلات المشارة عبر المقال.
    ادعو السيدات والسادة المعنيين بهذا الموضوع مشاهدة هذا الوثائقي الاستثنائي.
    قبل أسابيع قليلة من انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات في نيس، من 9 إلى 13 يونيو/حزيران 2025، نشر الصحفي تشارلز فيلا تحقيقًا جديدًا بالتعاون مع بلوم بعنوان “أوميرتا، فضيحة الصيد الصناعي”.
    خلال شهادات الصيادين والعمل الاستقصائي، اكتشف التحديات التي يجب على قطاع الصيد التغلب عليها لضمان استمرارية الوظائف، وحماية التنوع البيولوجي والمناخ، والانتقال إلى صيد مستدام.
    شهادات الصيادين.
    تأجير الحصص.
    المراقبة، مهام دولة الميناء.
    ميناء الإنزال في هولندا.
    الغرامات/الملاحقة الجنائية.
    منطقة الصيد.
    تحديات الحكومة الفرنسية.
    لوبيات الصيد البحري.
    شركاء قطاع الصيد البحري في معرض باريس للزراعة (الجناح الفرنسي).
    التكنولوجيا/معدات الصيد.
    المعهد الفرنسي لإستغلال البحار.(IFREMER).
    https://bloomassociation.org/lomerta-scandale-de-la-peche-industrielle-une-enquete-de-charles-villa/

أضف تعليقا

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا