بلغ حجم مفرغات سفينة الصيد الدانماركية العاملة بالمياه المبردة المسماة “JUNIOR” من سمك الرابوز بميناء طرفاية أزيد من 9000 طن من هذا النوع السمكي، الذي شكل في وقت سابق كابوسا لمهني صيد الأسماك السطحية الصغيرة بجنوب المصيدة الوسطى وشمال المصيدة الجنوبية.
وكشفت مصادر مطلعة أن السفينة أفرغت أزيد من 9100 طن من هذا النوع من الأسماك، في الفترة الممتدة من 30 أكتوبر 2019 إلى غاية 19 يناير 2020، بقيمة مالية فاقت 8.7 مليون درهم، خصوصا وأن هذا النوع من الأسماك، يتم تفريغه لصالح شركتي “CIBEL TANTAN” و”Alpha Atlantique de tarfaya”. وهما الشركتين اللاتين كانتا قد عبرتا في وقت سابق، عن اهتمامهما بالإنخراط في عمليات التثمين والمعالجة، ضمن معامل الدقيق والزيت، عبر طلبات للعروض خصصت لهذا الغرض.
وتواصل السفينة الدانماركية عملها في استهداف أسماك الرابوز، تحت إشراف المعهد الوطني للصيد البحري، الذي يحضر إلى جانب السفينة في المواكبة و المرافقة، والتقييم. حيث ظل المعهد يراهن على تحويل الرابوز من معيق في عملية الصيد، إلى منعش لبعض الصناعات البحرية، وذلك من خلال تدبير عملية صيده و تثمينه، عبر وجهات الدقيق و الزيت، و كدا التعليب و التصبير.
وقالت مصادر مهنية محسوبة على مهنيي الصيد الساحلي تنشط بميناء العيون، أن سمك الرابوز لم يعد يشكل اليوم عائقا أمام رحلات الصيد، كما كان في مطلع السنة الماضية. فيما شوهد إنتعاش في مصيدة السردين في كثير من المناطق بجنوب المصيدة الوسطى، التي كانت رحلات الصيد بها مع بدايات 2019 عجافا، حيث ظلت مراكب الصيد تغربل المياه، غير أن الشباك كانت تعود في أحسن الأحوال محملة بسمك الرابوز. وهي الظاهرة التي تناقصت بشكل كبير حد الغياب مع بداية الموسم الجديد.
وحسب مصادر مطلعة من ميناء طرفاية، فإن الحصيلة تبقى جد مشجعة، خصوصا وأن المؤشرا الرقمية قد فاقت التوقعات، باعثة بذلك إشارت إيجابية، في التعاطي مع هذه الظاهرة، التي روعت الصيادين ، وهددت مصايدهم لمدة غير يسيرة بالمصيدة الوسطى كما بشمال المصيدة الجنوبية. وذلك لكون المصيدة التي تستوطنها هذه الأسماك، التي تعيش في شكل جماعات، وتتحرك بنفس الشكل، هي عادة ما ينفر منها السردين، الذي يتعرض لهجمات هذا النوع من الأسماك .
ولقي توجه إدارة الصيد ومعها المكتب الوطني للصيد والمعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، بإختيار السفينة الدانماركية للقيام بمهمة مواجهة سمك الرابوز بالسواحل الجنوبية، إشادة كبيرة من طرف عدد من التمثيليات المهنية ، التي وصفت الإختيار بالصائب إلى حد بعيد. خصوصا وأن النتائج المحققة إلى حدود اليوم تبقى حسب تعبيرها مدهلة، وتبعث على الإطمئنان والتفاؤل، في الحد من إنتشار الظاهرة، التي شكلت كابوسا مخيفا للمهنيين، لاسيما بجنوب المصيدة الوسطى، التي عرفت توسعا رهيبا للظاهرة مند آواخر سنة 2018 .
وتتوفر السفينة الدانماركية على تقنيات جد هامة في التعرف على النوع المستهدف “la bécasse de mer” ، إلى جانب آليات مهمة خصوصا على مستوى الرصد ، وكذا المعطيات التقنية المرتبط بالتحكم في الشباك على مستوى الخفظ والرفع ناهيك عن الشفط. وهي كلها معطيات يسرت عملية الصيد، وجعلته مرنا أكثر مما هو متوقع حسب شهادات أدلت بها مصادر متتبعة للعملية لجريدة البحرنيوز.