أصبحت مجموعة من أساطيل الصيد بالموانئ الأوربية خصوصا إسبانيا عاجزة عن الخروج في رحلات صيد بسبب الإرتفاعات الصاروخية لأسعار المحروقات ، ما جعل الكثير من المراكب تدخل في توقف إضطراري.
وكانت شبكة الأندلس الإخبارية قد نقلت عن مانويل فرنانديز، رئيس الاتحاد الأندلسي لنقابات الصيادين في تصريحه للصحافة، أن مابين 50 و 60 في المائة من الأسطول توقف عن العمل بسبب ارتفاع أسعار الوقود.
وأضاف المسؤول الأوربي أنه في ظل عدم وجود حل اقتصادي قابل للتطبيق”، فسيتم تحديد يوم “من المرجح أن يكون اليوم الحادي والعشرين من الشهر الجاري سينضم باقي الأسطول إلى التوقف النهائي عن العمل”. فيما أدى الارتفاع الكبير في أسعار الوقود، والذي تضاعف منذ بدء الحرب الروسية في أوكرانيا، إلى رغبة العديد من ملاك القوارب تركها أو بيعها بصفة نهائية.
ومن المنتظر أن تعرف السوق الأوربية نقصا حادا في التموين بالمنتوجات البحرية، ما سيشكل فرصة أمام المصدرين المغاربة لتعزيز صادراتهم نحو هذا السوق، وبالتالي تحقيق سيولة مالية من العملة الصعبة في ظل الظروف الصعبة التي تمر منها البلاد، بسبب الجفاف وكذا تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، وكذا تبعات الأزمة الصحية.
إلى ذلك فالمجهزون المغاربة خصوصا في الصيد الساحلي، ليس بمعزل عن معضلة تطورات سوق المحروقات، حيث ظلت الأصوات تطالب الدولة بالتدخل لخلق نوع من العدالة في توزيع المحروقات بين أساطيل الصيد، خصوصا وأن هناك فرق صارخ على مستوى أثمنة التزود بين الصيد الساحلي والصيد الصناعي، وهو ما جعل تمثيليات مهنية تطالب الحكومة بوضع حد لهذه الفوراق غير المبررة .
وتزامنا مع الإرتفاعات المتزايدة في أثمنة المحروقات، يعيش مهنيو صيد الأسماك السطحية الصغيرة، أحد أصعب المواسم، في ظل الصعوبات والتحديات التي تواجه المصايد، التي تعرف شحا كبيرا من حيث المصطادات، وهو ما جعل مجموعة من المراكب، تؤجل إنطلاقتها الرسمية لمواعيد قادمة، في إنتظار إنتعاش المصيدة ، وعودة أسماك السردين إلى الظهور بالشكل المطلوب.
