كشفت مصادر مهنية بالداخلة أن مصيدة الأسماك السطحية الصغيرة تعرف متغيرات قوية هذا الموسم، سيكون لها الأثر السلبي على إستهلاك الكوطا الفردية المخصصة لمراكب الصيد الساحلي. فيما تعيش الساحة المهنية على وقع الرقب في إنتظار ما ستعرفه الأسابيع القادمة تزامنا مع التغرات المناخية التي تطبع فصل الخريف.
ويرى الفاعلون أن المصيدة تعرف تقهقرا في اسماك السردين، الذي ظهر في مناسبات محدودة في الشهور الآخيرة. وهو المعطى الذي عقد من مأمورية المهنيين في الحصول على الرشم ، الذي يصالح هذا النوع من الأسماك مع شباك المراكب. إذ تبدل مجهودات كبيرة من طرف المراكب سعيا وراء السردين ، حيث بدأت بعض المؤشرات تحمل إشارات بقرب الفرج، حيث عرف ميناء المدينة الأسبوع الماضي تفريغ كميات محدودة من السردين قبل أن يختفي من جديد.
وبالمقابل أكدت ذات المصادر أن مجموعة من المراكب وجدت ظالتها في الإسقمري “كابيلا” والبوري، حتى ولو بكميات محدودة، غير أن ميزة هذين الصنفين هما يخضعات للبيع بالدلالة، وقيمتهما أكبر من عائدات السردين . إذ فسر فاعلون مهنيون هذا التقلب الذي تعرفه المصيدة ، بإرتفاع درجة مياه البحر لاسيما وأن أسماك الإسقمري، هي عادة ما تظهر في مياه دات درجة حرارة مرتفعة، مقارنة مع تلك التي يحبدها السردين، فمياه المصيدة الجنوبية لازالت وفية لفصل الصيف، في حدود 20 درجة في حين إعتاد الفاعلون المهنيون ظهور السردين في مياه ذات 18 درجة حرارية . إذ أكد أحد النشطاء المهنيين أن مشكل غياب السردين راجع إلى “الزون أو المحمية ودرجة حرارة المياه وبعض أنظمة الصيد المعتمدة بالمصيدة، والتي تمارس ضغطا قويا على المخزون، إلى جانب المرميات إلى البحر .
إلى ذلك افاد ذات المصدر ، أن مراكب الصيد تنشط هذه الأيام في البوري والإسقمري ، هذا الآخير الذي تسيطر عليه الأحجام المتوسط “M” التي تتراوح بين 11 و12 وحدة في الكيلوغرام والصغيرة “S” والتي عادة ما تكون على شكل مخلوط ، مع تسجيل محدودية على مستوى الأحجام الجيدة التي تتراوح بين 4 إلى 5 وحدات في الكيلوغرام، فيما تتراوح الأثمنة حسب الأحجام بين 3 و4.5 دراهم.
وعرفت سنة 2021 تفريغ ما مجموعه 371 ألفا و693 طن من السردين ، بقيمة معاملات بلغت 643 مليون درهم. فيما تم إفراغ حوالي 528 طنا من الماكرو بمقابل مالي في حدود 1.33 مليون درهم حسب أرقام رسمية كان قد أدلى بها مندوب الصيد البحري بالداخلة، المصطفى أوشكني، للصحافة شهر ابريل الماضي.
وإعتمدت إدارة الصيد مع بداية الموسم الجديد مجموعة من التدابير الرامية لحماية المصيدة، منها إقرار شهر يناير، كراحة بيولوجة بمصيد الأسماك السطحية الصغيرة قبالة سواحل الداخلة وبوجدور. ورفع المسافة الممنوعة من الصيد السطحي بين المتوازيين 24درجة شمالا و25 درجة شمالا، إلى 20 ميلا بحريا، يتم إحتسابها إنطلاقا من خطوط الأساس، بدل 15 ميلا، والتي تم إقرارها في الفصل الأول من القرار رقم 17-1520، الصادر بتاريخ 20 رمضان 1438 الموافق ل 15 يونيو 2017، المتعلق بمنع المؤقت لصيد بعض الأنواع السمكية السطحية.
يذكر أن هذه الإجراءات جاءت بناء على توصيات المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، اليذ كان قد دق ناقوس الخطر بخصوص المصيدة السطحية التي تواجه مجموعة من التحديات على مستوى الكتلة الحية ، داعيا في ذات السياق إلى التعجيل بإتخاذ تدابير تخفف الجهد على المصيدة، مع مراجعة مسافة الصيد، وإتخاذ فترات راحة تضمن إعادة التوازن للمصيدة.