إحتفل العالم أمس الجمعة 14 يوليوز 2023 باليوم العالمي لأسماك القرش، وذلك بهدف الحث على الحفاظ عليها باعتبارها من أساسيات توازن السلاسل الغذائية بالمحيطات نظرا لاكتساحها قمة الهرم الغذائي.
وأكد محمد رضا الدردابي رئيس الجمعية المغربية لحماية البيئة البحرية والتنمية المستدامة، في تصريح خص به جريدة البحرنيوز، ان أسماك القرش تعد حلقة مهمة في الحفاظ على توازن النظام البيئي البحري، بحكم مساهمتها في تنظيم مخزون بعض الأحياء البحرية، الأمر الذي ينعكس ايجابا على المحافظة على صحة البحار و المحيطات ككل، موضحا في ذات الصدد ان السواحل البحرية التابعة للمملكة يتواجد بها حوالي 40 نوعا من أسماك القرش، تتم عملية تسييرها وتنظيمها عبر مخطط تهيئة يرمي إلى المحافظة على هاته الأنواع، وتتبع عمليات الصيد المرتبطة بها، تماشيا مع مجموعة من القرارات الوزارية، تحدد الأنواع المسموح بصيدها والأسماك الممنوع صيدها لمدة محددة.
وأفاد رئيس الجمعية في سياق متصل أن الجهات المسؤولة على قطاع الصيد البحري، تعمل على تقنين عملية صيد بعض النوع من هذه الأحياء البحرية فيما تمنع أخرى، بغرض المساهمة في خلق التوازن البيئي، إذ أضاف الدرداني أن مجموعة من الأنواع السمكية التابعة لصنف القروش الممنوع صيدها داخل السواحل البحرية للمملكة في وقتنا الراهن، ولمدة حددتها الجهات المسؤولة في 5 سنوات.
ومن هذه القروش يبرز القرش الحريري Charcharhinus Falciformis، وسمك القرش النهم الولود Lamna Nasus، والتي منعت بموجب القرار الوزاري لوزير الفلاحة و الصيد البحري و التنمية القروية والمياه والغابات رقم 2095.20 الصادر في 7 ذي الحجة 1441 28 يوليوز 2020. بالإضافة الى القرار الوزاري رقم 2526.22 الصادر في 26 صفر 1444 23 شتنبر 2022 الذي يمنع صيد القرش المحيطي Charcharhinus Longimanus، القرش الثعلب ذو الأعين الكبيرة Aliopas Superciliosu وكذلك أنواع سمك القرش المطرقة Famille des Sphyrnidae، ما عدى النوع (Sphyrna Tiburo).
ودعا الفاعل الجمعوي في ذات الصدد المنظومة البحرية بالمغرب الى استعمال وسائل صيد انتقائية مع تطوير المعرفة حول هذه الأنواع من أسماك القروش بغرض المساهمة بشكل جماعي في دعم جهود المحافظة على هدا النوع من الأحياء البحرية.
يذكر أن أسماك القرش تنتمي إلى فصيلة القروش (Elasmobranches)، و هي تعد أسماك غضروفية حيث تتوفر على هيكل عظمي مكون من الغضروف بدلا من العظام الحقيقية التي تتوفر عليها الكائنات الأخرى. طبيعة هذا الهيكل تمنح أسماك القرش مرونة كبيرة و سلاسة في الحركة.
تتنفس أسماك القرش عن طريق نظام خياشيمي يتكون عادة من 5 إلى 7 خياشيم يمكنها من استخلاص الأكسجين من ماء البحر. وتمتاز هذه الأنواع كذلك بتوفرها على أعضاء حسية متطورة تساعدها في عملية البحث عن الطرائد والتفاعل مع البيئة الخارجية. إذ يوجد بمحيطاتنا حوالي 500 نوع من أسماك القرش بأشكال و أحجام و سلوكيات مختلفة، وهي تتواجد بمعظم محيطات و بحار العالم و كذلك بعض الوديان منذ ما يقارب 420 مليون سنة.