تواصل مجموعة أسماك رحال تألقها ضمن المبادرة الإجتماعية الحوت بثمن معقول ، حيث تبصم المجموعة سواء في محلها المركزي بأكادير، او في مجموعة من نقط البيع التي تؤطرها بعدد من مدن المملكة، على أداء قوي يؤكده حجم الإقبال على المبادرة، حيث تعرض المجموعة عدد من المنتوجات البحرية على درجة عالية من الجودة، بأثمنة محددة تتماشى وطموحات المبادرة الرامية لتقديم الأسماك للمستهلك بأثمنة معقولة تحت شعار “إبصال الأسماك للمستهلك هدفنا”.
وعاينت البحرنيوز صباح اليوم السبت على مستوى المتجر المركزي لأسماك رحال بحي الهدى بأكادير ، والتي تعد بالمناسبة أحد أبرز الفاعلين في هذه المبادرة منذ إنطلاقها ، (عاينت) رواجا إستثنائيا ، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك، المكانة التي أصبحت تحضى بها هذه المبادرة لدى عموم المواطنات والمواطنين ، لاسيما وأن هذه السنة تعد هي السابعة في عمر المبادرة، التي كانت قد إنطلقت منذ 2019 بتنسيق بين المجهزين والوزارة الوصية على قطاع الصيد البحري، في خطوة كان الهدف منها إلغاء الوسيط، وضمان وصول السمك المجمد على ظهر بواخر الصيد في أعالي البحار مباشرة للمستهلك .
وتعرف المبادرة إقبالا قويا من طرف المستهلك المحلي، خصوصا وأن حضورها بشكل موسمي، فتح شهية المستهلك على الأسماك المجمدة بعد أن إستأنس بمداقها وسلامتها ، إذ ووفق مجموعة من التصريحات التي إستقتها البحرنيوز داخل المحل التجاري لأسماك رحال بأكادير، أكد عدد من المواطنين ، سعادتهم بهذه المبادرة ، التي أصبحت تعد مناسبة من المناسبات المسجلة في أجنداتهم مع إقتراب وحلول شهر رمضان الأبرك ، حيث نوه المواطنون الذين إلتقتهم الجريدة ، بأهمية الأنواع السمكية المعروضة، والتي تجيب على تطلعات المستهلك ، لاسيما وأن الأثمنة المقترحة لهذه المعروضات، هي تراعي القدرة الشرائية للمواطن، فيما تتيح المبادرة أمام المستهلك خيار الإختيار بأثمنة تفضيلية تتراوح بين 17 و70 درهما للكيلوغرام (وفق ما هو مبين في الملصق المتواجد أسفل المقال) .
ويعول الفاعلون على مبادرة الحوت بثمن معقول في تنويع العرض، وفسح المجال أمام المستهلك المحلي، وفق خيارات مختلفة بين الأسماك، خصوصا وأن المبادرة تقترح مجموعة من الأنواع السمكية التي تحضى بالإهتمام والقابلية في السوق المحلي وبأثمنة تفضيلية. فمع النجاحات التي حققتها المبادرة في دوراتها السابقة تعالت الأصوات الداعية إلى التفكير بجدية، في جعل “الحوت بثمن معقول” حاضرة على طول السنة ، وبشكل مقنن وفق دفتر تحملات يلتزم به الباعة بنقط البيع المحددة سالفا. وهو ما يتطلب مواكبة هذا الإهتمام بمزيد من الانفتاح على المتدخلين والفاعلين، والذي قد تلعب فيه مثل هذه المبادرات دورا هاما، لرفع حجم الإستهلاك الداخلي، ومحاربة الإحتكار.
وتواصل هذه الإلتفاثة المواطنة التي ينفذها مجهزو أعالي البحار بتنسيق مع كل من وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، حصد إعجاب المواطنين، هؤلاء الذين أصبحوا أكثر حرصا على الأسماك المجمدة التي تقدمها المبادرة، بعد أن كان المستهلك ينفر من هذه الأسماك في وقت سابق، غير أن توالي دورات المبادرة قد صحّحت الكثير من التراكمات، وحولت السمك المجمد إلى مطلب للمستهلك . دون إغفال التحولات الكبرى في حضور السمك خلال شهر رمضان الأبرك ، الذي يزحف بثبات نحو مقدمة السنة، وبالتالي مصادفة أشهر عادة ما تتسم بالظروف الجوية الصعبة وكذا محدودية المفرغات السمكية ، وهي معطيات تحتاج لتفاعل إستباقي، عبر الإستثمار في إنجاز وحدات التجميد ، وضمان إنتشارها بمختلف جهات المملكة بما يخدم العدالة الجغرافية في توزيع المنتوجات البحرية على المستوى الوطني.
وتحولت مبادرة الحوث بثمن معقول، إلى مصدر إلهام لعدد من المجهزين والفاعلين في الصيد في أعالي البحار، كما في الصيد الساحلي وحتى الصيد التقليدي وكذا تجار السمك، حيث تحرك الجميع في إتجاه تسويق المنتوجات البحرية، بأثمنة تنافسية، سواء من داخل بعض المحلات التي أحدثت لهذا الغرض، ومن خلال موقع التواصل الإجتماعي والبيع عن بعد ، الذي عرف نشاطا متزايدا في الآونة الأخيرة. ناهيك عن تحريك خدمات ما بعد البيع لفائدة المستهلك.
وبلغة الأرقام فقد شهدت المبادرة تطورًا ملحوظًا في السنوات الستة الماضية، إذ اتسع نطاقها في سنة 2024، لتشمل 22 مدينة، وبلغت كمية المبيعات من الأسماك المجمدة 3800 طن، واستفاد منها حوالي 950 ألف مواطن عبر حوالي 700 نقطة بيع. فيما ستشمل النسخة السابعة من المبادرة حوالي 40 مدينة عبر التراب الوطني، وذلك لضمان وصول الأسماك المجمدة على مثن سفن الصيد في أعالي البحار إلى أكبر عدد من المواطنين. كما سيتم توفير أزيد من 4000 طن من الأسماك عبر حوالي 1000 نقطة بيع على المستوى الوطني، كما تسجل هذه السنة مرة أخرى انخراط مجموعة من أسواق القرب الممتازة، وتعاونية نسائية مختصة في تثمين منتجات البحر في هذه النسخة. بالإضافة إلى ذلك، سيتم تنظيم قافلة متنقلة للأسماك المجمدة، والتي ستتنقل بين بعض المدن حسب الطلب لضمان تلبية طلب المواطنات والمواطنين من الأسماك.