في خطوة تعكس الاهتمام الدولي المتزايد بقطاع الصيد البحري بالمغرب، حلّ وفد رفيع المستوى من منظمة التعاون الدولي الياباني JICA بقرية الصيادين بالصويرية القديمة، في زيارة رسمية تهدف إلى الإحاطة بواقع المهنيين وسبل تطوير المنطقة، وذلك في أفق إطلاق مشروع توسعة متكامل للقرية من الجيل الجديد.
وقد جرت الزيارة بحضور ممثلة عن وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، إلى جانب مندوب المكتب الوطني للصيد والمندوب الفرعي بالصويرية القديمة، حيث تم التأكيد على جوهر هذه المبادرة التي تسعى اليابان من خلالها إلى المساهمة الفعلية في النهوض بالبنية التحتية لقطاع الصيد بالمنطقة.
وأوضحت ممثلة الوزارة أن هذه الزيارة تُعد تمهيداً لسلسلة زيارات مرتقبة سيقوم بها خبراء يابانيون، لاستكمال المعطيات الفنية والبيئية والاجتماعية المرتبطة بالمشروع، مؤكدة أن قطاع الصيد بالصويرية القديمة يكتسي أهمية استراتيجية لما يتيحه من فرص تشغيل وتنمية محلية.
من جهته، أكد ممثل الوفد الياباني أن مشروع التوسعة سينطلق رسمياً في فاتح يناير من سنة 2026، وسيشمل إلى جانب تطوير القرية، خلق مشاريع مدرّة للدخل مدمجة مع النشاط السياحي والبيئي، فضلاً عن تعزيز أنشطة الصيد البحري وتربية الأحياء المائية، في إطار رؤية مندمجة ومستدامة.
وشدّد المتحدث الياباني، على ضرورة استعداد المهنيين المحليين للانخراط الفعّال في المشروع، بروح من المسؤولية والالتزام، مبرزاً أن نجاح المشروع رهين بتعاون الجميع، وباستيعاب أهمية هذه النقلة النوعية التي تهدف إلى تثمين المنتوجات البحرية، وتحسين تسويقها وفق أعلى معايير الجودة.
كما أشار إلى أن إطلاق المشروع سيكون مرتبطاً بتحديث عدة عناصر تقنية وقانونية، منها تدقيق مصادر التمويل والوعاء العقاري، وكذا الإطار التنظيمي للمبادرة، مؤكداً أن المرحلة المقبلة ستشهد زيارات ميدانية جديدة ولقاءات مع المهنيين، لضمان تنفيذ ناجح لهذا المشروع الواعد.
وفي ختام الزيارة، تم تبادل هدايا رمزية بين الوفد الياباني والمسؤولين المحليين، في جو من الاحترام والتقدير المتبادل، ما يعكس عمق العلاقات الإنسانية التي ترافق هذا التعاون الدولي.
وتعكس هذه المبادرة رغبة اليابان في دعم جهود التنمية المحلية بالصويرية القديمة، وتعزيز الشراكة الثنائية مع المغرب في مجالات الاقتصاد الأزرق والتنمية المستدامة، ما يُعد خطوة استراتيجية نحو مستقبل أكثر إشراقاً لقطاع الصيد البحري مهنيي الصيد بالمنطقة على حد سواء.