أصيلة .. أمواج البحر تلفظ جثة البحار المفقود في حادث “ربيعة”

0
Jorgesys Html test

لفظت أمواج البحر صبيحة اليوم الجمعة 28 فبراير 2025 بشاطئ أصيلة ، قبالة مركز الوقاية المدنية جثة البحار المفقود في حادث إنقلاب قارب الصيد التقليدي “ربيعة” قبل أيام ببوابة الميناء .

وتلقت المنظومة المهنية بأصيلة الخبر بكثير من الحرقة والحزن ، خصوصا وأن البحار هو ضحية لقمة العيش، حيث لم يسعفه القدر في النجاة من حادث غادر، ليكون بذلك قربانا للبحر  بعد حادث انقلاب قاربه يوم الاثنين 24 فبراير الجاري، في رحلة بحرية كان يأمل معها طاقم القارب ، في صيد ثمين،  لكن سرعان ما انقلبت الى فاجعة فقدت معها الساحة البحرية احد الوجوه الطيبة وفق روايات محلية متطابقة  .

وتحلق بحارة الصيد حول جثة زميلهم المسمى قيد حياته “براهيم اللواح” يلقون نظرة الوداع بكثير من الحسرة  ، بحضور الجهات البحرية المسؤولة من درك بحري و أمن ومصالح الوقاية الميدانية ، لا تصدق أعينهم أن البحار الذي كان قبل أيام كله حركة وحيوية ونشاط ، هو اليوم جثة هامدة ، تلاعب بها البحر ، ووضع عليها الكثير من العلامات ، التي لا تقل عن علامات الإستفهام الظاهرة على وجوه البحارة، ولسان الحال يتساءل إلى متى ستستمر الحوادث تحصد أرواح الأبرياء ببوابة الموت .

 وتسببت الواقعة في حالة من الصدمة والحزن، جراء فقدان أحد رواد مهنة الصيد البحري التقليدي ، الذي ظل يطغى على شخصيته المهنية البسيطة، الكثير من الإصرار والعزم والاستمرارية لكسب قوت يومه انطلاقا من ميناء اصيلة ، حيث عمل الراحل بحارا بقوارب الصيد،  قبل ان يتوقف عن الإبحار و يمتطي دراجة ثلاثية العجلات داخل ميناء اصيلة يقوم بحمل البضائع ، إلا ان الحاجة عجلت برجوعه لممارسة مهامه البحرية في قارب ربيعة،  لقرابة اربعة سنوات متواصلة وبكل احترافية ، قبل ان يضع الحادث نهاية مأساوية لتجربة حياتية لم تستقر على حال..

قدر الله وماشاء فعل يقول مهنيون من معارف الضحية، الذين لم يستوعبوا الخسارة البشرية الفادحة بعد.  هؤلاء الذين وجهوا أصابع الاتهام لبوابة الميناء، موضحين أن إشكالية الترمل عادت من جديد، لتشكل كابوسا مرعبا للفاعلين المهنيين. إذ انكبت تصريحاتهم، على المطالبة بإعادة هيكلة البوابة، باعتبارها تفتقد لأدنى الشروط التي تطبع مجال السلامة البحرية. و التي برزت في الحادث الذي أودى بحياة البحار ، الذي لفظت أمواج البحر جثته صبيحة اليوم. على مقربة من مسرح الحادث ،  تقول المصادر بقرابة 500 متر ، وذلك بعد أن صادف بعض من البحارة الجثة وقد رماها البحر على الشاطئ الرملي ليقوموا على الفور بإبلاغ الجهات المسؤولة.

يذكر أن إبراهيم اللواح الاسم المعروف بالاوساط المهنية ظل يعتبر قيد حياته من المهنين الأكفاء،  العاملين بصمت، حيث يساهم في الترويح عن نفس كل من صادفه والتقى به، من خلال عفويته الدائمة واحتكاكه بمهنة الصيد ، الأمر الذي خلق له سمعة وشعبية بالساحة البحرية . فيما رحل الفقيد عن عمر يناهز 50 سنة مخلفا وراءه بنتين ، تاركا وراءه قصصا وروايات جمعت ماهو مهني بما هو انساني، فرحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته وألهم ذويه الصبر والسلوان. وإنا لله وإنا اليه راجعون.

Jorgesys Html test

أضف تعليقا

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا