كشف مهنيو الصيد التقليدي بميناء أصيلة عن مجموعة من الصعوبات الميدانية، التي بات يتخبط فيها مهنيو الصيد التقليدي. وهو الأمر الذي ساهم بشكل مباشر في وقفرحلات الصيد البحري وما يرافقها من أنشطة بميناء أصيلة، بسبب صعوبة ولوج وخروج قوارب الصيد التقليدي من بوابة الميناء.
وخلف مشروع تأهيل بوابة ميناء أصيلة خيبة أمل في صفوف مهنيي الصيد التقليدي حسب قول المصادر المهنية، وذلك منذ انتهاء أشغال تأهيل بوابة الميناء وإنجاز الرصيف البحري بميناء المنطقة. وذلك بسبب تراجع أيام الإبحار بشكل كبير، حيث لم ينجح معها اسطول الصيد التقليدي بتجاوز رحلتين بحريتين في عز انطلاقة موسم الاخطبوط، مكنت الأسطول من صيد ما يقارب 120 كيلوغرام من الاخطبوط بصفة اجمالية منذ بداية الموسم الشتوي ، في ظل المخاوف من وقوع حوادث بحرية.
وكان مهنيو الصيد التقليدي قد عبروا في تصريحات متطابقة لجريدة البحرنيوز، عن رفضهم للأشغال التي كانت قد باشرتها الشركة المكلفة، من أجل تأهيل بوابة الميناء، مطالبين بعدم استئناف الأشغال بالورش المفتوح، إلى حين النظر في المستجدات البنيوية، بشكل توافقي يجمع مهني الصيد بالمصالح المينائية بالمنطقة، بهدف بناء تصور شامل، يستحضر أراء مهني الصيد العارفين بخبايا المنطقة البحرية و ظروفها.
وأكدت المصادر المهنية أن الوضعية الحالية لبوابة الميناء فرضت على الأطقم البحرية عطالة إضطرارية، دفعت بمجوعة من مهنيي الصيد التقليدي إلى التفكير في الانتقال إلى موانئ مجاوزة، خصوصا منها ميناء طنجة والعرائش، بغرض تفادي التحديات التي تواجه الميناء المحلي ، لاسيما على مستوى بوابة الميناء المعروفة ببوابة الموت في الأوساط المهنية، نظير الشكل الهندسي. هذا الاخير الذي تسبب في تراكم الرمال، بسبب وجود التيارات البحرية، والتي تنضاف إليها ترسبات واد لحلو، الذي يصب بمقربة من الحوض المينائي المنجز مؤخرا. وهي عوامل طبيعية ساهمت بشكل مباشر في توقف اسطول الصيد التقليدي، عن مزاولة مهامه البحرية مخافة من نشوب حوادث بحرية.
واشارت المصادر المهنية في ذات الصدد أن الحوض المينائي وبوابة الميناء، لا يتماشيان مع تطلعات مهنيي المنطقة، في ظل الصعوبات البحرية التي تواجه مهنيي الصيد بالمنطقة، حيث تأزم الوضع المهني أكثر مما كان عليه الأمر في وقت سابق. إذ ستظل البوابة تشكل عائقا حقيقيا، أمام سير الأنشطة البحرية الاعتيادية، مهددة سلامة الأرواح والقطع البحرية، بتعاقب حالة المد والجزر طوال السنة.