عبّرت جهات محسوبة على مهنيي الصيد التقليدي بميناء أصيلة عن إستغرابها من الإختيار غير الصائب، الذي تم إعتماده لموقع التخلي عن الرمال والترسبات المنتشلة من بوابة الميناء والحوض المينائي من طرف السفينة المتخصصة التي شرعت في نشاطها مند ايام بالمنطقة.
وأوضحت أصوات مهنية محلية، أن مكان طرح الترسّبات الرملية و مخلفات الأزبال الذي يبعد بحوالي ثلاث أميال غرب ميناء أصيلة، يعد منطقة بحرية حيّة تعرف تكاثر مختلف الأنواع البحرية. مبرزة أن هذا الإختيار كان من المفروض أن يكون محط تشاور، حتى لايقع مثل هذا السلوك الشاد، الذي يهدد البيئة البحرية المحلية . خصوصا أن ضمن المواد المنتشلة هناك رواسب المواد البلاستيكية والمطاطية والصلبة، والنفايات والزيوت الصناعية والأوحال…
وأبرزت ذات المصادر في تصريحات متطابقة لجريدة البحرنيوز، أن مكان طرح الأوحال الذي اعتمدته الشركة المعنية، يعتبر من المناطق الحيوية، التي تتكاثر فيها مختلف الأحياء البحرية من قبيل لانكوست ، الروجي، الميرو ، الدوراد، الصول …. كما تشتهر بنشاط كثيف للغطاسين. وهو موقع يقع على بعد ثلاث أميال غرب ميناء أصيلة على مقربة من كهف لحمام.
وكشفت المصادر أن محاولات المنهنيين في تنبيه ربان السفينة قد باءت بالفشل، حيث تم تسجيل مجموعة من المحاولات ، غير ان الربان يمنع التجاوب، فيما يشدد مهنيو الصيد التقليدي باصيلة على ضرورة تحرك الجهات المسؤولة وتحديد لقاء بيمهني مستعجل لدفع الشركة إلى تغيير موقع التخلي عن الرواسب والرمال..
إلى ذلك كشفت مصادر مهتمة للبحرنيوز، أن عملية الجرف وتنقية وتطهير ممرات أبواب الموانئ و الأحواض، هي تتم بناءا على تقارير ودراسات دقيقة، يتم إعدادها في وقت سابق، تحدد مختلف المعطيات المرتبطة بطريقة الإشتغال وكذا المسافة والأعماق، إلى جانب الأمكنة المقترحة لنقل الأجسام المنتشلة ، وهي عمليات تبقى محط تنسيق وتتبع ومواكبة من طرف مختلف الفاعلين.
وأبرزت ذات المصادر أن إلتزامات المغرب في مجال المحيطات وإستدامة الموارد البحرية ، تمنع التخلي عن كل ما من شأنه الإضرار أو الإخلال بالبيئة البحرية عموما في البحر، مشيرة في ذات السياق أن المرميات الناجمة عن عميليات الجرف وتطهير الأحواض المينائية، هي محط إلتزامات وتعاقدات مسبقة مع الشركات المعنية وفق دفتر تحملات يحدد مختلف الضوابط التي تهم هذه العملية.
وتشير المصادر أن سواحل المنطقة تشهد منذ سنوات تراجعا رهيبا لمجموعة من الأصناف البحرية، في غياب تام للاسباب الرئيسية وراء هذا التراجع. حيث تسود مخاوف محلية من أن تعقد هذه المرميات، التي تتم في موقع إسترتيجي من الوضع البيئي الساحلي، وهو المعطى الذي ستكون له أضرار على مواقع تكاثر الأسماك.