تتواصل بمربع الصيد على مستوى ميناء أكادير أشغال إعادة تهيئة وإستصلاح أرصفة مربع التي أطلقتها الوكالة مند أسابيع على مستوى الميناء ، حيث شكل الرصيف الجنوبي المخصص لرسو وتفريغ مراكب الصيد الساحلي وتفريغ السمك الصناعي منطلقا لهذه الأشغال.
وعاينت البحرنيوز مجموعة من الأليات الراسية بموقع الأشغال وكذا العمال المنهمكين في تنفيذ الأشغال خصوصا حفر أرضية الرصيف الجنوبي للمربع، حيث تعول الوكالة الوطنية للموانئ على تسريع لإنجاز من طرف الشركات المتعاقدة، خصوصا وأن العملية تتم بشكل مرحلي على مستوى الأرصفة ، بما يتيح رسو المراكب وتفريغها على مستوى باقي أرصفة المربع. فيما لا نقاش في أوساط مهنيي الأسماك السطحية الصغيرة، سوى عن موعد الإنتهاء من هذه الأشغال التي أصبحت تثير الكثير من المخاوف ، على مستوى مستقبل رسو المراكب ، في أفق عودة سفن أعالي البحار لإستغلال رصيفها التقليدي -6 ، الذي يعد اليوم متنفسا مؤقتا للعديد من مراكب الصيد الساحلي .
ووفق المعطيات الأولية التي حصلت عليها البحرنيوز في وقت سابق ، فإن المشروع الذي تمتد تفاصيله على 24 شهرا هي تدخل في برنامج يروم تأهيل ميناء الصيد والذي كانت قد إنطلقت أشغاله بتهييء ارصفة الصيد التقليدي، إذ ستتوزع الأشغال على شطرين كبيرين، تتفرع إلى مراحل للحفاظ على نشاط المراكب في المربع المينائي، خصوصا وأن الأمر يتعلق بأشغال فوقية وتحت مائية، تحتاج لدرجة عالية من الكفاءة والدقة، حيث تبقى الغاية هي إعادة تجهيز مربع الصيد وتأهيل بنياته التحتية والحمائية ، وتقوية بعض دعائمه، مع تجديد تجهيزاته من قبل السلالم و”الطاكيات” وأليات الربط…
وستكون المرحلة الثانية هي إعادة إنجاز الرصيف المحادي لمحطة تزويد المحرواقات، والذي تضرر بشكل كبير، إلى حدود التفكك، وأصبح يشكل خطرا على سلامة الرسو والمناورة بمربع الصيد، حيث أن هذه المنطقة أصبحت محط قلق للمسؤولين والفاعلين المهنيين، بالنظر للخطر الذي أصبحت تشكله على مستعملي الرصيف والحوض المينائي عموما، بإعتبار هذه الجهة من الرصيف أصبحت عاجزة عن أداء دورها في الحماية وكذا صعبوبة إستغلال جوانبها من طرف المراكب، التي أصبحت تبتعد بمسافات عن المنطقة المتضررة.
ويعد مربع الصيد القلب النابض على مستوى قطاع الصيد بالمنشأة المينائية لحاضرة الإنبعاث، إن لم نقل على مستوى موانئ المملكة ، بالنظر للحركة القوبة التي تعرفها هذه المنطقة الإسترتيجية، التي تتوسط المركب المينائي ، من حيث مناورات المراكب على إعتبار أن مختلف مراكب الصيد الساحلي تلج هذا المربع من أجل تفريغ مصطاداتها سواء على مسوى الرصيف المخصص للسمك الصناعي، ونظيره المخصص لمراكب الصيد بالجر والخيط، التي تفرغ مصطاداتها في سوق السمك ، ناهيك عن تواجد عدد كبير من قوارب الصيد التقليدي ناهيك عن كونه يعد بوابة “أمزلق” لأحد الأوراش المهمة للصيانة والإصلاح بالميناء . وهو ما يفرض تنسيقا قويا بين مختلف الفاعلين من أجل التفعيل السلس للإصلاحات المنتظرة.
وكانت وكالة الموانئ قد إستبقت إطلاق الأشغال بسياسة تواصلية مع مهنيي الصيد الساحلي، قصد الإخبار ببداية إنجاز أشغال وإعادة تأهيل أرصفة مربع الصيد بميناء أكادير. حيث دعت الوكالة جميع مستعملي ميناء الصيد إلى الإنخراط في إنجاح هذه المشاريع، والإلتزام بالتوجيهات والتدابير التي تصدرها قبطانية ميناء أكادير. فيما تم وضع لافتات إخبارية لحث المهنيين على الإنخراط في هذه المشاريع الواعدة .
وكانت الوكالة الوطنية للموانئ قد رصدت في إطار برنامجها الإستثماري للفترة ما بين 2022-2024 غلافا ماليا قدره 345 مليون درهم لموانئ الصيد والأنشطة المرتبطة بها. حيث رصدت الوكالة أزيد من 49 مليون درهم لميناء أكادير من أجل إعادة تأهيل أرصفة الصيد وكذا الأرصفة العائمة المستخدمة من طرف مهنيي الصيد البحري ، وفق ما أعلنه وزير التجهيز والماء في تفاعل سابق مع سؤال كتابي بمجلس النواب حول ” تأهيل البنية التحتية المينائية” .