إحتضن مقر قبطانية ميناء أكادير أمس الثلاثاء 22 يونيو 2021، اجتماعا مهنيا بطابع تحسيسي، حول مهام واختصاصات الوكالة الوطنية للموانئ في مجال المحافظة على البيئة داخل المركب المينائي بحضور ثلة من ممثلي المهنيين، وإحدى الجمعيات الفاعلة في المجال البيئي، فضلا عن شركة المناولة المكلفة بتنظيف الأراضي المسطحة، وجمع النفايات.
وإستهل اللقاء بتقديم أحد أطر الوكالة الوطنية للموانئ نبدة عن اهتمامات، واختصاصات الوكالة الوطنية للموانئ، في مجال المحافظة على البيئة، كما شمل العرض المقدم، الموقع المتميز والإستراتيجي للمملكة المغربية، باعتباره مركز تقاطع أهم المحاور التجارية العالمية، والساحل البحري للبلاد الذي يمتد لحوالي 3500 كلم.
وتطرق إطار الوكالة الوطنية للموانئ بأكادير إلى الأهمية الخاصة التي تكتسيها المبادلات التجارية عبر الموانئ الوطنية بأزيد من 95 % من المبادلات التجارية الخارجية، من قبل تزويد البلد بالمواد الضرورية كالحبوب، والمواد الطاقية، فضلا عن أنها نقطة عبور للصادرات الوطنية من الفوسفاط ومشتقاته، والحوامض، وكدا الأنشطة المتصلة بالمنتجات البحرية. حيث قدم في ذات السياق محاور التعريف بالبطاقة التقنية لميناء أكادير، وتطور الرواج التجاري السنوي داخله، وحجم رواج الصيد البحري، والتحديات البيئية، وسياسة الوكالة في مجال حماية البيئة، والتحسيس بالقضايا البيئية الكبرى بالمدينة.
ومن جهته تقدم ممثل شركة المناولة في الأراضي المسطحة، بشروحات حول مجال اشتغال الشركة في تنظيف الأراضي المسطحة داخل الحزام المينائي، والموارد البشرية واللوجيستية، التي توظفها الشركة المعنية في القيام بدورها وفق دفتر التحملات المنصوص عليه. إذ أن اللقاء يروم رفع مستوى الوعي بين الفاعلين المحليين والمسؤولين، حول الأهمية البيئية والإجتماعية والإقتصادية للأراضي، وإدارتها الجيدة والمستدامة كنظم بيئية هشة، وكوسيلة طبيعية لمواجهة تغيرات المناخ.
وتمحورت المداخلات حول محاور تصب في الحفاظ على البيئة، من خلال الحصيلة الجيدة التي قدمتها جمعية محبي البحر على المستويات الثقافية، والاجتماعية، والإنسانية، وكدا التنموية وأيضا العملية وعلى الخصوص، خططها في الإدارة التشاركية لحماية البيئة من التلوث عبر الاستباقية القائمة على التحسيس، والتأطير. وأيضا عبر حملات التنظيف لشاطئ المدينة، وعمليات الغطس في الأرجاء، كما جاء على لسان عثمان أبلاغ رئيس الجمعية لجريدة البحرنيوز، الذي أكد أن أهداف الجمعية هو التحسيس والتوعية بأهمية إحترام البيئة وتطوير العلاقة معها، ما يجعلنا نربو إلى الإرتقاء بالتربية البيئية، مع إبراز التحديات المطروحة في السياق من قبل التدهور البيئي والتصحر وتغير المناخ وتلوث المياه البحرية، وتراجع الحقوق البيئية.
ومن جهته استعرض عبد الله القاديري رائد ميناء أكادير خلال اللقاء، تقريرا مفصلا حول جنوح سفينة الصيد في أعالي البحار ابن سيناء بحوض الميناء، والتدخلات الحينية للوكالة الوطنية للموانئ، من خلال وضع حواجز مائية مضادة للتلوث، وتوفير المضخات والشاحنات الصهريجية، والقوارب المسطحة المعتمدة في مكافحة التلوث.
وأوضح رائد ميناء أكادير أن الوكالة الوطنية للموانئ اعتمدت المحاور الرئيسية، في حالة غرق سفينة ابن سيناء، بوضع الحواجز والسدود المائية المضادة لتسرب المواد النفطية، وإدماج المركبات المختلفة والمضخات العائمة وخراطيم المياه، التي قامت بضخ المياه المختلطة بالمواد النفطية في الصهاريج، وإجلاء المواد النفطية و نقلها إلى مستودعات شركة المناولة للتنقية والتصفية، والعزل. فضلا عن تنظيف الرصيف والأماكن المحاذية لمسرح العمليات. كما تابعت الوكالة عملية تعيين شركة التأمين لمكتب الخبرة لمتابعة الملف، وإعلان طلب عروض الاهتمام برفع السفينة الغارقة، إلى جانب تأشير إدارة الوكالة الوطنية للموانئ على الخطة العملية لرفع سفينة ابن سيناء، وفق الشروط و القواعد المعمول بها.
واستمتع الحضور بشريط صغير من إعداد جمعية محبي البحر بأكادير، وبعد الانتهاء من الأسئلة، والنقاش تقدمت جمعية محبي البحر في شخص رئيسها عثمان أبلاغ، بشهادة تقديرية لعبد الله القاديري رائد ميناء أكادير، على الجهود الجبارة المبذولة لحماية البيئة البحرية، وكدا الاستجابة وتقديم الدعم والمساعدة للجمعية المعنية في حربها ضد التلوث.