تحن مدينة أكادير لعودة عزيز أخنوش وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات للمنطقة ، وخوض إستحقاقات الانتخابات الجماعية 2021، والمنتظرة شهر شتنبر القادم، وسط رهان على ذات الشخصية لتغيير مجموعة من الأوضاع السلبية التي تعرفها المدينة ، حيث يتطلع السوسيون إلى تسيير وتمثيل أفضل على المستوى المحلي والجهوي والمركزي.
وأطلقت فعاليات محسوبة على المجتمع المدني بجهة سوس ماسة ومجموعة من الجمعيات والتنظيمات، دعوات صريحة تنادي بترشح وزير الصيد الحالي للانتخابات الجماعية المرتقبة بمدينة أكادير، وتدعو الدعوات إلى عودة أخنوش لتمثيل الساكنة من أجل المدينة، وهو ما يؤشر على اكتساب أخنوش لقاعدة دعم متزايد، سواء من مناضلي حزب التجمع الوطني للأحرار والمتعاطفين معه وكذا مهنيي الفلاحة والصيد ، وصولا إلى المواطن الأكاديري الساخط على مجموعة من مسارات تدبير المدينة، والتخبط الذي إعتراها مند سنوات جعلت المدينة تتقهقر في كثير من المجالات ، بل أن الفاعليين المحلين أصبحوا يعيشون على أنقاض نجاحات الأمس القريب .
فاعلون في الصيد : أخنوش سبيرمان سوسي
هذا لسان الحال لدى رجال الأعمال الفاعلين في قطاع الصيد ونشطاء المهنة بسوس الكبير، هؤلاء الذين إختارو إستعمال عبارة “الوزير ديالنا”، وهي عبارة تتشبع من الإنتماء الجغرافي، ناهيك عن الحقيبة السياسية المرتبطة بتدبير شأن وزارة تحولت مع الوقت لأم الوزارات، بين فلاحة وصيد وعالم قروي وغابات، حيث قدم من خلاها الوزير اخنوش إشارات إيجابية وقوية لاسيما في قطاع الصيد، رغم الإنتقادات التي واجهته مع بدايات توليه للقطاع، وكذا إطلاقه للإسترتيجية القطاعية للصيد البحري أليوتيس. إذ ما على منتقديه يقول المتتبعون للشان البحري، إلا الرجوع إلى تاريخ قطاعي الفلاحة والصيد بين الأمس واليوم ، وسيرون ما تحقق في القطاع، الذي أصبح مع الوقت اكثر هيكلة، في ظل المخططات المهمة، التي تم إطلاقها لتأطير القطاع، والتي مكنته من التوفر على بنية قوية تضمن له الصمود امام أقوى الأزمات، كما أكسب القطاع الكثير من التنافسية، أهلته ليحظى اليوم بإهتمام الكثير من الدول على المستوى الإقليمي أو الدولي في إستنساخ التجربة المغربية. بل أكثر من ذلك يحوز ثقة الشباب الراغبين في الحصول على فرصة شغل ، حيث تدفق الألاف منهم على مندوبيات الصيد والإصطبار على الاصطفاف في طوابير طويلة للتسجيل من أجل ولوج مهنة الإبحار.
ونبهت ذات المصادر المهنية التي تحدثث للبحرنيوز، بأن هناك عمل كبير ينجز على مستوى الصيد في أعالي البحار والصيد الساحلي والصيد التقليدي، ويكفي فقط زيارة أورش بناء السفن ، وسيرى المتتبع أن الحركة لا تتوقف بهذه الأوراش على مستوى بناء مراكب وقوارب جديدة، دون إغفال مجهزي الصيد في أعالي البحار الذين إنخرطوا في عملية تجديد أسطولهم. وهم الذين كانوا قبل مجيئ الوزير قبل عقد ونصف من الآن على مشارف بيع سفنهم .بل أن شركات وسفن إختفت من الساحة البحرية بعد أزمة الأخطبوط مع مطلع الألفية الحالية. وهي حقائق تأكد بالملموس أن عملا جبارا قد بدل في القطاع ، لا يمكن تبخيسه . كما انه يؤكد أن هناك شخصية كاريزماتية ل”سبيرمان” تمسك بزمام الأمور، أبدعت في جعل القطاع كخلية نحل ، تتحرك في جميع الإتجاهات، سواء أفقيا او عموديا وبدون كلل. حتى أن قطاع الصيد أصبح اليوم يغري الفاعلين .
رجل المال والأعمال على رأس البلدية.. نفس جديد في تسيير حاضرة سوس!
نجاحات أخنوش في تسيير حقيبة الفلاحة والصيد والتنمية القروية والمياه والغابات رغم شساعتها على مستوى المسؤولية ، يرى فيها نشطاء بسوس الكبير محفزا لإستعادة “عزيز”،الذي خبر التسيير على رأس مجلس جهة سوس ماسة، في فترة تعتبر من الفترات الزاهية على مستوى التسيير والتدبير بالجهة. وهو الذي كان حينها في بداية مشواره السياسي ، فما بلك بالرجل الذي تحول من رجل سياسي يستمد شهرته من الأعمال ، إلى كاريزما رجل دولة، مدجج بالنجاحات، التي راكمها في مجال المال والأعمال، مرورا بالتدبير المحكم للقطاعات الوزارية، التي أشرف عليها، وانتهاء بالنجاح في الهيكلة الكلية لمسار حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي يترأسه على مستوى التنظيم والبرامج.
وهي كلها نجاحات ترى فيها ساكنة سوس من خلال تدوينات فاعلين وتصريحات مستثمرين وكذا نشطاء، محفزا لطلب تحقيق نجاح جديد على مستوى أكادير المدينة، الطامحة لإستعادة مركزيتها السياحية وديناميتها الإقتصادية، بإعتبارها بوابة للتنمية الجهوية، كواحدة من الأوراش الكبرى، التي تحتاج لرجل بمحددات هيكلية. خصوصا وأن المدينة على أبواب تي جي في ، والمستشفى الجامعي والمناطق الصناعية والانفتاح البحري، وكذا تثمين المورت الثقافي، ورهان الإستثمار في العنصر البشري بإختلاف الشرائح الإجتماعية . ما يتطلب حقا “مسبارا” قادرا على التفاعل، يفهم القياسات المعمودية والأفقية ، حيث النقاش المشوب بثقة الفرقاء السياسيين على مستوى المدينة، وكذا دعم الفاعلين الإقتصاديين، دون إغفال عنصر الشباب، الذي يطمح في أناه، أن يكون ناجحا نجاح أخنوش في أعماله وحضوره السياسي، ولسان حاله يقول “لعطاه يعطينا”. لاسيما وان الرجل إشتغل على ذاته وإسمه بشكل كبير . هي محددات قد تصب في مجموعها في إتجاه تعبيد الطريق لأخنوش ليكون واحد من الوجوه التي ستطبع الإستحقاقات القادمة بسوس، كأول محطة لتسلق الدراجات في إتجاه رئاسة الحكومة، كطموح معلن من طرف صاحب عبارة “أغراس أغراس”.
فاعلون في الصيد : ما أشبه اليوم بالبارحة.. هل يفعلها أخنوش؟
يرى فاعلون أن إستعداد اخنوش للتنافس على مدينة أكادير بإلحاح وإيعاز من الفاعلين المحليين، الذين يرون في ترشيحه بالمدينة مكسبا كبيرا لحزب الحمامة، بإعتباره يحمل أمالا كبيرة في الحصول على عمودية مدينة اكادير، هو إستعداد لن يكون مفروشا بالورود ، رغم أن الإرهاصات الأولية تأكد تفوق أخنوش عن المنافسين الذين تتردد اسماؤهم في الكواليس. غير ان ذات الفاعلين يؤكدون أن إستشراف تولي مهام رئاسة بلدية أكادير هو لا يختلف عن تولي الوزير حقيبة وزارة الفلاحة والصيد قبل أزيد من عقد من الزمن ، فكلاهما يدخلهما بتحديات قوية ورهانات نحو الدفع في إتجاه الرفع من تنافسية المدينة ، الراغبة في إستعادة بريقها الذي غطاه غبار الإنتكاسات.
إن اخنوش وهو ستعد لدخول الإنتخابات الجماعية بمدينة اكادير، عليه أن يضع في الحسبان أن المدينة تطوق للتطور، وانها غارقة في التحديات. حتى ان التنمية بها تأخرت بشكل كبير، بعد ان خاصمتها الإستثمارات العمومية في وقت سابق. غير ان الرجل يملك من الخبرة الشيء الكثير، وهو الذي تولى تسيير قطاع الصيد البحري في فترة كان فيها القطاع يئن تحت وطأة الأزمات، لكن ما تحقق للقطاع اليوم وكذا في الفلاحة، يعطي مؤشرات تبعث على الإطمئنان، بكون المسؤولية القادمة في حالة ما زكاها الصندوق في الإستحقاقات القادمة ، ستحمل لامحالة أنباء سارة لمدينة الإنبعاث.