نظمت خلية الإرشاد البحري بمركز التأهيل المهني البحري بأكادير وتحت إشراف محمد شفيق دكتور الوحدة الصحية بالميناء، محاكاة حالة طواريء، توضح التدخل السليم في حالة إصابة بحار بحادث على متن مركب للصيد .
وينبني سيناريو تنسيق التدخل على محاولة إنقاذ بحار بعد إصابته بجرح على مستوى الرأس، أثناء وجوده على ظهر مركب للصيد البحري، حيث تم تقديم مجموعة من التوجيهات من خلال مؤطري هذا التكوين الميداني المرشد البحر الرامي طيرة، بمعية محمد شفيق دكتور الوحدة الصحية بالميناء، حيث تم التأكيد على إلزامية التصرف بسرعة وحذر. فيما نصت التوجيها على تعزيز ثقافة مكونات الطاقم البحرية، لإثقان خطوات الإسعافات الأولية، التي تنطلق عبر تقييم الوضع العام والتأكد أولًا من أن طبيعة المكان ومدى أمنه بالنسبة للبحار المتدخل والبحار المصاب. ليثم فحص مستوى وعي المصاب، هل هو واعٍ ومدى تفاعله قبل أن يتم التحقق مما إذا كان هناك نزيف نشيط على مستوى الرأس .
ويشرع البحار المتدخل في إيقاف النزيف، الذي يتطلب ارتداء قفازات إن وُجدت لحماية كلا الطرفين ، مع إستخدم قطعة قماش نظيفة أو شاش للضغط بلطف على الجرح لإيقاف النزيف. حيث تمت التوصية بعدم الضغط بشدة، لاسيما إذا إشتبه البحار المعالج في وجود كسر في جمجمة البحار المصاب، إذ في هذه الحالة تتم تغطية الجرح بلطف دون ضغط مباشر قوي. ونبه التمرين الميداني إلى أنه في حالة التوجه لتثبيت الرأس والعنق فيجب عدم تحريك رأس المصاب، عندما يكون هناك اشتباه بإصابة في العمود الفقري أو الرقبة، حيث دعا التمرين إلى ثببيت الرأس والعنق في الوضع الذي وُجد فيهما، خاصة إذا سقط من ارتفاع أو تعرّض لضربة قوية.
ولمنع الصدمة دعا التمرين إلى الإبقاء على المصاب مستلقيًا إذا أمكن، مع رفع ساقيه قليلاً، إلا إذا تم الإشتباه بإصابة في الرأس أو العنق فيمنع ذلك ، مع الدعوة إلى تغطية البحار المصاب للحفاظ على حرارة جسمه. كما تم التوجيه إلى مراقبة التنفس والوعي من خلال تتبع التنفس ونبض قلب. حيث من المفروض على البحار المساعد، أن يكون مستعدًا للإنعاش القلبي الرئوي (CPR) إذا لزم الأمر.
وسيكون على البحارة الاتصال بالمحطة الوطنية للانقاذ ببوزنيقة ،قصد الإخبار والإرشاد والتتبع ، كما يتم الإتصال بأقرب نقطة طبية عبر الراديو البحري القناة 16ذات الموجات الترددية العالية.. او القناة 70 لنداء الانتقاء .. أو الهاتف المحمول. حيث يتم طلب الإخلاء الطبي البحري السريع إذا كانت الحالة خطيرة. لتأتي بعد ذلك مرحلة نقل المصاب، التي تتطلب جمع أدوات الصيد بسرعة، إن كانت في الماء، والإنطلاقة الى الميناء الأقرب، بما في ذلك التنسيق مع الإدارات البحرية المعنية، لاسيما مندوبية الصيد البحري من أجل اتخاد الإجرءات اللازمة كتهيئ سيارة الإسعاف..
ومن المفروض أن يكون طاقم الصيد على مستوى القوارب وكذا المراكب والسفن، عارفا بمختلف الخطوات التي تحتاجها حالة الطوارئ في حالة الحوادث ، من أجل ضمان تنسيق الجهود بين أفراد الطاقم وتوزيع الأدوار، بما يضمن التدخل السريع من أجل إنجاد وإنعاش المصابين ، وهو ما يفرض على الأطقم البحرية القيام بتمارين دورية في سياق التكوين المستمر، مع العمل على دراسة الحوادث التي تقع على ظهر المراكب وتحليلها وفق خطط تاكتيكية، ودقيقية وإستعمال مختلف الأليات المساعدة لضمان عدم تكرار السيناريوهات التي تسببت في الحادث، دون إغفال التدكير خلال كل خرجة بحرية، بأهمية التحلي بشروط السلامة البحرية، وعلى رأسها الحرص على إرتداء سترة النجاة مع التوفر على الأدوية اللازمة، أو ما يعرف بصيدلية المركب .