أشاد فاعلون نقابيون وجمعويون بالأجواء المسؤولة التي طبعت الحملة الطبية التي همت طب العيون، والمنظمة من طرف جمعية أصدقاء ميناء أكادير بمعية مجموعة من الشركاء والمتدخلين على مدار يومين الإثنين والأربعاء من هذا الأسبوع بدار البحار،.
وقالت مريم بوراران مسؤولة إدارية بدار البحار ، أن الحملة الطبية عرفت إقبالا قويا من طرف البحارة وذويهم، حيث تجاوز عدد المستفيدين والمستفيدات السقف الذي تم تحديده لهذه الحملة ، والمتمثل في 400 شخص، فيما عرفت الحملة تأهيل 120 مستفيدا ومستفيدة ، للخضوع نهاية هذا الشهر لتدخل جرحي بمستشفى الخسن الثاني بأكادير، تحت إشراف جراحين متخصصين أحدهما كوري جنوبي والآخر امريكي بمعية الأطقم المرافقة لهما .
وأفادت المسؤولة الإدارية بدار البحار أن يوم الإثنين الماضي تم تسجيل 167 مستفيدا ومستفيدة على مستوى الفحوصات الطبية المختلفة، التي تهم طب العيون ، 62 منهم يعانون من الجلالة، وسيخضعون لعمليات جراحية، فيما كان عدد المستفيدين أكبر اليوم الأربعاء ببلوغه 235 مستفيدا ومستفيدة ، تم الوقوف على 58 حالة منهم تستدعي الخضوع لتدخل جراحي لإزالة الجلالة. حيث نوهت المسؤولة الإدارية قي ذات السياق بالمهنية العالية التي أظهرها الطاقم الطبي، الذي يتكون من 16 فردا من أطباء وممرضين وأطر تقنية، كما أكدت في ذات السياق على أهمية الإمكانيات التي تم توفيرها لإنجاح هذه الحملة النوعية من طرف جمعية أصدقاء ميناء أكادير بمعية مختلف الشركاء والمتدخلين .
من جانبه أكد عبد الله الداسر فاعل نقابي في قطاع الصيد، على أهمية هذه المبادرة الصحية والإجتماعية، منوها في ذات السياق بقيمة المجهودات المبدولة لفائدة المستفيدين من البحارة وذويهم وكذا الأرامل والمعوزين، حيث أن هذه الحملة تكتسي غاية في الأهمية ، بالنظر لكونها قدمت مجموعة من الفحوصات المجانية، كما تم إجراء مجموعة من التحاليل في عين المكان من طرف الأطر الطبية المتخصصة، والوقوف على حالة العيون ، تم على إثرها إنتقاء نحو 120 مستفيدا ومستفيدة لإجراء عمليات جراحية لإزالة الجلالة.
وأكد المصدر النقابي أن هذه الخطوة وجب تثمينها ، وتقديمها كنموذج ميداني على مستوى التآزر والتضامن المجتمعي، معبرا عن شكره وتقديره لجمعية أصدقاء ميناء أكادير، نظير هذا الإنفتاح المتميز على صحة البحارة وخصوصا ذويهم، في سياق التحسيس، بأهيمة الإهتمام بتفقد أمراض العيون، حيث لقيت المبادرة تجاوبا مهما كما يؤكد ذلك الإقبال الذي يعد بالعشرات إن لم نقل المئات على إعتبار أن العدد النهائي تجاوز 400 ، فيما لم تسعف الوقت العشرات في الإستفادة من خدمات الحملة الطبية. مشيرا أن الحملة شكلت فرصة أمام المستفيدين في التعاطي الإستباقي مع مختلف الأمراض المحتملة على مستوى العيون.
إلى ذلك يرى كثيرون أن البحارة الصيادون مقصرون في حق صحتهم ، على إعتبار أن بإمكانهم الإستفادة من مجموعة من الخدمات الصحية في سياق التغطية الصحية المشمولين بها ، غير أن الكثير من البحارة يتعاملون مع صحتهم بالكثير من التراخي والإهمال، ولا يبالون كثيرا بإستثمار إنخراطهم الإجتماعي في إجراء فحوصات وإستشارات دورية على صحتهم وأهليتهم للإبحار، على الرغم من كون القطاع الذي يشتغلون فيه يعد من القطاعات الخطرة، ولها إنعكاسات كبيرة على صحة البحارة. حيث ترتبط صحة وسلامة البحار بشكل وثيق ، نظرا لخطورة المهنة التي تعرض، بشكل دائم، الطاقم العامل على متن السفينة أو القارب لأخطار الأمراض المهنية وحتى لحوادث الشغل.
وتبقى مثل هذه الحملات الطبية فضاء للتحسيس بأهمية إنفتاح البحار على الخدمات الصحية في إطار إنخراطه الإجتماعي ، بما يواكب المجهودات الخرافية التي يبدلها هذا المكون المهني في البحر، ويقدم مؤشرات على مختلف تفاصيل الحالة الصحية وذلك بمواكبة من الأطباء المختصين في المجال البحري، لضمان بحار منتج وسليم من المراض وقادر على مواجهة التحديات البحرية.
يذكر أن الحملة الطبية نظمتها جمعية أصدقاء ميناء أكادير بشراكة مع جمعية “VISION CARE” من كوريا الجنوبية، وجمعية “الضياء لخدمة البصر”، والمديرية الجهوية للصحة والحماية الاجتماعية لجهة سوس ماسة، ومندوبية الصحة والحماية الاجتماعية لعمالة أكادير إداوتنان، وبتنسيق مع المندوبية الجهوية لكتابة الدولة المكلفة بالصيد البحري، وتحت إشراف السلطات المحلية والأمنية للمركب المينائي بأكادير.
ويتوزع هذا النشاط الصحي على مرحلتين ، المرحلة الأولى التي إنطلقت تفاصيلها هذا الأسبوع تهم فحص حوالي 400 مستفيد ، وإخضاعهم لتشخيص حالات مرض “إعتام عدسة العين”. وهي المرحلة التي تمتد من 21 إلى 23 أبريل 2025 بمقر “دار البحار”، فيما سيتم في مرحلة ثانية إجراء التدخلات الجراحية للحالات المستلزمة لهذا النوع من التدخلات، في الفترة الممتدة من 29 أبريل إلى فاتح ماي القادم، تحت إشراف جراحين دوليين، أحدهما كوري جنوبي و الثاني أمريكي، بمعية الأطقم المرافقة لهما. وذلك على مستوى أجنحة الجراحة لمستشفى الحسن الثاني بأكادير.
