أشرف سعيد امزازي، والي جهة سوس ماسة عامل عمالة أكادير إداوتنان في غمرة احتفالات الشعب المغربي بالذكرى الـ 68 لعيد الاستقلال المجيد، أمس السبت على توشيح صدر محمد بن علي بوصحيب، رئيس الدائرة الحضرية لميناء أكادير، بوسام الاستحقاق الوطني من الدرجة الممتازة، الذي أنعم عليه به صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله تقديرا لتضحياته وتفانيه في خدمة العرش والوطن.
ويعد محمد بن علي بوصحيب من الكفاءات المهمة التي بصمت على حضور قوي بميناء أكادير، حتى أن الفاعلين المهنيين أصبحوا يضع ايديهم على قلوبهم مع أي ترويج لحركة إنتقالية قد تنقل “المايسترو ” كناية على الدينامية التي يتحلى بها رجل السلطة، خارج اسوار الميناء ، خصوصا وأن محمد بن علي بوصحيب تبنى في سياسته التدبيرية المفهوم الجديد للسلطة إنسجاما مع التوجيها الملكية السامية .
وكان جلالة الملك قد دعا في نص الخطاب السامي الذي وجهه جلالته بتاريخ 12 أكتوبر 1999 إلى المسؤولين عن الجهات والولايات والعملات والأقاليم من رجال الإدارة وممثلي المواطنين لمفهوم جديد للسلطة حيث قال جلالته “نريد في هذه المناسبة أن نعرض لمفهوم جديد لسلطة وما يرتبط بها مبني على رعاية المصالح العمومية والشؤون المحلية، وتدبير الشأن المحلي والمحافضة على السلم الاجتماعي. وهي مسؤولية لا يمكن النهوض بها داخل المكاتب الإدارية التي يجب أن تكون مفتوحة في وجه المواطنين ولكن تتطلب احتكاكا مباشرا بهم و ملامسة ميدانية لمشاكلهم في عين المكان، وإشراكهم في إيجاد الحلول المناسبة والملائمة.”
فهذه التوجيهات السامية بدت واضحة إلى حد بعيد في كاريزما الرجل ، خصوصا في الأزمة الصحية الآخيرة، حين إنخرطت السلطات المينائية بأكادير في تقديم خدماتها لمهنيي الصيد البحري بكل أصنافه، لضمان دينامية النشاط المهني وتوجه البحار لمختلف موانئ الجنوب ، حيث شكلت باشوية الميناء الوجهة الأكثر طلبا لبحارة الصيد، الراغبين في الالتحاق بالموانئ التي يشتغلون بها. فيما تجندت الباشوية لتوفير وثائق التنقل لنحو 6000 بحار عائدا من مصيدة الأخطبوط في عز أزمة كوفيد 19. حيث جندت الباشوية كامل مواردها البشرية لتوفير خدماتها للبحارة، من خلال إنجاز رخص التنقل الاستثنائية الفردية، وكدا الجماعية وفق الشروط المعمول بها.
ومع هذه المجهودات الإستثنائية والخرافية التي قادتها باشوية ميناء أكادير، تحولت هذه الآخيرة مع أزمة كورونا في البلاد مرصدا يجسد المظهر الأساسي لنشاط الصيد البحري على المستوى الوطني، وتحول الميناء إلى مركز إشعاع لتحفيز النشاط المهني، من حيث الفعالية والنجاعة، وعنصرا أساسيا ضمن عناصر الحكامة الإدارية المفعمة بالحيوية التي رفعت التحديات، وساهمت في تحقيق تدبير جيد وتوقعي مسبق، للتغيرات التي افرزتها أزمة كورونا، من خلال حكامة وقدرة غاية في الإنسيابية على مسايرة التطورات المستجدة. وهي المجهودات التي أثمرت إستمرارية النشاط المهني، الذي ساهم في تموين الأسواق والوحدات الصناعية بالمادة الأولية .