نوه أحد مسؤولي قبطانية ميناء أكادير بالتفاعل الإيجابي الذي عبر عنه ربابنة الصيد الساحلي صنف السمك الصناعي، مع المخرجات التنظيمية لإجتماع الأنشوبا، الذي إحتضنه في وقت سابق مقر غرفة الصيد البحري الأطلسية الوسطى بأكادير، لاسيما في الشق المتعلق بمعالجة وضعية الإكتضاض التي عرفها الميناء بالنظر لتوافد عدد كبير من المراكب على الميناء.
وأوضح المصدر أن القبطانية عمدت إلى التعاطي مع هذا الإكتضاض الذي كان يعرفه الميناء بشكل تشاركي ، حيث تم التأكيد على ولوج 30 مركبا الأولى ثم الثاثنة فالثالثة إلى أن تفرغ جميع المراكب حمولتها ، وهو معطى كان له أثر إيجابي ، خصوصا وان الربابنة أصبحوا يخبرون القبطانية بمجرد وصلوهم إلى مشارف الميناء ، والتسجيل في لائحة الإنتظار، وتسني وصول دورهم في الولوج إلى الحوض المينائي من أجل التفريغ .
إلى ذلك أكدت ذات المصادر أن ما يطرح بعض المشاكل التدبيرية هو تأخر حضور الشاحنات ، حيث أنه وبعد تفريغ المركب لحمولته يظل ينتظر وصول الشاحنة ، والتي قد تتأخر بفعل إجراءات تنظيمية، إذ أن هذا التأخر يربك العملية التنظيمية ، ويعصف بالجهود المبدولة في ذات السياق. فحتى إذا أفرغ المركب حمولته على الرصيف وغادر لفسح المجال أمام مركب أخر ، تبقى المفرغات عائقا أمام تفريغ المركب، وهو ما يتطلب بدل المزيد من الجهود ، لخلق نوع من التناغم بين توقيت التفريغ وحضور الشاحنات، بشكل تنسيقي لضمان الإنسيابة المطلوبة.
إلى ذلك عمل المهنيون بشكل توافقي على توقيف إستهداف صيد الأنشوبا بالسواحل المحلية، بالنظر لطغيان الأصناف الصغيرة، لتلافي العقوبات من جهة وتلافي البورباج ، وضمان تحسن المصيدة ، وهو القرار الذي يمتد إلى نهاية الشهر الجاري، والإكتفاء بصيد باقي الأصناف السمكية السطحية الصغيرة التي تجود بها المصيدة. فقد أكد مجموعة من الربابنة في تصريحات متطابقة للبحرنيوز، على نجاعة هذا التوجه، الذي ينم عن كثير من النضج المهني في تدبير الصيد والمصايد. إذ تؤكد ذات المصادر ان هذا الإجراء كان له الأثر الإيجابي على نمو الأنشوبا، خصوصا وأن بعض الربابنة الذين رفعت شباكهم بعض أسماك الأنشوبا بشكل عرضي، مختلطة بأسماك أخرى، يؤكدون تحسن الحجم التجاري للصنف السمكي.
ويرى متتبعون أن المستفيد الأول والآخير هو البحار، لأن تحسن المصيدة وعقلنة تدبيرها على مستوى المفرغات، سينعكس إيجابا على الفاعلين في الفترة القادمة، حيث يعول البحارة ومعهم باقي المتدخلين على دينامية المصيدة المحلية، بما يمكن من تحسين الرواج المهني على مستوى ميناء أكادير. وذلك على بعد أسابيع من حلول عيد الأضحى، كموعد تصاحبه الكثير من الإلتزامات الإقتصادية والإجتماعية.
وكانت مجموعة من مراكب الصيد التي وفدت على الميناء في وقت سابق، قد عادت أدراجها نحو ميناء سيدي إفني أو ميناء طانطان، هذا الآخير الذي بدأ يستعيد شيء من بريقه، بعد ظهور رشم السردين، على الرغم من كون الأحجام التجارية تواصل إثارة الجدل، حيث يعول الفاعلون على تحسن هذه المصيدة الإستراتيجية، بما يخلق نوعا من التوازن، بين المصايد المحلية ، فيما تعرف السواحل المحلية للوطية ظروفا جوية غير مستقرة من شانها تعزيز دينامية المصية بعد راحة إضطرارية.
