نظمت خلية الإرشاد البحري بمركز التأهيل المهني البحري باكادير حملة ارشادية وتوعوية لفائدة البحار الصيادين بالوحدة الصحية لرجال البحر بميناء أكاديربحضور تنظيمات جمعوية ومهنية نشيطة، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للسلامة الصحية والمهنية الذي يوافق 28 ابريل2025 ووذلك تحت شعار احداث ثورة في الصحة والسلامة المهنية ودور الذكاء الاصطناعي والرقمنة.
وناقش هذا اللقاء السلامة الصحية المهنية على متن مراكب وسفن الصيد البحري، حيث تم الخوض حول الإجراءات والتدابير التي تهدف إلى حماية الصيادين والعاملين على القوارب والمراكب وسفن الصيد من المخاطر المرتبطة بالعمل في البحر، والحفاظ على صحتهم وسلامتهم أثناء أداء مهام الصيد والإبحار. لاسيما في ظل الطبيعة الخاصة للعمل البحري، الذي يتم في بيئة متقلبة وعرضة للأخطار والهواجس (كالطقس السيئ، الغرق، الإصابات الميكانيكية، الإجهاد البدني والنفسي).
وشدد المتدخلون أن تطبيق معايير صارمة للسلامة المهنية أمر بالغ الأهمية. بما يضمن حماية الأرواح البشرية أثناء الصيد البحري، والوقاية من الإصابات والأمراض المرتبطة بالعمل في البحر. إلى جانب ضمان استجابة سريعة وفعالة للطوارئ في حالة الحرائق أو الغرق. وكذا تعزيز ثقافة السلامة والمسؤولية بين جميع أفراد الطاقم. إذ من أبرز المخاطر المهنية على متن سفن الصيد، يبرز السقوط من على السطح أو إلى البحر والانزلاقات بسبب الأسطح المبللة. . وكذا الحوادث المرتبطة بالمعدات والآلات كالرافعات والشباك. ناهيك عن الإرهاق البدني الناتج عن ساعات العمل الطويلة. والحوادث الناتجة عن سوء استعمال أدوات الحماية أو تجاهل قواعد السلامة وبشكل أكبر التفريط في الخودات وسترات النجاة والأحدية المقاومة للإنزلاق.
وولتلافي الحواذث وتعزيز تقافية السلامة المهنية على متن القطع البحرية، يبقى من الضروري حسب المهتمين، خضوع جميع أفراد الطاقم لدورات تدريبية في الإسعافات الأولية، والإخلاء البحري، ومكافحة الحرائق، وإنقاذ الأرواح في البحر. وتعزيز معدات السلامة على متن المراكب والقوارب والسفن بشكل يضمن الحماية الشخصية للبحارة، مثل سترات النجاة، والأحذية مقاومة للانزلاق، والخوذات حماية، قفازات مقاومة للماء، ونظارات الواقية. مع المداومة على صيانة السفن والمعدات عبر إجراء فحوصات دورية لضمان سلامة الهيكل والمعدات (شباك، رافعات، محركات…). وتبني خطط الطوارئ من خلال إعداد خطط واضحة للإخلاء والإنقاذ، وتدريب الطاقم عليها بانتظام.
وويؤكد المهتمون بالرعاية الطبية المستدامة على متن السفينة، حيث التوصية بتجهيز السفينة بصندوق إسعافات أولية، مع توافر وسائل اتصال بالطوارئ والمعرفة بطرق إستخدامها. كما يوصي الخبراء بتنظيم أوقات العمل والراحة، لتفادي الإجهاد الذي قد يؤدي إلى الحوادث. وضمان التغذية الجيدة والمياه الصالحة للشرب، لتفادي الإرهاق والأمراض الناتجة عن التغذية السيئة أو الجفاف. وكذا التقييم المستمر للمخاطر عبر تحديث تقييمات المخاطر، بما يتماشى مع تغير ظروف العمل والبحر.
وتطرح إشكالية ضعف التكوين على مستوى السلامة البحرية في أوساط مكونات الأطقم البحرية ، لأن في كثير من الحوادث التي تسجل في قطاع الصيد تكون ناجمة عن أخطاء بشرية، نتيجة السهو أو عدم التموضع الصحيح على ظهر القطع البحرية، وغيرها من المعطيات التي تفرض الإستثمار بشكل أكبر في التكوين المستمر، وإعتماد أليات جديدة على مستوى التأطير المستدام، بما في ذلك على ظهر المراكب، وتعزيز الإمكانيات بما يحافظ على سلامة البحارة.
يذكر أن خطورة ركوب البحر والعمل فيه، يعد من أخطر المهام والمهن على الإطلاق، بإعتبارها تؤرق بال المنظمات والبلدان الساحلية، في ظل التحدي المرتبط بإستغلال خيرات البحر ما يتيحه من فرص لاسيما في قطاع الصيد، وما يتطلبه ذلك من احتياطات المحافظة على الروح الإنسانية العاملة فيه. وهي ثنائية تفرض توفير الوعاء الثقافي للسلامة البحري، مع الاجتهاد على تطوير وسائلها بغية الاطمئنان على حياة وأرواح البشر في البحر.