يستفيد أزيد من 400 بحار رفقة ذويهم من قافلة طبية تهم طب العيون، نظمت لصالحهم من طرف جمعية أصدقاء ميناء أكادير وعلى مدى يومين، في أفق إجراء عمليات جراحية دقيقة لإزاحة الجلالة نهاية الشهر الجاري وبداية الشهر القادم .
وقال رحال نفاث رئيس جمعية “أصدقاء ميناء أكادير”، أن هذه الحملة الطبية التي وصفها بالمهمة، تنظم بشراكة مع جمعية “VISION CARE” من كوريا الجنوبية، وجمعية “الضياء لخدمة البصر”، والمديرية الجهوية للصحة والحماية الاجتماعية لجهة سوس ماسة، ومندوبية الصحة والحماية الاجتماعية لعمالة أكادير إداوتنان، وبتنسيق مع المندوبية الجهوية لكتابة الدولة المكلفة بالصيد البحري، وتحت إشراف السلطات المحلية والأمنية للمركب المينائي بأكادير.
وأوضح رئيس الجمعية في تصريح للبحرنيوز، أن هذا النشاط الصحي يتوزع على مرحلتين ، المرحلة الأولى التي إنطلقت تفاصيلها هذا الأسبوع تهم فحص حوالي 400 مستفيد ، وإخضاعهم لتشخيص حالات مرض “إعتام عدسة العين”. وهي المرحلة التي تمتد من 21 إلى 23 أبريل 2025 بمقر “دار البحار”، على أن يتم في مرحلة ثانية إجراء التدخلات الجراحية للحالات المستلزمة لهذا النوع من التدخلات، في الفترة الممتدة من 29 أبريل إلى فاتح ماي القادم، تحت إشراف جراحين دوليين، أحدهما كوري جنوبي و الثاني أمريكي، بمعية الأطقم المرافقة لهما. وذلك على مستوى أجنحة الجراحة لمستشفى الحسن الثاني بأكادير.
وسجل رحال نفاث، أن هذه المبادرة التي تحولت إلى تقليد سنوي بدار البحار، تبقى الغاية منها، هي إشعاع دار البحار وتعزيز مركزيتها في العمل الإجتماعي والتضامني، مع تقريب هذه الخدمات الصحية من البحارة وذويهم، وكذا الفئات الهشة إجتماعيا على مستوى القطاع، لاسيما أرامل وأيتام البحارة. وأكد في ذات السياق أن الطلبات على خدمات القافلة كانت كبيرة جدا، فيما إختارت الجمعية بمعية المنظمين التحكم في العدد بتنسيق مع مجموعة من الجمعيات بالجهة، بشكل يتيح تقديم خدمات منظمة، ومنح الوقت الكافي للمستقيدين، في الإستفادة من الفحوصات التي تتيحها القافلة الطبية، على إعتبار أن الخدمات الصحية تتوزع إلى التشخيص، والعلاجات، والفحوصات المختبرية .. وبعد أن عبر عن شكره وتقديره لكل المتدخلين والمساهمين في هذه العملية الصحية، أشار رئيس الجمعية أن دار البحار تتوفر على برنامج سنوي فيه ما يرتبط بالتدبير اليومي والخدمات المسترسلة، وهناك ماله علاقة بالبعد الإشعاعي والمناسباتي خدمة للبحارة.
من جانبه، أكد أنس دالوحموش طبيب مقيم في مصلحة طب العيون بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني بأكادير، واحد من الأطر الطبية التي تشرف على هذه الحملة النوعية، أن الأطر الطبية استقبلت في اليوم الأول العشرات من المرضى، الذين تم فحص عيونهم وتقييم حالتها الصحية، حيث سيستفيد عدد هام من الرجال والنساء من عمليات جراحية، لاستئصال الجلالة آواخر هذا الشهر، فيما تم توجيه الحالات المرضية الأخرى إلى المصالح الاستشفائية المتخصصة قصد إستكمال الفحوصات. وسجل في ذات السياق أن طاقما طبيا من أطباء متخصصين وممرضين وتقنيين، أشرفوا على تقديم الخدمات ضمن هذه القافلة الطبية، والتي ستتواصل يوم غد الثلاثاء في إجراء الفحوصات كما سيكون هناك تتبع للحالات المستفيدة.
وثمن عدد من المستفيدين، في تصريحات استقتها البحرنيوز ، هذه المبادرة الإنسانية، الرامية لتمكين عدد من البحارة المرضى وذويهم من الولوج إلى خدمات طبية ذات جودة، وتقريب طب العيون من الفئات الهشة من المجتمع. حيث أكدت صباح بوزفور رئيس جمعية الأمل الوطنية لأرامل وأيتام البحارة في تصريح للبحرنيوز، على أهمية هذه المبادرة، بالنظر لقيمة الخدمات المقدمة، والتي ستمتد تفاصيلها لإجراء عمليات جراحية لإستئصال الجلالة ، وهو ما سيجنب الكثير من المستفيدين والمستفيدات الكثير مصاريف هامة تحتاجها هذه العمليات. كما أن الفحوصات قرّبت الكثير من البحارة وذويهم وكذا الأرامل من وضعية عيونهم بشكل إستباقي ، وهي مبادرة تستحق الشكر والتنويه.
وكانت مكونات الجمعية المحتضنة، قد نوهت بالجهود المبدولة من طرف جميع المتدخلين ، في توفير التجهيزات اللازمة لإنجاح خدمات القافلة الطبية وكذا الأطر المؤهلة، حيث نوهوا في ذات السياق بمجهودات الأطقم الطبية والتمريضية، إلى جانب الطاقم الإداري والتقني والسلطات المختلفة، التي تعبأت لإنجاح فعاليات الحملة الطبية، التي لاقت استحسان الجميع. كما شددوا على ضرورة التنسيق والتعاون، لضمان الاستمرارية في تقديم الخدمات الطبية لرجال البحر وعائلاتهم، وضمان تتبع الحالات التي تستدعي دلك.