وضعت النساء من أرامل وأيتام البحارة بأكادير أول خطوة في سياق التأطير المهني، الرامي إلى الإندماج في سوق الشغل وخلق نوع من الإستقلالية المالية، عبر بوابة خياطة الشباك، وذلك بمبادرة من جمعية الأمل الوطنية لأيتام وأرامل البحارة، من خلال تنظيم دورة تكوينية بتنسيق مع مركز التأهيل المهني البحري بأكادير.
وحسب تصريح لصباح بوفزوز فإن هذه الدورة التكوينية تعرف مشاركة 49 من أرامل وأيتام البحارة موزعة على فوجين، الفوج الأول يضم 29 مستفيدة، على أن يعرف الفرج الثاني إستفادت 20 إمرأة من منخرطات الجمعية، سيتلقين جميعهن تكوينا يمتد على أسبوعين، يتوج بالحصول على شواهد في ذات المجال. وذلك بعد الإحاطة بمختلف تقنيات الشباك، وتعزيز قدراتهن، لاسيما وأن هذا النوع من النشاط المهني يبقى ملهما للمرأة، الباحثة عن تحقيق الذاث، والخروج من الفاقة والفقر، بالنظر للتقاعد الهزيل الذي تحصل عليه أرامل البحارة بين 200 و250 درهما. وهي وضعية تحتاج للبحث عن بدائل، تتيح لهذه المرأة المكافحة، نوعا من الإستقرار المادي الذي يساهم في التعاطي مع تحديات المعيشة اليومية.
وأوضحت رئيسة الجمعية أن مسافة الألف ميل تنطلق بخطوة ، والجمعية واعية بهذا النوع من التحدي الرامي لإعادة الإعتبار لأرملة البحار بشعار “لا تعطيني سمكة ولكن علمني كيفية صيدها”، من خلال مساعدة هذه الشريحة على البحث عن بدائل تعزز قدراتهن في ميادين متعددة. والبداية تقول رئيسة جمعية الأمل، قد إنطلقت مع فتح المجال لأول فوج للتكوين في خياطة الشباك. وهذه فرصة للتنويه بالدور الذي يقوم به مركز التأهيل المهني البحري بأكادير، الذي فتح أبوابه امام نساء البحارة ، في إنتظار إنفتاح باقي الفاعلين المهنيين، خصوصا الخياطين ، لتقديم فرص للتدريب من أجل تعزيز كفاءة المرأة في هذا المجال .
وأضافت صباح بوفزوز أننا اليوم أمام حدث كبير، يجب أن نقرأه في سياقاته المتعددة ، فأرامل ويتيمات البحارة هن مواطنات معطاءات، وقادرات على تطوير أدائهن ، في مشاريع تضامنية وإجتماعية ، حيث التفكير منصب على تأطير هن النساء في تعاونية ، تتيح لهن الإنفتاح على عوالم آخرى ، وتعزز من ديناميتهن في الإنتاج كفاعلات في المنظومة الإقتصادية. حيث تعول الجمعية بشكل كبير على الفاعلين المهنيين والإداريين في قطاع الصيد، للأخذ بيد هذا المشروع الواعد ، كما تناشد الجمعية والي الجهة من أجل مدّ اليد لتطوير هذ التوجه النبيل، من خلال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، وكذا المشاريع الخلاقة التي أطلقتها الحكومة الحالية ، وهي كلها فرص ستعمل الجمعية على دراستها، بشكل يضمن للمستفيدات التكوين والإندماج الواعي والفاعل، في سلسلة القيمة والإنتاج .