أكادير .. رحيل أحمد ثامة آخر “آمين” للصيد التقليدي بميناء مدينة الإنبعاث

0
Jorgesys Html test

ودّعت الساحة المهنية اليوم الخميس 06 أبريل 2023 في موكب جنائزي مهيب، محمد ثاما “آخر أمين” للصيد التقليدي بميناء أكادير، الذي وافته المنية عن سن متقدمة، حيث ظل الرجل ينعث بالذاكرة الحية للصيد التقليدي على المستوى الوطني عموما وفي سوس بشكل خاص.

وكان الراحل واحدا من الوجوه التي طبعت الساحة المهنية بالرصيف المخصص للصيد التقليدي مول هولاند، حيث لم يمل ولم يكل من الحديث عن مجموعة من الأسماء، التي تعد من الرعيل الأول للصيد التقليدي، وهو الذي عاصر أسماء  شكّلت مرجعا ومدرسة للصيد التقليدي بالميناء، في زمن “اغرابو” و”المقادف” وكذا الفهم العميق للبحر وتغيراته المختلفة، إعتمادا على إتجاه الرياح ودرجة حرارة البحر وحركة النجوم ..

وظل ثامة في سنواته الآخيرة يتحصّر على تراجع المصايد، بعد أن كانت السواحل المحلية سخية ومعطاءة. حيث إعتبر ثاما قيد حياته، أن تزايد أسطول الصيد، كان له أثر كبير على المصايد المحلية، التي واجهت مجهودا كبير عصف بالكثير من الأنواع السمكية، كما أن السلوك البشري أخل بالمنظومة البيئية البحرية.

وظل الرجل بمثابة “قاضي بحري” يحتكم إليه المتخاصمون في قطاع الصيد التقليدي، للحسم في خلافاتهم، سواء المرتبطة بضياع أو تخريب معدات الصيد لاسيما الشباك، أو المصايد ، والقسمة وغيرها من المشاغل اليومية،  التي ظلت تتطور لخصومات وشجارات وخلافات بين البحارة أو مهنيي الصيد ، يكون الحًكَم فيها أحمد ثاما الذي لا يرد له كلام، ويسمع له الجميع ، وفي حالة الفشل في رأب الصدع بشكل ودي تسيطر عليه العلاقات الإنسانية والإجتماعية، تكون وجهة المتخاصمين نحو باقي السلطات.

أحمد ثامة
أحمد ثامة

إختفت مهمة  “لامين ” برصيف مول هولاند،  مع تطور الإدارة وميلاد الغرف المهنية، حيث ينتخب الصيد التقليدي من يمثله، ناهيك عن ظهور التعاونيات ، فضلا عن حضور باقي السلطات بالموانئ من سلطة محلية وذرك وأمن ، وهي كلها معطيات جعلت الوضع المهني يستغني عن هذه المهمة الضاربة في القدم، والتي كانت إلى عهد قريب أحد أهم المهمات على مستوى النشاط المهني، لكونها تأخذ لقبها من “الأمانة”، وبالتالي فالأمين يجب أن يكون شخصا دا حكمة وعقل راجح وخلق وصدق، ليكسب ثقة البحارة والمجهزين، باعتباره الرجل الرزين، الميال لخدمة الصالح العام، وحامل ثقة الجميع، وله إحساس بالمسؤولية تجاه البحارة، ويصب تركيزه على مصالح القطاع .

ورغم أن السنوات الآخيرة عرفت طفرة كبيرة على مستوى التكنولوجيا، وظهور الكثير من الوظائف والمهام ، إلا أن أحمد ثامة  الذي شكل آخر “لامين” للصيد التقليدي بالميناء ، يعد من الرجالات التي طبعت الساحة المهنية بكثير من المواقف التي تحسب له وستظل حاضرة على مستوى الذاكرة الجمعية المهنية.

وبهذه المناسبة الحزينة تتقدم البحرنيوز أصالة عن طاقمها ونيابة عن قرائها بأحر التعازي، لأسرة الفقيد ولأصدقائه وللساحة المهنية في الصيد التقليدي ، سائلين العلي القدير أن يسكنه، فسيح جناته، ويرزق ذويه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون . 

 

Jorgesys Html test Jorgesys Html test

أضف تعليقا

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا