شرعت مند مساء أمس الجمعة 16 دجنبر 2022 سفن الصيد في أعالي البحار في مغادرة الرصيف -6 بميناء أكادير نحو مشارف الميناء، في إنتظار الساعة الصفر المحددة للإنطلاقة الفعلية في إتجاه مصيدة الأخطبوط. والتي تفصلنا عنها ساعات قليلة، حيث ستنطلق السفن بشكل رسمي في الساعة الأولى من يوم 18 دجنبر 2022 لولوج مصيدة الأخطبوط يوم 20 من الشهر الجاري كما يحدد ذلك القرار المنظم .
وعاينت البحرنيوز حركة دؤوبة سواء بالرصيف المينائي “-6” المحادي للميناء العسكري ، وكذا الرصيف الجديد المتواجد على مقربة من الميناء التجاري، حيث أن عدد من السفن إنطلقت فيما تواصل أخرى وضع آخر اللمسات ، مراهنة على الإنطلاق نحو مشارف الميناء قبل حلول التوقيت الفعلي للإنطلاقة ، لاسيما وأن سفن أعالي البحار تعول وبشدة على أولى أيام الموسم الشتوي، لأن عمليات الصيد التي تفتتح الموسم بعد الراحة البيولوجية عادة ما تكون إيجابية ، وبحجم مهم مقارنة مع باقي الأيام.
وتابعت البحرنيوز ثلة من سفن الصيد في أعالي البحار وهي تنطلق تباعا بعد مغرب أمس الجمعة من الرصيف -6، حيث ظهرت السفن وهي على أتم الإستعداد ، بعد أن إستنفدت مختلف الإجراءات التنظيمية والإدارية، فيما يواصل الجهاز الإداري لمختلف الشركات جهوده للإنتهاء من لترتيبات الإدارية لإنطلاق المراكب نحو مشارف الميناء في إنتظار النقطة صفر لإنطلاقة نحو المصايد .
ونوه فاعلون بالأجواء التي صاحبت إستعداد سفن الصيد في أعالي البحار، لاسيما وان هذا الموسم يأتي في ظروف صعبة للغاية مطبوعة بإرتفاع تكاليف الإنتاج لمستويات قياسية، وكذا الأصداء القادمة من الأسواق الدولية المرتبطة بعدم إستقرار أثمنة الأخطبوط ، ناهيك عن الكوطا الأكثر تقشفا بعد أن حددت الوزارة الوصية أمس 14000 طن كوطا إجمالية كان نصيب سفن أعالي البحار منها 8820 طن ، حيث تراوحت الكوطا الفردية للسفن بين 33.6 طن للسفن ذات قوة محرك تقل عن 750 حصان و36.3 للسفن المتراوحة قوة محركها بين 750 و1400 حصان فيما سيكون نصيب السفن التي تفوق قوة محركها 1400 حصان 37 طن . وهي حصص محدودة جدا.
وعلق مجهزون في أعالي البحار على هذه الحصص بالقول أن هذه الخرجة يجب أن توضع في سياقها العام ، حيث أن المصيدة الجنوبية هي تمر من مرحلة إنتقالية بعد أزمة خطيرة لازالت تداعياتها حاضرة على مستوى المصيدة ، وبالتالي فالتقشف أمر عادي في أفق الإستعادة التدريجية للمصيدة ، مشيرا في ذات السياق أن الكوطا في عمومها يجب أن تساير تحديات المصيدة وليس مطالب الإستغلال . فيما اكد مصدر آخر أن إستئناف الموسم الشتوي هو خطوة جريئة من الوزارة الوصية ، بالنظر للإنتظارات الإجتماعية القوية، والتي ستخفف من وطأتها هذه الإنطلاقة الجديدة، لكن الأساسي يقول المصدر كيف نجنب المصيدة أزمة جديدة، حيث بات من المطلوب التحلي بالجرأة والشجاعة في مواجهة مختلف التحديات التي شكلت أرضية لأزمة الأخطبوط .
يذكر أن الجدولة الزمنية لانطلاق سفن الصيد في أعالي البحار والساحلية التي تعتمدها عادة وزارة الصيد البحري، تحدد 48 ساعة قبل التوقيت المحدد لانطلاقة الموسم بالنسبة للسفن المنطقة من ميناء أكادير، وقبل 36 ساعة من ميناء الوطية بطانطان، و قبل 16 ساعة من ميناء المرسى بالعيون.