إختارت النقابة المهنية لأرباب مراكب الصيد الصناعي بأكادير الإلتفات لعدد من قدماء ربابنة الصيد الساحلي، في خطوة ذات ابعاد رمزية، تروم ربط الماضي بالحاضر ، وتحسيس الرعيل الجديد من الربابنة، بما أسداه الرياس القدامى، من خدمات أثمرت تطور القطاعن وصيانة مجموعة من الممارسات، التي تعد اليوم تراثا في قطاع الصيد الساحلي .
ووفق المنظمين فإن طي السنين في إتجاه الوراء، سيدرك من خلاله المتصفح في مراحل تطور قطاع الصيد الساحلي، عظمة المجهودات، التي بدلها ربابنة الصيد، على ظهر مراكب السردين منذ عقود. حينما كانت رحلات الصيد تعتمد على المعرفة الذاتية للربان، من خلال قدرته على تحديد مكان الصيد وكذا المنزلة، ومعها تقنيات الصيد المختلفة. وذلك في غياب أبسط الإمكانيات المعتمدة اليوم على ظهر المراكب الحالية .
وأفاد عدد من الحاضرين لفعاليات اللحظة التكريمية، التي نظمت على هامش أشغال الجمع العام العادي للنقابة التي إحتضنتها أكادير يوم السبت فاتح فبراير 2020، أن الربابنة القدامى هم مدرسة يجب الرجوع إليها، في تدوين مجموعة من التقنيات، التي اكتسبوها مع طول الممارسة، لاسيما في تقنية الصيد بالشباك الدائرية، التي يعتمدها مهنيو الصيد الساحلي بالسواحل المغربية. وكذا مواجهة الصعوبات التي تطبع المصايد، وكذا السواحل المحلية .
وشددت ذات التصريحات على كون الممارسات المهنية على ظهر مراكب السردين، هي ثرات لامادي، يجب صيانته وتجميعه والإهتمام بذاكرته. لاسيما وأن أوراقه تتساقط تباعا. حيث سجلت الساحة المهنية رحيل عدد من قدماء الحنطة، آخدين معهم الكثير من الأسرار، التي طبعت مساراتهم المهنية بأوجهها المختلفة. فيما نبهت ذات المصادر إلى ضروة الإهتمام بهذه الشريحة، والإنتباه لوضعيتها الإجتماعية، وإعادة الإعتبار لها كأحد الركائز الأساسية في تقدم قطاع الصيد بالبلاد.
وتناوبت مجموعة من الإطارات المهنية التي حضرت أشغال الجمع العام للنقابة في تنشيط مراسيم الإحتفاء، من خلال تسليم المكرمين الذين هم على التوالي الرايس احمد امغار، والرايس ايحي، والرايس مومن محمد، والرايس بودار حسن، والرايس سكوتي محمد، إلى جانب الرايس اد بن جاعا حسن، مجموعة من التذكاراتمرفقة بسلاهيم مغربية، ترمز للوقار والإحترام ، أدفأت أكتاف الربانبة، الذين يشهد لهم وسط الحضور بتطويع شباك السردين، بسواحل سوس والجنوب.
يذكر أن أشغال الجمع العام الذي إحتضنت أشغاله قاعة الإجتماعات التابعة للمؤسسة المحمدية للأعمال الاجتماعية لقضاة وموظفي العدل بأكادير، كانت قد جددت الثقة، في محمد، أمولود ليقود سفينة النقابة المهنية لأرباب مراكب الصيد الصناعية، في ولاية جديدة.
