نظمت الوكالة الوطنية للموانئ بميناء أكادير، صباح اليوم الأربعاء 05 يونيو 2024، بتنسيق مع مختلف السلطات المينائية، تمرينا يحاكي تسربا للزيوت من إحدى السفن الراسية بالحوض الميناءئي. وذلك ضمن برنامج حافل بالأنشطة التحسيسة التي إستهدفت مختلف مكونات الميناء في سياق الإحتفال باليوم العالمي للبيئة.
وإستند التمرين الذي تم تنفيذه على مستوى الحوض التابع لورش إصلاح السفن بمثلت الصيد والذي يروم إختبار خطة الطوارئ، إلى سيناريو يحاكي تلوث عرضي ناجم عن تسرب كميات هامة من الزيوت شكل تهديدا للبية البحرية. وهو ما يفرض تنظيم عمليات التدخل لتقديم المساعدة للسفينة ومكافحة التسرب النفطي في البحر. وذلك وفق برنامج دقيق يعتمد على السرعة في تنسيق الجهود، حيث عمدت المصلحة المعنية بتنسيق مع المتدخلين، إلى التنبيه إلى وجود تلوث، والبحث عن مصدر التسرب أو المنبع، ومحاولة إغلاقه أو قطعه ومحاصرته، للحد من انتشار التلوث حسب المد والجزر بسدود عائمة، إلى جانب تفعيل عمليات الضخ في الأحواض، وترسيم المنطقة، من أجل الاحتواء، والاستيعاب بالجر والامتصاص والقشط، والجمع والتخزين والتنظيف والمعالجة.
وإستنفرت الوكالة الوطنية للموانئ مختلف مصالحها المتدخلة، معلنة حالة تأهب قصوى، مسخرة بذلك مختلف ألياتها لمواجهة التلوت العارض ، فيما تأهبت مصالح الوقاية المدنية للتدخل، لتلافي أي خطر عن العنصر البشري، حيث شوهد المتدخلون على مستوى التمرين الذي ينبني بالدرجة الأولى على إختبار التنسيق بين الإدارت المختلفة لمواجهة حوادث مماثلة، شوهدوا كخلية نحل كل يحاول تأمين دوره والقيام بالمهام المنوطة به على أحسن وجه. فيما كان على الجانب الثاني من الرصيف تكتل على شكل خلية أزمة يضم عدد من المسؤلين يتقدمهم كل من باشا الميناء و المدير الجهوي للوكالة الوطنية للموانئ ورائد الميناء وقائد الوقاية المدينة بالميناء، إلى جانب عدد من المتدخلين، يناقشون كل كبيرة وصغيرة ضمن تطورات التمرين الميداني ويقدمون توجيهات لتدبير الأزمة .
وقال القاضي رشيد الإدريسي رائد ميناء أكادير في تصريح للبحرينوز، أن هذا النوع من التمارين يكتسي أهمية كبيرة لإختبار الجهازية ، وتعزيز دينامية التدخل ، والرفع من درجة التنسيق بين مختلف المتدخلين، لاسيما وأن هذه التمارين الميدانية تقدم الكثير من الدروس لمختلف المتدخلين، حتى لا تكون هناك فرصة للمباغثة في حالة قدر الله ووقعت حوادث مماثلة ، حيث يكون الهدف الأساسي هو السيطرة الكلية على التلوث. وهو هدف يتطلب عادة التوظيف الأمثل للموارد البشرية المتوفرة والإستغلال الأنجع للوسائل والأدوات اللوجيستيكية، والتي لا تختلف عن هذه التي تم حشدها اليوم واستخدامها في هذا التدريب الميداني، لجعل التمرين يحاكي الواقع. فيما نوه المسؤل المينائي في ذات السياق بالتعاون الذي أظهرته مختلف الأطراف والسلطات المتدخلة ضمن ذات التمرين.
إلى ذلك وفي موضوع متصل أكد رائد الميناء، أن الوكالة الوطنية للموانئ بميناء أكادير تخص الجانب البيئي بإهتمام كبير، في سياق الجهود الرامية لمواجهات مختلف التحديات البيئية، مبرزا في ذات السياق أن الإحتفال باليوم العالمي للبيئة ، يعد مناسبة سانحة لتقييم الجهود ، والإستثمار في التحسيس بفضايا البيئة المينائية، إذ وفي ذات السياق خصت مصالح الوكالة هذا اليوم ببرنامج تحسيسي متنوع ، يروم إذكاء الوعي بأن القضايا البيئة هي مسؤولية الجميع، لأن الجهود الإدارية مهما تطورت، تبقى قاصرة في مواجهة مختلف التحديات ، على الرغم من مختلف الخطط والإجتهادات، لكن يبقى مطلب إنخراط مختلف المتدخلين من مؤسسات وأفراد، مطلبا هاما لمواجهة الظواهر التي تخدش المظاهر البيئية، وتؤثر على البيئة البحرية وتهدد سلامة ونظافة المالمركب المينائي، وهي محاور شكلت خطوط عريضة للقاءات التحسيسية والمنشورات وكذا اللافتات التي تم إعتمادها في هذا اليوم، لتعزيز الوعي والإرتقاء بالبيئة المينائية.
وتحضى إدارة النفايات وتدبيرها بجانب هام ضمن سياسة التدبير المينائي، لتقليص المخاطر البيئية والصحية، والحد من انتشار الأزبال، من خلال إجراءات داخلية لتحسين الأداء، بتنقية الأحواض والجوانب والطرقات، و مواكبة الانخراط الفعلي في المحافظة على البيئة داخل الحزام المينائي. وكذا محاربة مختلف الظواهر ذات الأثر السلبي على الأحواض المائية، عبر توظيف موارد بشرية ولوجيستيكية مهمة، في جمع النفايات من أرضية الميناء. وسحب الحاويات واستخدام القوارب المسطحة ”barges ” لتنقية الأحواض.
ويعتبر اليوم العالمي للبيئة أكبر منصة عالمية للتوعية العامة بالبيئة، حيث يتم التركيز هذه السنة على استعادة الأراضي، ووقف التصحر وبناء مقاومة الجفاف، إذ يبقى الهدف من تخليد هذا اليوم العالمي هو تسليط الضوء على قضايا البيئة، وتعزيز الاستدامة البيئية من خلال زيادة الوعي العام والاحتفاء بالعمل البيئي.