شكل موضوع تثمين وتسويق أسماك السردين محور أساسيا ضمن لقاء بيمهني إحتضنه مقر النقابة المهنية لأرباب مراكب الصيد الصناعي بميناء أكادير، حيث عرف اللقاء الذي ترأسه محمد أمولود رئيس النقابية، نقاشا قويا بخصوص أفاق التسويق على مستوى البيع الأول، وسط إجماع مكونات النقابة، على الدفع نحو إعتماد الدلالة كخيار إضطراري، في ظل الظروف الصعبة التي أصبحت تواجه مهنيي السردين ومعهم الأطقم البحرية بمختلف الموانئ المغربية.
وقال أحمد إد عبد المالك الكاتب العام للنقابة في تصريح لجريدة البحرنيوز ، أن هذا اللقاء الذي جاء ليتفاعل مع المرحلة، في ظل النقاش المهني القوي المصاحب للتطورات التي تعرفها أثمنة الكازوال الموجه لقطاع الصيد والتي لامست 12000 درهم للطن ، بفعل تداعيات خارجية للإزمة الروسية الأوكرانية، وإمتدادتها لمختلف التجهيزات المرتبطة بنشاط الصيد . وهي معطيات جعلت المهنيين في وضع لا يطاق ، حيث اصبحت عائدات نشاط الصيد غير قادرة على مواجهة تغول المصاريف المختلفة ، وهو ما يفرض مراجعة نمط البيع بالإنفتاح على اساليب جديدة، تكون أكثر قدرة على إمتصاص الصدمات .
وأضاف أحمد إد عبد المالك ، أن واقع الحال يدفع في إتجاه هذه الخطوة ، بما تحمله من حساسيات ، لكن فوق طاقتك لا تلام ، فالمراكب تحملت تبعات الأزمة الحالية، لكنها أصبحت غارقة في الديون، وأطقمها البحرية لم تعد متحمسة لركوب الأمواج، بعد تضرر المداخيل ، كما أن محدودية المفرغات، تجعلنا أمام اسئلة حقيقية بخصوص الإستقرار الذي تعرفه الأثمنة المرجعية، على مستوى موانئ الجنوب. وذلك في غياب أي حوافز وأ مصاحبة من الحكومة في هذه الظرفية الحساسة للغاية.
وأبرز الكاتب العام للنقابة أن الدلالة يبقى خيارا إستراتيجيا لتدبير الأزمة والمحافظة على إستمرار الإنتاج ، وتحفيز رحلات الصيد ، لأننا اليوم أمام مرحلة صعبة ودقيقة ، مبهمة الأفاق. وهي الأزمة التي وضعت الكثير من المراكب أمام خيار التوقف الإضطراري. كما أن الكثير من المجهزين أصبحوا يواجهون المجهول، أمام نذرة المصطادات وإرتفاع تكاليف الإنتاج. وهو ما جعل المهنيين يطالبون بتحرير الأثمنة وفتح أفاق جديدة للتسويق، للتغطية على تكاليف رحلات الصيد التي أصبحت مكلفة للغاية . وهو معطي يفرض التحرك بسرعة لإنقاذ الوضع ، وإعادة الإعتبار لنشاط الصيد وضمان إستقرار فرص الشغل التي يؤمنها القطاع على مستوى البحر وكذا في اليابسة .
وأجمع الحاضرون خلال اللقاء أن إشكالية تسويق مصطادات السردين تواصل إثارة القلاقل في ظل الجهد الذي يبدله البحارة في المصايد وكذا الإستثمارات النوعية للمجهزين ، ناهيك عن الصيد الإنتقائي الذي صار يتحكم في العقلية البشرية ، حيث أصبحت أطقم الصيد، حريصة على إستقطاب أسماك السردين التي تستجيب لتطلعات التصنيع. لكن بالمقابل تبقى الأثمنة المعتمدجة مؤخرا في إطار توافق تمثيليات مجهزي السمك الصناعي وتمثيلية المصنعين، لم تعد قادرة على إحتواء الوضع القائم حاليا. ما يفرض تبني مبادرات خلاقة في تثمين المصطادات، وتعزيز جادبيتها لتكريس الوقع الإيجابي للقرارات المتخذة.