قامت مجموعة من الأطر الإدارية البحرية المنتمية لدول إفريقية مطلة على المحيط الأطلسي، صباح اليوم الثلاثاء 24 يونيو 2025، بزيارة ميدانية إلى مجموعة من المنشآت البحرية المؤثثة لنقطة التفريغ المجهزة بإيموران، التابعة لنفوذ مندوبية الصيد البحري بأكادير.
وتندرج هذه الزيارة في إطار برنامج تعاون منظم من طرف الكونفدرالية الوطنية للصيد البحري التقليدي، تحت إشراف كتابة الدولة بالمكلفة الصيد البحري، بهدف التعريف المباشر بأهمية المؤسسات البحرية المغربية في تسيير وتنظيم مختلف مراحل سلسلة الإنتاج البحري، بدءًا من أنشطة الصيد والرحلات البحرية، مرورًا بعمليات التفريغ، ووصولًا إلى مراحل تسويق المنتوج.
وأكد الزبير بن سعدون، نائب رئيس الكونفدرالية الوطنية للصيد التقليدي، في تصريح خص به جريدة البحرنيوز، أن زيارة ممثلي 15 دولة أفريقية لإستطلاع الصيد البحري بالمغرب، تعكس روح الانفتاح والتعاون جنوب-جنوب الذي جعل منه جلالة الملك محمد السادس، خيارًا استراتيجيًا لترسيخ الشراكات مع الدول الأفريقية الشقيقة.
وأشار المتحدث إلى أن مثل هذه الزيارات تمثل فرصة سانحة لتبادل الخبرات والتجارب العملية بين مختلف المؤسسات البحرية، مع إبراز المكانة الريادية للمغرب في مجال تدبير قطاع الصيد البحري، خصوصًا من خلال تطوير بنياته التحتية المينائية والمؤسساتية، والتي كان لها الأثر البالغ في تحسين وتحديث تدبير قطاع الصيد التقليدي.
وشكلت زيارة نقطة التفريغ المجهزة “بايموران” محطة مركزية ضمن برنامج الزيارة، بالنظر لما تتوفر عليه من مرافق وتجهيزات بحرية متكاملة، ساهمت بشكل ملموس في تسهيل العمليات اليومية للصيد التقليدي، والارتقاء بظروف العمل لفائدة البحارة.
وقد وقف الوفد الأفريقي، إلى جانب أطر من الكونفدرالية الوطنية للصيد التقليدي، على مجموعة من المراحل العملية، التي تميز الدورة الإنتاجية البحرية، بدءًا من عملية رفع قوارب الصيد بعد عودتها من البحر، مرورًا بإجراءات الوزن والبيع داخل فضاءات المكتب الوطني للصيد البحري، وصولًا إلى زيارة مستودعات البحارة والمرافق المخصصة للمحروقات.
وشكلت الزيارة أيضًا مناسبة لاكتشاف المعدات المستعملة في الصيد التقليدي، والإطلاع عن قرب على الخصائص المهنية المرتبطة بالأنشطة البحرية، في إطار تبادل الخبرات وإغناء المعارف المهنية للوفد الزائر.
كما امتد برنامج الزيارة إلى مقر الكونفدرالية الوطنية للصيد التقليدي، حيث عقد اجتماع موسع تناول تفاصيل تدبير البنيات البحري،ة والتنظيم المؤطر لمختلف مراحل سلسلة القيمة في قطاع الصيد التقليدي. وتم الحرص على تقديم الشروحات بشكل مبسط وميسر لضيوف المغرب من أجل تحقيق أكبر استفادة ممكنة من هذه الزيارة.
وفي ختام الزيارة، عبر أعضاء الوفد الأفريقي عن إعجابهم بالمستوى المتقدم الذي بلغه المغرب في مجال تنظيم وتأهيل قطاع الصيد التقليدي، وبالإمكانات اللوجستية والبشرية التي توفرها المملكة، مما يعزز موقعها كفاعل محوري في تدبير الشأن البحري إقليمياً وقارياً.
وتأتي هذه الزيارة في سياق توجه استراتيجي للمغرب، يهدف إلى تعزيز مكانته كجسر للتعاون البحري مع الدول الأفريقية، من خلال تقاسم التجارب الناجحة، وبناء شراكات فاعلة قائمة على التنمية المشتركة والارتقاء بمهن البحر.