تحظى ألفة قدة بحارة داخل قرية غار الملح في الشمال الشرقي للبلاد التونسية ضمن ولاية بنزرت، وتحديدا بشبه جزيرة سيدي علي المكي بمكانة خاصة، عملت ظروف تنشئتها الاجتماعية البحرية في بلورة شخصيتها البحرية المحاربة.
بديناميتها المعهودة في الوسط المحلي كمختصة في مجال الصيد البحري، تلج الفة قدة السواحل البحرية بكل اريحية ، على متن مركبها الساحلي، الممتد على خمسة امتار، والمعروف باسم ألاء. تمارس ألفة قدة الصيد بواسطة الشباك، كما أنها تتقن الصيد بواسطة الأقفاص، عند إستهداف سمك السلطعون الأزرق وسمك الحنشة.
وأوضحت ألفه قدة التي خصت جريدة البحرنيوز بتصريح حول حكايتها البحرية بدولة تونس، ان رحلة الصيد البحري بالسواحل المحلية لقرية غار الملح خلال الشهر الفضيل، تبدأ في حدود الساعة السادسة صباحا وتنتهي في الساعة الواحدة زوالا، و هي رحلات يومية مستمرة في حالة انعدام أسباب المنع، التي تتجلى في الاضطرابات الجوية بالمنطقة.
وانتقلت البحارة التونسية تحكي اعتزازها بعملها البحري، الذي هو مصدر عيشها وعيش ابنائها، ناهيك عن امتداد هدا العمل البحري باعتباره موروث مادي داخل عائلتها، تواصل من جيل الى جيل توضح قدة، خصوصا انها ابنة بحار وزوجها بحار و ابنها بحار.
وبهذا الخصوص كشفت البحارة التونسية، أنها تمارس مهامها البحرية في كثير من الأحيان بمساعدة زوجها، او بمساعدة ابنها، وفي بعض الأيام تقوم بعملية الصيد لوحدها، واضافت في تصريحها للبحرنيوز، أن بين المشاكل التي باتت تؤرق بالها وبال البحارة، هو التراجع المهول للمخزون السمكي، الذي يبقى من أبرز أسبابه الصيد الجائر، وعدم احترام فترات الراحة البيولوجية للعديد من الأصناف البحرية.
وأشارت البحارة التونسية انها تقوم بنفسها بعد انتهاء اعمالها البحرية بمهامها المنزلية لاسيما في هذا الشهر الفضيل، وذلك من خلال اعدادها لكل ما لذ وطاب من المأكولات البحرية، المرتبطة بما جادت به السواحل البحرية بقرية غار الملح التابعة لولاية بنزرت. لفايف السلطعون، من اطيب المؤكولات البحرية التي تتقنها البحارة التونسية، والتي تجمع كل من لحم السلطعون بالاضافة الى المعدونس المفروم و الجبن و بعض من التوابل التي يتم قليها في ختام تحضيرها.
