تقع قرية الصيد “أمكريو“ على ضفة المحيط الأطلسي، جنوب مدينة طرفاية، إذ تنتمي إداريا إلى جماعة الطاح في إقليم طرفاية بجهة العيون الساقية الحمراء، فغالبية ساكنة هذه القرية “المنسية” هم من ممتهني قطاع الصيد البحري التقليدي “الصيادين“، إذ تضم القرية ما بين 300 و600 صياد، يعيشون فيها بشكل موسمي و منهم من يعيش بشكل رسمي.
هيئات مهنية عرضت في تصريح لـجريدة “البحر نيوز“، عن حجم المعاناة و طول الانتظار لإخراج قرية الصيد للوجود، إنسجاما مع روح المخطط التنموي الجديد للتنمية بالأقاليم الجنوبية في شطره المتعلق بقرى الصيد التقليدي، فيما عبر البعض من البحارة عن الإكراهات والصعوبات التي تجابههم، والتي كانت تصب في مجملها حول “السكن”، خصوصا بعد تضرر براريك البحارة، نتيجة المد البحري الذي عرفته السواحل الجنوبية السنوات الماضية.
وأكد فاعلون مهنيون محليون في تصريحات متطابقة ، أن عدة لقاءات ترأسها عامل إقليم طرفاية وحضرها كل من مدير وكالة تنمية الأقاليم الجنوبية، وممثلي المصالح الخارجية ومنتخبي الجهة، إلى جانب عدد من المتدخلين، فضلا عن ممثلين عن ساكنة وبحارة قرية الصيد آمكريو، وقفت على مكامن الخلل التي تعترض تطور القطاع بالمنطقة، وخلصت إلى تبني مطالب البحارة، مع التأكيد على إعطاء إنطلاق مشروع بناء قرية نموذجية، تتجاوب مع التوجهات السامية لعاهل البلاد.
ويتساءل البحارة، عن مآل مشروع كان سيؤهل المنطقة و يخرجها من جحيم المعاناة ، يضم في مكوناته منطقة للصيد ستعرف بناء 106 مخزن للوقود مع سياج وبناء 104 مخزن لمعدات الصيد، وكذا تركيب عددات فردية. مع إحداث وحدة لإنتاج الثلج وغرفة للتبريد، ناهيك عن إنجاز أربعة مرافق اجتماعية بمنطقة السكن، و711 سكن نواتي. بالإضافة إلى إنجاز تجزئة سكنية بما فيها شبكة الكهرباء والإنارة العمومية، وتزويد القرية بالماء الصالح للشرب، مع ضرورة ربط منطقة الصيد بالطريق الوطنية عبر إنجاز ممر طرقي.
ويتطلع الفاعلون المهنيون لهذا المشروع الذيمن شانه إعطاء دينامية جديدة لأمكريو، المعروف بتنوع مصطاداتها وجادبيتها البحرية على مستوى أنشطة الصيد، والتي كانت محركا أساسيا، لإحداث قرية الصيد أمكريو سنة 2005، في إطار برنامج تنموي لوزارة الفلاحة والصيد البحري، الهادف لإنشاء قرى الصيادين ونقط تفريغ مجهزة على امتداد الساحل المغربي، من أجل تعزيز قطاع الصيد البحري وإنعاش الصيد التقليدي. وهي واحدة من القرى العشرة المنشأة في المناطق الجنوبية – جهة العيون الساقية الحمراء وجهة الداخلة وادي الذهب-، والوحيدة في إقليم طرفاية.